ان دراسة الشعر العربي ليس سهلا وذلك لوجود حلقات مفقودة مما يجعل البحث عسيرا، فما وصل الينا من الشعر العربي كان على درجة عالية من النضج . وهذا يعني لا بد ان يكون قد سبق هذا النضج تطور في المعنى وفي المبنى وكان هذا التطور طويلا إلا أن الكثير منه ضاع والسبب في ذلك البعض منه أتلف حين أعتنقوا العرب الديانة المسيحية أولا ثم الأسلام كي لا يقع أحفادهم في شرك التوثن او المسيحية ، كما ان هذا الأدب لم يصل الينا عن طريق الروي لجهل الكثير منهم بالأبجدية العربية اوأبجدية اخرى كالسريانية السائدة في المنطقة ، فقسم منه وصل ألينا والقسم الآخر لم يصل لانه لم يحفظ ، وقسم آخر زال مع الرواة الكثيرين الذين ماتوا في الحروب. وهذا لا يعني ان العرب لم تكن لديهم ابجدية يكتبون بها لغتهم في تلك الفترة ، فلغة القران كانت على درجة من الرقي مما يؤكد انها مرت بطور التطور ولفترة لا تقل عن قرنين . في حين يؤكد الباحثون(2) ان الكتابة قد جاءت بلاد العرب الداخلية في أزمنة مختلفة وقد جاءت قلب الجزيرة عن ثلاثة طرق أقدمها ما جاءها عن طريق الشمال الشرقي ، وهـذه فـي الأغلب كانت متأثـرة بالكتابة الآشورية البابلية وكانت من الصعوبة بحيث لم تلبث ان حلت محلها حروف أخرى جاءتها من الجنوب والشمال معا، وبقيت هذه الحروف زمانا طويلا فكانت الارامية (السريانية) والنبطية الآرامية وربما المسند اليمني وسيلة للكتابة في قلب شبه الجزيرة وقد تطورت هذه الحروف في أزمنة متأخرة الى الحروف الأخيرة المعروفة بالعربية . ويؤكد ذلك الطبري(3) حين يقول (ظهر على ضهر الجماء ـ جبل بالعقيق قرب المدينة ـ فوجد حجرين وفيهما كتاب فحمل أحدهما فعرضه على اهل السريانية فلم يعرفوا كتابه وعرضه على من يكتب بالزبور من أهل اليمن ومن يكتب بالمسند فلم يعرفوه...والظاهر انه كان في الاغلب آشوريا) . فأقدم ما وصل الينا من الشعر العربي يعود الى أواخر القرن الخامس للميلاد والنصف الأول من القرن السادس ، أي سبق ظهور الأسلام بنحو قرن ونصف القرن ولكنه لم يصل ألينا مكتوبا بل كما قلنا على ألسنة الرواة، كمحزمة بن نوفل وحويطب بن عبد وهما من القريش . وفي زمن الأسلام حماد الراوية (771م) وخلف الاحمر (796م) والأصمعي عبد الملك بن قريب (828م) وغيرهم . فهو لم يسلم من التحريف لانه وكما قلنا لم يصل مكتوبا والرواة الذين دونوا مما حفظوه لم يعاصروا أولئك الشعراء بل نقلوه من رواة قبلهم ، الا ان العلماء أهتموا بتدوينه من القرن الثامن للميلاد في مجموعات كديوان الحماسة لأبي تمام وكتاب الأغاني للأصفهاني وغيرهما... إلا أن ما وصل الينا كان كامل البناء تام الموسيقى له لغة مهذبة وأستقامة في الوزن مما يؤدي بنا الى ان نقول:
1- ان تاريخ الشعر يرجع الى ما قبل ذلك بكثيــر ، فمن يقرا هذا الأدب سيصل الى نتيجة مفادها ان مثل هذه الامور لا تتهيا للامم طفرة واحدة بل نتيجة تطور في أصول بعيدة تبدأ صغيرة بسيطة ثم تتطور بعملية من عمليات النمو الطبيعي، وهذا يقودنا الى أحتمال ثان .
