حَوَّا وآدَمُ عَمَّرَا الأرضَا جسمًا وَروحًا أكمَلا بعضَا
في وَحْدَةٍ كانا وما افترَقا حتى الرَّدَى والرَّبُّ قد أقضَا
بالحُبِّ والإيمانِ عيشهُمَا لم يعرفا الأحقادَ والبغضَا
خاضَا الحياةَ بكلِّ قسوتِهَا قطعَا السنينَ جميعَهَا ركضَا
عَهْدُ الوَفا قد كانَ بينهُمَا طولَ المَدى لم يعرفا النقضَا
حُبُّ البقاءِ يظلُّ نهجهما وَتحَدَّيَا الأشواكَ والرَّمضَا
والعيشُ في بؤس ٍ وَفي رَغَدٍ عُلوًا يكونُ وَبعدَهُ خفضَا
زرَعَا البذارَ وَسَادَ نسلهُمَا مَلأ البسيطة َ طولهَا عرضَا
كالنملِ أضحَى فوقهَا اكتظّا رُغمَ التحضُّرِ ينشرُ الفوضَى
بالعقلِ سادَ على الخلائقِ قد مَسَّ الطبيعةَ ، طُهرَهَا افتضَّا
أبناءُ آدم حاربوا بعضا بمتاع ِ أوهامِ الدُّنى مَرضَى
قايينُ لم تُغفَرْ جريمتُهُ هابيلُ كانَ ضحيَّةً مَحْضَا
حوَّا وآدمُ أوْرَثا عِللاً عيناهُما لغدٍ لنا غَمْضَا
لولا الخطيئةُ خُلِّدَا أبدًا عاشَا الشَّبابَ المُشرقَ الغَضَّا
تفاحةٌ سَاقتْ مصيرَهُمَا فِعلُ الخطيئةِ لم يكُنْ فرضَا
وَنظمتُ شعرًا فيهما وأنا روحي بدُنيا الأرضِ لا ترضى
من عالمِ الأنوارِ جئتُ إلى دُنيا وُحُوش ٍ أدمَنتْ عَضَّا
في عالمٍ المالُ دَيْدَنُهُ الكلُ باعَ الأرضَ والعِرضَا
أنا في سماءِ الفنِّ مُؤتلِقٌ لقدِ احتللتُ الشَّمسَ والأرضَا
ملكُ القريضِ أظلُّ رائدَهُ رغمَ القيُودِ جمالهُ وضَّا
أنا شاعرُ الشُّعراءِ في وطني بي الفنُّ يبغي السَّيرَ والنّهضَا
وَمُتنبِّىءُ العصرِ الذي انتفضَا مَن يبتغي عَن نهجهِ غَضَّا
مَن رامَ نقدي دونمَا سَبَبٍ فَدْمٌ وينفضُ ريشَهُ نفضَا
وغدٌ عميلٌ آبقٌ نتِنٌ مَسْخٌ ذليلٌ عقلُهُ خُضَّا
سيفي صقيلٌ دائمًا ظمِىءٌ سَيشضُّ رأسَ المُدَّعي شَضَّا
حُزتُ الفصاحَة َ والعلومَ هُنا ثمَّ الشَّجاعةَ والإبَا أيضَا
وَتكأكأ الإبداعُ في أدبي وَمَضَاجع العُظماءِ قد قضَّا
وافرَنقعَ الدُّخلاءُ لا أحدٌ لم يَشهَدُوا حربًا ولا وخضَا
وَبقيتُ وَحدي فارسًا علمًا والكلُّ ساحاتِ الوغى أفضَى
شعري البَراعَةُ تُسْتشَفُّ بهِ سحرُ الطيوب وَيُسكرُ الرَّوْضَا
الشِّعرُ وَزنٌ ثمَّ قافيةٌ مِن دونِ هذا يفقدُ النّحْضَا
وأحُضُّ ذا حَظ ٍّ بمَوهِبةٍ دربَ العُروضِ السَّيرَ والخَوضَا
خُضتُ التّجاربَ في الحياةِ ولمْ تحفلْ جناني البردَ والقيضَا
