( في الذكرى السنوية على مجزرة صبرا وشتيلا ...والقصيدة هي لسان حال كل فلسطين لاجىء ومشرَّد يضطرمُ ويتأجَّجُ الشوق والحنين لديه لرؤية أرضه ووطنه )
هَوَى وَطَنِي وَهَلْ يُكْتَمْ بقلبي عِشْقُهُ مُضْرَمْ
وَنَفحُ شَذاهُ لم يَبْرَحْ على طولِ المَدَى بَلْسَمْ
وَلوْ خُيِّرْتُ أن أحْظَى بكسبِ المالِ والمَغْنَمْ
وَأترُكُ خِصْبَهُ وَطني فقلبي فيهِ ذا مُغْرَمْ
فلا أنساكَ يا وطَني وَلَوْ تَحتَ الثَّرَى أعدَمْ
رَمَوْا أهلي إلى المَنفى وَكَوْنِي بَعدَهُمْ أظلَمْ
قراهُمْ بالنَّوَى أضحَتْ قفارًا رَسْمُهَا مُبْهَمْ
وَذُلاًّ ذُقتُ يا لَهَفِي وَطِفلاً بعدُ لم أفطَمْ
صَهاينةٌ سَبوا أرضي تشرَّدْتُ فما أظلَمْ
جراحي تلكَ ما شَفَعَتْ وَشَدُّوا قيديَ المُحْكَمْ
فَشبتُ على مَآسِينا وَلُكْتُ القَيْدَ كالمُلجَمْ
بأرض ِ العُربِ مُلتَجِىءٌ وَنارُ القلبِ كم تُضْرَمْ
أأغدُو نازحًا وَطَني فقيرًا يائِسًا مُعْدَمْ
بلا أرضٍ بلا عَلَم ٍ .. بلادي قد غَدَتْ مأتَمْ
أيُغصَبُ حقُّنَا جَوْرًا وَنُسقى بالنَّوَى علقَمْ
أنغدُو بَعْدَ عِزَّتِنا ضِعَافا حقُّنا يُهْضَمْ
فإنِّي سَوْفَ أشعِلُهَا سعيرًا .. سوفَ لا أسأمْ
لأروي الأرضَ أرويها وَبُركانَ الرَّدَى أقْحَمْ
فَعُنواني فِدَائيٌّ على دربِ الفِدَا أقسَمْ
وَدَمعُ القُدسِ ناداني ضميرَ القلبِ كم ألْهَمْ
دَمُ الأشبالِ مِن شعبي بنارِ الغَدرِ لم يُهْزَمْ
فَهَيَّا للفِدا نمضي حُشودُ الغدر فلتَعلَمْ
ويومُ النَّصرِ قد يأتي بعزم ِ الشَّعبِ فليُرْسَمْ
فِدَا الأوطانِ قد رَخُصَتْ نفوسٌ للوَغى تَصْبُو
ففيها الحُبُّ مِعطاءٌ وَفيهَا العَزمُ لا يَخبُو
على " صَبْرَا " يذوبُ القلْ بُ .. نارُ الثَّأر ِ لم تُضْرَمْ
" شَتيلا " مثلهَا صارَتْ وفيهَا الغدرُ قد خيَّمْ
فهَا " نيرونُ " قد رجعَ يُبيحُ .. يُبيحُ ما يُحْرَمْ
على أشلاءِ أطفالٍ بنَى تاريخَهُ المُبْهَمْ
وَشَيَّدَ مِنْ ضَحَايَانا صَحائِفَ مَجْدِهِ الأشأمْ
فتاةَ َ العُمر ِ ما عادَ لنا باللَّهْوِ من مَغنَمْ
فكيفَ وَأهلُنا أضْحَوا " بصَبرَا " أنهُرًا من دَمْ
فإيَّاكِ ولا تَنسَيْ وَنارُ الثَّأر ِ فَلْتُضْرَمْ
فهَيَّا للفِدَا نمشِي نُلّبِّي دَعوَةَ المُغرَمْ
فشُدِّي العَزمَ وامْتشِقي سلاحًا ... فالرَّدَى أقْدَمْ
على الشُّهداءِ فلتبكي دُمُوعًا لونها عندَمْ
وَذوبي في هَوى وَطنِي وَكوني الشَّاعرَ المُلْهَمْ
فِدَا الأوطانِ كم ثارَتْ رجالٌ عَزْمُهَا صَلْدُ
وَهَبَّتْ من مَراقِدِهَا تُناضِلُ ... حَرْبُهَا جِدُّ
بإكليلِ المُنى اتَّسَمَتْ بأنغامِ الفِدَا تشدُو
فلسطينَ المُنى تِيهِي فأنتِ الشَّهْدُ والبَلسَمْ
وَأنتِ مَنارةُ الأحْرَا رِ ... فيكِ مُتيَّمٌ مُغْرَمْ
ستبقى هِمَّة ُ الشَّعبِ مَدَى الأيَّامِ وَثَّابَهْ
فمَا هَابَتْهُ صُهيونًا كتائِبَهُ .... وَأذنابَهْ
ففي الأوطانِ أشبالٌ يجوبونُ الرَّدَى بَابَهْ
وحتَّى الطفلُ مِن شعبي يُهَاجمُ كلَّ دَبَّابَهْ
هُمُ الأبطالُ قد صَمَدُوا سَلُوا العُدوانَ ما نابَهْ
بعُرسِ المَجدِ مُبْتَسِمُو نَ هَزُّوا الكَونَ .. أطنابَهْ
وليلُ الظلمِ إن طالَ فَحَتْمًا ينجلي قهرَا
وَنرجعُ بعدَ نكبتِنَا وَيبزغ ُ حُلمُنا فَجْرَا
سَنرجِعُ طالَ مَوْعِدُنَا وَيَرجِعُ قُدسُنا حُرَّا
ألا صُهْيونُ فلْتَعْلَمْ بأنَّ الشَّعبَ لا يَسْأمْ
وهذي الارضُ نَعشَقُهَا سَنفدِيهَا وَمَا نَنْدَمْ
وَمِنْ دَمِنا سنرويهَا فإنَّ الحَقَّ لا يُهضَمْ
ستبقى الأرضُ قد تبقى لِشَعْبِي الذّائِقِ العَلْقمْ
فلا نَخْضَعْ .. وَلا نَرْكَعْ ولا نَسْجُدْ .. فهَلْ تَعلَمْ
( شعر : حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين )
0 comments:
إرسال تعليق