2- أو أن هذا الأدب كان نتيجة متواصلة لآداب المنطقة كالسومرية والبابلية والآشورية والسريانية ولو حظي هذا العلم أهتمام الباحثين لوجدوا تشابها وأواصر مشتركة بين تلك الآداب والتي تلتها كالسريانيـة والعربيـة والعبريـة. وانا أتفق مع الاستاذ طـه باقـر(8) حين قال ( ليس عندي شك في ان أوزان الشعر البابلي وأساليب تأليفه ونظمه قد أثرت كثيرا في أشعار الأمم القديمة التي كان لها أتصالات مباشرة وغير مباشرة بحضارة وادي الرافدين أخص بالذكر منها الشعر العبري والآرامي والشعر الفارسي القديم " الاخميني" ) وأضيف ان بعضها (الادب السرياني والعبري والعربي) إن لم اقل جميعها هي تواصل لمسيرة هذه الآداب سواء كانت بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة أعني من خلال الادب السرياني الذي سبق ولازم الادبين العبري والعربي ولفترة طويلة . ولو توفرت لدينا هذه الحلقات المفقودة لأتضح ذلك اكثر، فعلى سبيل المثال لو أخذنا من الأدب البابلي(9) قصيدة حوار بين صديقين يرقى تاريخ تدوينها الى حدود الألف الاول ق.م والتي وجدت في مكتبة آشور في القرن السابع قبل الميلاد، بحيث لو أخذ المقطـع الأول من كل بيت مـن أبياتـها وجمعت المقاطع بعضها الى بعض لتكون منها اسم ناظم القصيدة وشئ من الدعاء الى الإله والملك ، وعلى هذا الوجه تؤلف المقاطع الاولى من القصيدة العبارة (انا ساكل- كينام-اوبب) وهو كاهن المشمشو وعابد الإله والملك . وهذا الفن لاحظناه في الشعر السرياني الذي اشتهر به مار أفرام (306- 373م) وفي الشعر العبري في منتصف القرن السابع الميلادي وهي تشبه المزمور 119. ومراثي ايرميا 4،3،2،1 4 التي كانت تستعمل النظام الأبجدي في ترتيب الابيات .
الا اننا لم نعثر على هذه الحلقات المفقودة" سوى بعض الابيات القليلة للشنفري (توفي سنة 510م) والمهلهل ( 494-534) والمعلقات التي عاصرت بعضها الأسلام ووصلت الينا وكما قلنا عن طريق الروي ، مثلما لم تصل الينا من الشعر السرياني قبل القرن الثاني الميلادي سوى بعض الابيات القليلة لـ ( وفا الارامي ـ القرن الاول قبل الميلاد ).
اما الموازين فيعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي (712-778م) أول من وضع موازين الشعر العربي والذي حكم حسه وذوقه الموسيقي وبقيت هكذا الى يومنا هذا، فكل المحاولات التي جرت بعده لم تذهب الى أبعد من ذلك . ومن أجل الوقوف على أرضية اوزان الخليل ساتعرج قليلا على أوزان الشعر السرياني الذي وضعها الشاعر السرياني برديصان ( ولد سنة 154م ) ودونها ونظمها من بعده الشاعر انطون التكريتي ( القرن الثامن للميلاد ) ، لمعايشتها للشعر العربي لفترة طويلة وسبقها لقرون عديدة . فخليل بن أحمد الفراهيدي أعتمد في قاعدته على مجموعة تفاعيل وهي:
1- التفعيلات الثلاثية - اي لها ثلاث حركات وهي (فعولن- فاعلن).
2- التفعيلات الرباعية - اي لها اربع حركات وهي (فاعلاتن- مفاعيلن- مستفعلن- مفعولات).
3- التفعيلات الخماسية اي لها خمس حركات وهي (مفاعلتن- متفاعلن).
وتتألف هذه التفعيلات من مقاطع صوتية هي السبب والوتد والفاصلة . فالتفعيلات تتالف من هذه الاسباب والاوتاد .
اما انطون التكريتي فأعتمد في قاعدته على مجموعة دعامات وهي:
ثنائية (اي حركتين) كما في (بي + تا) بيتا
2- ثلاثية (ثلاث حركات) كما في (بيت +نه + رين) بيت نهرين
3- رباعية (اربع حركات) كما في (ش+بح+لمر+يا) شَبُح لمَريا
4- خماسية (خمس حركات) كما في بتَرعَح حَنانا (بتر + عخ + ح + نا + نا)
5- سباعية (سبع حركات) كما في حَد كَزا زعورا مَفِق
إلا أن العرب عكس الأقوام الأخرى في المنطقة أوجدوا لأنفسهم قواعد صعبة في فن الشعر... فبعد ان كان الشعر عند السريان مثلا موزونا على نسق واحد من جهة الحركات أعتمد العرب في ضبط أوزانهم أمرين وهما عددها أولا وقدرها ثانيا لأن الحركات في السريانية لها كلها قدر واحد، اذ هي اما مشبعة او مطبقة وذلك سيان في الوزن . لذا لافرق عندهم بين:
(فاعلن وفعولن) ولا بين ( فاعلاتن - مفاعيـلن – مستفعـلن - مفعـولات ) ولا بيـن (مفاعلتن – متفاعلن) لان لها العدد نفسه من الحركات.