عاركتُ دهرًا جائرًا نهِمًا ورأيتُ فيهِ الحُلوَ والحَمْضَا
قد كانتِ الدُّنيا وقسوَتُهَا وَتجاربُ الأيَّامِ لي وَعْضَا
والحَظ ُّ يأتي دونمَا تعبٍ كم غايةٍ قد حُقّقتْ رَبْضَا
إنَّ البخيلَ بمالِهِ شغفٌ كم يُتقنُ الإمساكَ والقبضَا
أما الكريمُ فدائمًا سَمِحٌ ورداؤُهُ في الجودِ ما نَضَّى
إنَّ الأبيَّ حياتُهُ كرمٌ ويحضُّ غيرَهُ للنَّدى حَضَّا
كم من كريمٍ روحُهُ بُذِلتْ وَلِيَحْمِيَ الأوطانَ والحَوضَا
وَطني جنانُ الخلدِ أعبُدُهُ لا .. لم أجدْ كجمالِهِ عِوضَا
خُضتُ الخُطوبَ بصَارمٍ غَضِبٍ وَدَحَضْتُ أشباحَ الدُّجَى دَحْضَا
ربُّ المكارمِ كلّهُم شهدُوا والغيرُ يعطي النّزرَ والبرضَا
ويدايَ طائلتانِ مُذ صغر ٍ لي لم يسدُّوا الدينَ والقرضا
وَصُروحُ مجدي للسَّماءِ سَمتْ والغيرُ يُفتِي الرَّدمَ والنقضَا
شعري ليقظةِ أمَّةٍ رَقدَتْ تبقى بلادي القلبَ والنّبضَا
للفنِّ للإبداعِ جئتُ أنا لأساندَ الفقراءَ والجَرْضَى
وَلأنثرَ الأزهارَ في وطني لأبدِّدَ الأحقادَ والغيضَا
كم من نساءٍ واكبَتْ أدبي كم من لحاظٍ سيفُهَا يُنضَى
لم تغوني الغيدُ الحِسانُ هنا ألحاظهُنَّ مِنَ الظبى أمضَى
أنا فارسُ الفرسانِ في زمن ٍ الكلُّ عن دربِ الإبا انفضَّا
أجواؤُنا في سوءِ مُنقلبٍ والحرُّ يرقبُ في غدٍ مَخْضَا
المالُ أضحَى الرَّبَّ .. لا قيمٌ ماتَ الضَّميرُ بأمَّةٍ تقضَى
سَجَدَتْ لباغ ٍ دونما خجلٍ وَعلى كرامتِهَا قدِ انقضَّا
سأظلُّ في دربِ الفدا علمًا والغيرُ يبدي الجُبنَ والبضَّا
وَنفضتُ أوحالَ الخطوبِ ولم أعبَأ بدهر ٍ لم يزلْ فضَّا
عرشُ البلاغةِ شدتُهُ بدمي حزتُ الفنونَ النّثرَ والقَرْضَا
هذي القصيدةُ كُنْهُهَا دُرَرٌ قد فاضَ سحرُ جمالِهَا فيضَا
وقصيدتي عصماءُ ساطعةٌ فتشعُّ في آفاقِهَا البيضا
قد يعجزُ الأفذاذُ كلّهمُ أن ينطمُوا كوَمِيضِهَا وَمضَا
...................................................................................
*1 - الوخض : الطعن الذي يختلط بالأحشاء ولا ينفذ من الناحية الأخرى
*2- النحض : القطعة الكبيرة والهامة من اللحم ( المركز)
*3 - البرض : القليل
*4 - نضَّى : خلعَ وأزالَ
*5 - الجرضَى : المغمومين
*6 - يُنضَى : يُسَل
*7 - المخض : المخاض – ساعة الولادة
*8 - البضا : الجلد الرقيق الناعم ، والدمع إذا رق
0 comments:
إرسال تعليق