ريحٌ هناكَ وقَعقَعَة.
ماذا تريدُ منَ الظّلامِ سوى السّدى؟
البحرُ يبلَعُ ملحَهُ، والصّمتُ يسكُنُ جُرحَهُ، والرّملُ يطمُرُ قَرحَهُ،
والرّيحُ ترسمُ ضَعضَعَة.
كلُّ الخَطايا موجِعَة.
لا تسألوا الأشباحَ عن عُنوانِها.
لا تسألوا الأتراحَ عَن ألوانِها.
فِقهُ التّساؤُلِ مَهزَلَة.
ويَسوؤُني أني أراكُم توقِظونَ الخَلخَلَة.
ووراءَكُم سُحُبُ المَواجِعِ مُقبِلَة.
هل في المدى - والرُّزءُ لونُ إزارِهِ- إلا اجتِرارَ المُعضِلَة؟
مَن فَسَّرَ الأوهامَ؟ مَن؟
والسّدى، مَن أوَّله؟
أنَذا كَفَرتُ بِكُلِّ ألوانِ الوَلَه.
ولَعَنتُ سِرَّ الآهِ، لُغزَ المسألة.
وصَنَعتُ لي أفقًا بلونِ الجُلجُلَة.
ووقفتُ أُجمِلُ قِصَّتي، وصَرَختُ...
صوتي لَم يَكُنّي!
والصّدى ينفي التّلاشي مَنشَأه.
عَقَلَ التّقاعُسُ مَقتَلَه.
كَم مؤسِفٌ ألا تذودَ القافِلَةْ:
عَن باقِياتِ مَسارِها، عَن عُذرِه، وعَنِ الأماني العالِقَة...
كلّ المَزاعِمِ يعتَريكَ جُنونُها إن صارَ نَهجُكَ هَلهَلَة.
وَيلاهُ مِن ليلِ السّدى ما أطوِلَه!
قلبي عَليكَ الآنَ، أو قَلبي مَعَك..
والبَردُ يَصلُبُني، ويَستَبكيكَ...
مَغناةُ السُّدى للبَلبَلَة.
روحي فِداكَ أخي، وعَيني مَسكَنَك...
والليلُ يسبيني، ويَستَغشيكَ...
مَرثاةُ المَدى للوَلوَلة.
اللّيلُ لا يَخشى جُنونُ الهَروَلَة.
فاصنَع طَريقَكَ، كُن زَمانَك، وانتَصِب...
مَن نامَ يَسهُلُ نَفيُهُ.
من هانَ أسلَمَ للعَوادي مَقتَلَه.
::: صالح أحمد (كناعنة) :::
0 comments:
إرسال تعليق