لقد وضع الخليل موازين الشعرالعربي على أساس وجود خمسة عشر بحرا وأضاف اليها الأخفش (ابو الحسن سعيد بن مسعدة) بحرا آخر فأصبحت ستة عشر بحرا. جمعت فـي خمس مجموعات سماها دوائر كان الاساس فيها تشابه المقاطع الصوتية من الأسباب والأوتاد وهذه الدوائر هي:
1- دائرة المختلف : المتضمنة اربع عشرة حركة وتحتوي على الأبحر ( الطويل ، المديد ، البسيط )
2- دائرة المؤتلف : المتضمنة خمس عشرة حركة وتحتوي على الأبحر ( الوافر ، الكامل)
3- دائرة المجتلب والمتفق والمشتبه المتضمنة أثنتي عشرة حركة وتحتوي على الأبحر ( الهزج ، الرجز ، الرمل ، المتقارب ، المتدارك ، السريع ، المنسرح ، الخفيف ، المضارع ، المقتضب ، المجتث)
إلا أن هذه الأبحر تلحقها حالات أخرى نتيجة دخول زحافات وعلل عليها مما أدى بالبعض ان يحصى عدد ابحر الشعر العربي الى أكثر من هذا العدد بكثير.
أما الراهب أنطون التكريتي فقد وضع سبعة عشر بحرا وعلى أساس عدد الحركات ( بدءً من 4 حركات الى 20 حركة ) رغم أن البعض منها وخصوصا من ذوات 13 حركة فصاعدا نادرة الأستعمال . وقد أورد لكل بحر أشكالا عدة أستنادا الى نوع الدعامات وعدده ، فمثلا قد يأتي البحر المتوسط على شكل دعامة واحدة ذات خمس حركات، وأحيانا من دعامتين (2+3) وهكذا في البحر المتقارب قد تكون دعامة واحدة ذات ست حركات وأحيانا دعامتان 3+3 او (4+2).. الا ان الفرق بين الوزنين السرياني والعربي يكمن في:
1- أعتماد العربية على عدد الحركات وقدرها (حركة سكون) اما السريانية فعلى الحركات فقط .
2- تكون الدعامة في السريانية ذات بنية متكاملة اي ذات معنى مفهوم ، أما في العربية فأحيانا لا لأنها (التفعيلة) أحيانا تتكون من نصفي كلمتين فلا تعطي معنى .
3- لا يجوز التدوير في السريانية لا بين الدعامات كما قلنا ولا بين الابيات، يجوز ذلك في العربية.
4- اعتماد العربية على مجموعة زحافات وعلل ولا يجوز ذلك في السريانية.
ولو رجعنا مرة أخرى الى الأوزان فلا بد لنا ان نتساءل لماذا هذا الأختلاف على الرغم من ان الموقع الجغرافي في هذه الفترة على الأقل متداخل ، وحتى في الجزيرة كان السريان عندما نقلوا معهم تبشيرهم المسيحي نقلوا معهم ميامرهم ومداريشـهم أي شعرهــم وبالأخص في فترة المعلقات... لذا علينا ان نتساءل من أين جاء الخليل بقاعدته الشعرية التي بناها على حركة وسكون؟ الأمر الذي أدى الى تعقيده لقواعد الشعر على عكس جميع الآداب المجاورة؟ أبناها على الموروث الشعري الذي تركه لنا شعراء العرب من قبله؟ أم أنه أعتمد على قواعد شعرية جاهزة لأمم اخرى وطوعها كي تلائم الشعر العربي؟ وللاجابة عن هذه التساؤلات نقول:
اولا: إن كان الخليل قد بنى قاعدته الشعرية أستنادا الى الموروث لما أحتاج الى هذا الكم من الزحافات والعلل الى حـد يمكن عد عدد الأوزان الشعرية الى أكثر من مئة بحر بدلا من ستة عشر، وذلك لأن كل بحر يلحقه عدة أبحر أخرى، خذ مثلا البحر الطويل الذي وزنه الصحيح ((فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)) الا انه تلحقه عدة اشكالات نتيجة دخول زحافات وعلل عليه فياتي:
1- المقبوض العرض والضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.
2- المقبوض العروض المحذوف الضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعلن فعولن فعولن.
3- المكفوف الاثلم فعلن مفاعيل فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيل فعولن مفاعيلن
4- الاثرم /ف/ عول مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
5- الاثلم /ف/ عولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهكذا الحال في بحر المديد الذي وزنه (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن) وفي بقية الابحر الأخرى ... فلنتساءل من جديد لماذا هذا الكم من الزواحف والعلل إن كان الخليل قد بنى قاعدته فعلا على الموروث الشعري ، فلا بد لنا من دراسة الشعر قبل الخليل لنرى مدى التزام شعراء تلك الحقبة بأوزان الخليل الصافية.
