مات غسان، قتل غسان، توقف قلبه العاشق في وطن منهوب.
ثلاثون ساعة وثلاث مستشفيات ليعاينوا مصاباً بانسداد شريان، الدقيقة مهمة ، اللحظة قد تنقذ مريضاً، الأطباء في أي بلد في العالم حتى الاكثر تخلفاً، حتى في أدغال أفاعي البوا، حتى في بلاد الواق الواق يسرعون لاسعاف المريض، إلا في الوطن المنهوب.
يموت غسان الشاعر، غسان الطيب، غسان الوتر والنغم الحساس، لا بأس فلن تهتز لهم قصبة. الخطوط الحمر موجودة ومرسومة لحماية ناس من غير فئة غسان، لا أحد يهتم، لا الناس ولا المسؤول ولا حتى المقربين.
بلد سطّر أهله المآثر، سجلوا رقماً قياسياً في اللامبالاة، الظلم في كل مكان ، بل في كل زاوية. وفي كل شيء، ظالمون إذا تكلموا، ظالمون إذا حرروا ، ظالمون إذا نظّروا، لماذا محق الله عاداً وثموداً؟
هل فعل أولئك أكثر مما يفعل هؤلاء؟
هل لوّثت عاد وثمود نهر الليطاني بمائة وخمسين مجرور أوساخ؟
هل راكمت عاد وثمود النفايات حتى مستوى البنايات؟
هل مات رجل مثل غسان علم الدين في ديار عاد وثمود دون أن يهتم أحد؟
مات غسان، قتل غسان، والكلمة البسيطة التي قالتها إحدى قريباته: الحمد لله أنه مات في رمضان. وا أسافاه أنه مات في رمضان، فالحزن أبلغ حزني عليك بحجم الظلم الذي قتلك.
رحمك الله يا صديقي وأسفي اني لم أودعك ، كنت أحسب أن نلتقي ثانية وبيننا مواعيد، ولكن ...خلص الكلام وبقي الأسى.
0 comments:
إرسال تعليق