ثانيا- او ان يكون العروض قد ولد متكاملا او أشبه بالمتكامل في ذهن الخليل وان كان كذلك سيثير الانتباه (كما يقول كل من د.صفاء خلوصي والأستاذ كمال ابراهيم) ويحملنا على الأعتقاد بانه محاكاة لنموذج اجنبي متكامل لأن أمر كهذا (ولادة عروض متكاملة في ذهن الخليل) امر بعيد عن الواقع(10).
ثالثا- او ان يكون الخليل قد حاكى نموذجا عروضيا جاهزا" واستطاع بعبقريته ان يطوعه بالشكل الذي يلائم الشعرالعربي . وللإجابة عن هذا التساؤل نقف مع ما يقوله د. صفاء خلوصي أستاذ العروض في تقديمه لكتاب القسطاس المستقيم نقلا عن أبي الريحان البيروني المتوفى سنة 1048 م في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذولة) في فصله الموسوم (ذكر كتبهم في النحو والشعر) ما يلي(11):
((يرجـع العروض العربي واليوناني الى الاصل السنسكريتي، وقد يكون هذا الأصل السنسكريتي بدوره مقتبسا من أصل بابلـي قديم لعثوره على تشابه بين البحور اليونانية والعربية من جهة وبعض البحور البابلية القديمة...)) وقد قدم لنا البيرونــي في كتابه أعلاه وجوها من البراهين تدل على أن الخليل كان قد أطلع على العروض السنسكريتي قبـل ان يشــرع بوضع ميزان العروض العربي.... ويذهب الدكتور جواد علي(12) بأنه وجد نصا في بعض المظان العربية القديمة يؤيد ان الخليل قد اطلع على الأوزان اليونانية الى جنب كتب في العروض السنسكريتي... وهذا ما ذهب اليه المطران اقليمس يوسف داود ايضا حيث قال(13):
((الشعر موزون في السريانية على نسق واحد من جهة الحركات أما في اللغات القديمة الأخرى كاليونانية واللاتينية والسنسكريتية والعربية فيعتبر لصحة النظم وضبطه أمران في الحركات وهما عددها وقدرها...)).
لقد أفاد الخليل من أصول عروضية متعارف عليها عند العرب إلا أنه أضاف اليها ما نقل من التراث السرياني والعبري والفارسي واليوناني والسنسكريتي لأن الخليل الذي ولد في البصــرة سنــة (712-778) وهـو عصر ألتقـاء الثقافـات الهندية والفارسية واليونانية والسريانية مع العرب من خلال ما كان يترجمه الأدباء السريان الى العربية...ويضيف البيروني:
وهم يصورون في تعديد الحروف شبه ما صوره الخليل ومن بعده من العروضيين للساكن والمتحرك وهاتان الصورتان هما:
> ويسمى (لكـ) بالسنسكريتية وهو الخفيف بالعربية
2- \ ويسمى (كر) وهو الثقيل، ووزانه في التقدير انه ضعف الاول اي يعادل اثنان من الخفيف اي 2 >= \
وفي حروفهم ما يسمى ايضا طويلة ووزانها وزان الثقيلة، واظن ان الاول (>) متحرك والثاني (\) مجموع متحرك وسـاكن وهي تشبه السبب في عروضنا العربية . اما الاوربيون فهم يرمزون للنقرات الخفيفة بركزة (د) والضربات الثقيلة بـ (ـ) بدلا من (> \) الهنديتين. اي:
> الهندية = ( د ) الاوربية = تقريبا ( ه ) العربية للخفيف
\ الهندية = ( ــ ) الاوربية = ( / ) العربية للثقيل
وهكذا وكما يقول البيروني: ( كما إن أصحابنا عملوا من الأفاعيل قوالب لأبنية الشعر وأرقاما للمتحرك منها والساكن يعبرون بها عن الموزون فكذلك سمى الهند لما تركب من الخفيف والثقيل بالتقديم والتأخير وحفظ الوزان في التقدير دون تعديد الحروف القابا يشيرون بها الى الوزن المفروض وأعني بالتقدير ان (لكـ) ماتر واحد و(كر) ماتران... فيحسب المشدد ساكنا ومتحركا والمنون متحركا وساكنا . اي كما يقول د. خلوصي حوروا الطريقة الهندية (المقطعية) الى طريقة (حرفية) وكان ذلك ضروريا لتمثيل الزحافات والعلل وان كان الأفضل الأبقاء على الطريقة السنسكريتية المقطعية، والأشارة الى الحروف حيثما أقتضى الأمر في حالات الزحاف والعلة (د ــ)...
فإن كانت أبيات العربية تنقسم لنصفين بعروض وضرب ، فان أبيات الهنود أيضا تنقسم لقسمين يسمى كل واحد منهما (رجلا") وهكذا يسميها اليونانيون (ارجلا) ما يتركب منه من الكلمات سلابى والحروف بالصوت وعدمه والطول والقصر والتوسط. وينقسم البيت لثلاث أرجل ولأربع وهو الأكثر وربما زيد رجل خامسة ولا تكون مقفاة(14) أما في السريانية (والعبرية ايضا) فيكتب درجا، أي لا يوجد عرض وضرب .
نستخلص من كل ذلك - كما يقول الاستاذ صفاء(15) - إن البيروني يظن بأن الخليل أفاد من العروض السنسكريتي الامور الاتية:
1- تقسيم الابيات الى اشطر
2- تقسيم الاشطر الى تفاعيل
3 - تقسيم التفاعيل الى مقاطع خفيفة وثقيلة، او قصيرة وطويلة
4- الأعتماد على أصوات الكلمات دون رسمها
5- أصطناع المصطلحات (الألقاب كما يسميها البيروني) لتحديد الزحافات والعلل.
6- إستعارة فكرة الأشباع في المقطع الخفيف الأخير من التفعيلة وتحويله إلى مقطع ثقيل
وعلى هذا الأساس يقول الدكتور صفاء(16) إن الزمخشري والخطيب التبريزي والزجاج والجوهري قد أنحرفوا عن الطريقة الرياضية للخليل في التقطيع التي كانت تشبه الطريقة الأفرنجية في التقطيـع ... فالأعتماد على عدد الحركات متشابه بين العربية والسريانية والعبرية وسائر اللغات القديمة أما قدرها ففي السريانية والعبرية سيان وفي اليونانية واللاتينية فقدرها يعني طول الحركة وقصرها وفي العربية أختلاف أسبابها أي أختلاف موضع حركاتها أستنادا الى موضع سكناتها ، من هنا تختلف العربية عن سائر اللغات القديمة. إذن فلا بد ان نرجع مرة أخرى الى أبي الريحان البيروني ونتساءل هل حقا ان الخليل أخذ عروضه من السنسكريتية؟ ونقول:
اليونانية التي ترجع أصولها كما يقول البيروني الى السنسكريتية لم تأخذ بنظر الأعتبار الحركات والسكنات ، ثم ان البابلية نفسها التي ترجع اليها أصول السنسكريتية لم تاخذ بنظر الأعتبار السكنات بل الحركات فقط لان أغلب الباحثين يشيرون(17) الى ان الشعر البابلي القديم يتسم بالأيقاع المعتمد على النبرات (النبرة تعني تعميق لفظ حرف علة واحد من بين الحروف العلة الأخرى).
وما علينا الان الا ان نتفحص قصائد الشعوب التي أقتبست منها السريانية والعربيـة والعبريـة أشعارها، ومن ثم قصائد الشعوب المجاورة للعربية ثانيا والقصائد العربيـة التي سبقت الخليل ثالثا والأغاني الفلكلورية رابعا .
فمن قصائد الأمم القديمة ناخذ على سبيل المثال الوزن في الشعر البابلي. مع ان هناك بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في الموضوع منها(18) الاصوات الحقيقية للالفاض البابلية المستعملة في الشعر على الصورة التي كان يلفظ بها البابليون أنفسهم من حيث التشديد والتخفيف، والنطق ببعض الأصوات الحلقية التي لم يعبر عنها تعبيرا واضحا بالخط المسماري ، ذلك الخط الذي أوجده السومريون لكتابة لغتهم الخالية من تلك الأصوات . كما ان نطق المستشرقين بالمفردات البابلية في الشعر يشبه بقراءة الأجنبي للشعر العربي والسرياني، مما يحدث الخلل والأضطراب في أوزانه كما ان تاثر الباحثين بالشعر اليوناني واللاتيني او كونهم أصلا مستشرقين جعلهم يرون إن أساس الوزن في الشعر البابلي يقوم على ما يسمى بالنبرات أي التشديد والتخفيف (ACCENTED UNACCENTED) وعلى الرغم من هذه الصعوبات وغيرها توصل دارسو الشعر البابلي الى ان هذا الشعر مثل أشعار بعض الأمم الأخرى كالعربية والسريانية والعبرية واليونانية واللاتينية وغيره، يعتمد في عروضه على مبدأ تجزئة الكلمات الى مقاطع ( SYLLABLES) تتناوب ما بين المقاطع الطويلة والقصيرة... فلو اخذنا على سبيل المثال المقطوعة التي جاءت على لسان الاله ابسو – اله المياه- حيث يقول(19):
ENUMA ELISH LA NUBU SHAMAMU
SHABLISH AMMATUM SHUMA LA ZAKRAT
ABSU _ MA RHSHTU ZARUSHUN
MUMMU TIAMAT MUWALLIDAT JIMRISHUN
أينما أيلش لا نبو شمامو
شابلش اماتم شوما لا زكرات
ابسو - ماريشتو زاروشون
ممو تيامة موالدت كمريشون
فإذا أردنا أن نوزنها على أساس أوزان الخليل فمن الصعوبة وزنها لوجود ساكنين ،
من هنا نقول لايمكن ان تتطابق مع تفعيلات الخليل. وفي حالة تقطيعها من حيث الحركات نجد ما يلي:
5+5 ، 5+5 ، 5+3 ، 5+7 ،
ومن الشواهد المتيسرة لدينا والتي تعتبر حلقة وصل بين القصيدة العراقية القديمة وقصيدتنا السريانية والعربية ، قصائد وفا الآرامي ( ق م ) ومزامير او تسابيـح سليمان ال (42) السريانية والتي سماها دارسوها (مرتل من المسيحيين الاولين)21 وترقى الى نهاية القرن الاول الميلادي، حيث يتضح من دراستها ان الأيقاع (الحركات) هو أساس الوزن وتمتـاز هــذه التسابيــح بأنها موزونة على أكثر من بحر أسوة بالقصيدة العراقية القديمة المار ذكرها، وهذا ما سميناه بعد تسعة عشر قرنا بقصيدة النثر. خذ مثلا الانشودة الثالثة من المزمور:
ܘܗܕܡܝ ܠܘܬܗ ܐܢܘܢ وهدامى لواثى انون
ܘܒܗܘܢ ܬܠܐ ܐܢܐ ܘܡܚܒ ܠܝ وبهون تلا نا ومحب لى
ܠܐ ܓܝܪ ܝܕܥ ܗܘܝܬ ܠܡܪܚܡ ܠܡܪܝܐ لا كير يادع هويت لمرحم لمريا
نجد ان القصيدة موزونة كالاتي:
7، 4+3 ، 5+ 5
وهكذا الحال في بقية التسابيح .
من هنا نقول ان القصيدة السريانية كانت أمتداداٌ للقصيدة النهرينية، وكنا محقين (مع الآخرين) حين أعتبرنا برديصان مدشن الحداثة للقصيدة السريانية في حينها عندما أخضع القصيدة الى الوزن الواحد خدمة لنقل البشرى من خلال تراتيل ترتلها جوقات كنسية... وأستمرت على منوالها الى يومنا هذا.
ومن الشعوب المجاورة للعربية التي أثرت وتأثرت بها هي اللغة العبرية التي عاشرت العربية سواء في بلاد الرافدين او في الجزيرة العربية ويقول عنها الناقد العبري (يهوذا الحريزي) في كتابه (تحكموني)22 ((...وحين كان آباؤنا يقطنون في مدينة القدس ما كانوا يعرفون الشعر الموزون في اللغة العبرية، أما أسفار أيوب، والأمثال،والمزامير، فجملها قصيرة وأبياتها سهلة بسيطة، وما أشبهها بالسجع، وهي بعيدة عن ان تكون نظما جميلا موزونا ومقفى)) ومن خصائص شعرها23 (ان الصيغة الشعرية تؤسس على النبرة والنغمة، وكانت اناشيد العبادة تسمى ترانيم وكان يصاحب الترنيمة أيقاع أو غناء وهذه الترانيم غير موزونة ولا مقفاة..." وأغلب الظن أنهما يعنيان بالوزن والقافية علي شاكلة العربية، لأن الشعر العبري وكذلك السرياني كان يعتمــد على عـدد الحركات فقط. وهـذا مؤكد لأن اليهود الراجعين من بابل وغيرها من مناطق بلاد ما بين النهرين نقلوا معهم مع اللغة، أدب البلاد وفنونها كأوزان الشعر. أما الوزن والقافية (على شاكلة العرب) فقد ظهر في القرن العاشر الميلادي .
وما بقي لدينا إلا أن نتفحص القصيدة العربية التي من المفترض ان يكون الخليل قد بنى عليها أوزانه ونقول:
ان الشعر العربي قد وجد قبل الخليل، فالشاعر القديم كان يعتمد على حسه الموسيقي في كتابة القصيدة لأن معظم الباحثين يرون ان منشأ الشعر هو الغناء والأنشاد، والغناء بطبيعته يعتمد على الحس الموسيقي والمعتمد على الحركات لا السكنات... اي ان الشاعر كان أكبر من العروض. وهذا ما أكده ايضا الأستاذ كمال إبراهيم في تقديمه لكتاب القسطاس : ((والحق الذي لا مراء فيه ان مقاييس الشعر او أوزانه قد أستخلصت من ضروب الغناء المختلفة التي كان العرب منذ عصورهم الأولى يتغنون بها ،... فالشعر مدين للغناء، وجد مع الغناء والغناء وجد مع الأنسان)) وبهذا لو أجرينا دراسة على الشعر قبل الخليل لتيقن لنا ان الشعراء العرب كانوا يزنون أشعارهم أعتمادا على الأيقاع الموسيقي اي بالأعتماد على الحـركات فقط كما الحال في الشعر السرياني والعبري اللذين أستقيا عروضهما من الشعر العراقي القديم وهذا ما ذهب اليه بعض دارسي الشعر العربي القديم24 ، ان العرب ـ قبل الخليل ـ عرفوا طريقة يهتدون بها الى معرفة وزن البيت وذكروا: ان الخليل سئل: هل للعروض أصل؟ قال نعم! مررت بالمدينة حاجا فرأيت شيخا يعلم غلاما ويقول له قل:
نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
قلت ما هذا الذي تقوله للصبي ؟ فقال: هو علم يتوارثونه عن سلفهم يسمونه التنعيم، لقولهم فيه نعم... قال الخليل: فرجعت بعد الحج فأحكمتها.
وبالحقيقة إنهم كانوا يعتمدون على الحركات ، وهو ما يسمى عند السريان بالوزن المزدوج (الأفرامي ـ 7 حركات). وعند تقطيعها حسب الخليل نحصل على البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن )
وهناك طريقــة ثانية25 يذكرها الباقلاني في كتابه (أعجاز القران) فيسميها " الميتر" اي القطع. وهناك طريقة ثالثة في معرفة وزن البيت كأحتساب مقاطع البيت من حيث توازي الشطرين وتساويهما بعقود الأصابع إسوة بالسريان و..
وهذا ما يؤكده أبن فارس26 في كتابه الصاحبي ص38:
(... ان هذين العلمين ـ النحو والعروض ـ كانا قديما، وأتت عليهما الأيام وقلا في أيدي الناس، ثم جددهما هذان الإمامان " أبو اسود الدؤلي والخليل").
والآن لو اجرينا دراسة على الشعر العربي قبل الخليل لوجدناه يتفق مع العروض السريانية التي تتفق بدورها مع العروض الرافدينية، أكثر مما يتفق مع عروض الخليل الصافية " أعني بعيدا عن الزواحف والعلل " بمعنى آخر ان نسبة الخطأ تكون أقل بكثير مما هي في عروض الخليل فلنأخذ مثلا عينات من الشعر الجاهلي لنرى مدى صحة القول27:
1- معلقة امرئ القيس (500-540م)
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمال
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
والتي صنفت ضمن البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)، الا انه يصعب علينا الحصول على هذا البحر صافيا اي ان نسبة الخطأ فيه عاليا. اما اذا وزنت على الأبحر السريانية فنجدها موزونة على البحر الطويل اي(اربع عشرة حركة) بإستثناء بعض الأسطر التي جاءت مخالفة بحركة واحدة بسبب الروي كما نجد في أحد أبياته:
إذا ما بكى من خلفها أنصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
فالشطر يتكون من (15) حركة، اما العجز فمن (14) حركة.
فلو حذفت (ما) من الشطر أستقام الوزن
اذا بكى من خلفها إنصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
2- معلقة طرفة بن عبد (543-569م) والتي يقول فيها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك اسى وتجلد
والتي موزونة على البحر الطويل حسب اوزان الخليل الا اننا لم نجد البحر صافيــا فأغلب الابيات تستخدم الزواحف والعلل، إلا انها تحتوي على أربع عشرة حركة ايضا باستثناء بعض الابيات وبسبب الروي ايضا.
3- وهكذا الحال في معلقة زهير بن ابي سلمى (530-627م) اربعة عشر حركة وعمرو بن كلثوم (توفي سنة 600م ) اثنتي عشرة حركة و معلقة لبيد (530-629م) التي تحوي خمس عشرة حركة ومعلقة عنترة بن شداد (525-615م) اربع عشرة حركة، والحارث بن حلزة (-580م) اثنتي عشرة حركة وعبيد بن الابرص (554م)عشر حركات، وفي هذه المعلقات يكون الاضطراب في الوزن بنسبة اعلى من سابقتها.
ومن الملاحظ على هذه المعلقات وغيرها من الشعر الجاهلي ما يأتي:
1- لم تصل الينا مكتوبة بخطهم بل رويا مما تعرضت الى الكثير من الأضطرابات، وكانت السبب في إدخال أو تعكز الخليل على مجموعة من الزحافات والعلل.
2- التزام الشعراء بعدد ثابت من الحركات وأحيانا نجد تجاوزا وسببه الروي
3- كان اعتماد الناس في تقبل شعر هؤلاء الشعراء مبنيا على عدد الحروف المتحركة في كل شطر والمحافظة على هذا الرقم في القصيدة ككل وليس على تماثل الحروف المتحركة والساكنة كما هو في اوزان الخليل ولا سيما ان القصائد ذات طابع غنائي. وعليه أستطيع ان أقول ان اوزان الخليل لا بد من ان تكون دخيلة على الأدب العربي الى حد ما، وإن تمسك الخليل ومن بعده من العروضيين بهذه التفاعيل أفرز الكثير من المصطلحات والأختلافات بين ما هو موجود في الدوائر وما هو في واقع الشعر العربي مما أدى الى تعكز هؤلاء العروضيين من خليل ومن بعده على أفتراض دخول بعض الزحافات والعلل إضافة الى أفتراضهم ان يكون هذا البحر مجزوءا" وجوبا او جوازا وما لا يدخله أصلا . خذ مثلا البحر السريع ووزنه (مستفعلن مستفعلن مفعولات) ولم ينظم عليه شاعر عربي على هذا الشكل 28، لان اكثر ما ورد من الاشعار كانت على وزن (مستفعلن مستفعلن فاعلن) أو (مستفعلن مستفعلن فعلن) او (مستفعلن مستفعلن فاعلان).
وما بقي لدينا الا ان نطبق اوزان الخليل على الشعر السرياني عسى ان يكون الخليل قد أستفاد منها في وضع أوزانه الشعرية فنقول:
لو أخذنا مقطعا من قصيدة قورلونا (الذي عاش في أواسط القرن الرابع ومطلع القـرن الخامس) التي موزونة على البحرالمتساوي (أربع حركات) من حيث الوزن السرياني ونقطعها حسب اوزان الخليل نجد:
ܗܐ ܕܝܪܬܐ /ܘ/ ܘ // ها ديراثا
ܫܬܝܠܢ ܒܐܪܥܐ ܘ / ܘ / ܘܘ/ ܘ / شتىلن بارعا
ܕܡܠܝܢ ܓܫܪܐ / ܘ / ܘܘ / ܘ / دملين كورى
من الصعوبة جدا تطبيق اوزان الشعر الخليلي على الشعر السرياني لوجود سواكن في بداية الكلمة أو ألتقاء ساكنين ، وهكذا الحال في الشعر العبري والفارسي والكردي والتركي، وقد أخطأ كل من أعتقد خلاف ذلك.لإني إجدهم يستخدمون زواحف وعلل وتفاعيل لم يستخدمها حتى الخليل.إلا أنه من السهل جدا أخضاع القصيدة العربية الى أوزان الشعر السرياني وتعتبر الموشحات التي كثرت آراء القدامى والمحدثين والمستشرقين حول منشئها، مثالا حيـا لهذا التقارب29.
وكذا الحال لو أجرينا مسحا للأغنية العربية الفلكلورية لنجدها موزونة على الايقاع (الحركات فقط) أسوةً بالشعر السرياني والعبري و … وأغلبها تستخدم الأوزان القصيرة ( 5 ، 6 ، 7 ) حركات . خذ مثلا الأغنية الشعبية للاطفال ( جاسم جسومي ):
جاسم جَسومي لا تأكُل نومي
نوميتَك وَسخة أتوَسخ هدومي
جَتي زَهوري كِسرَتِ القوري
نجد الاغنية موزونة على وزن بالاي (الخماسي ـ خمس حركات)
وكذا الحال في الاغنية (مطر مطر) وهي على وزن آسونا ( سداسي ـ ست حركات)
مُطر مُطَر عاصي
صولْ شَعَرْ راسيْ
وهكذا في الاغنية (مغَيزل) التي هي على البحر الافرامي ( سباعي ـ سبع حركات) :
بيدي مغَيزِلْ فَريتَهْ
تَحتِ الشَجَرْ حَطيتهْ
بين الجَمَلْ والناكه
يَعصَيتنه التَفاكهْ
وأحيانا تكون الاغنية موزونة على اكثر من وزن أسوة بالشعر السرياني كما في الأغنية ( طَلعَتْ الشُميسه ) التي يستخدم الشاعر الاوزان ( بالاي ( 4 حركات) ، أسونا ( 6 حركات ) ، أفرامي (7 حركات) ) … الا انها من الصعوبة وزنها على البحور الفراهيدي.
كل هذا دليل على ان الشعر العربي في السابق ( قبل الخليل ) كان موزونا على الشكل الشعر السرياني إلا ان الخليل طوعه على الطريقة المسماة بأسمه والتي حاكى بها الوزن السنسكريتي .
0 comments:
إرسال تعليق