إن البعض من البشر يقضي حياته في إستبدال أقنعة باهتة وقد لجأ لغير ملجأ واستظل بغير ظل، أفنى بها وقته وبدد معها جهده وخسر حياته ولم يكسب إلا الصراعات الهزلية। وآخر قد جنّد نفسه لخدمة الآخرين، والإشكالية في هذا القناع أن صاحبه لا يرى نفسه ويمضي حياته في خدمة الآخرين وقضاء حوائجهم. ومنهم من يرون أنفسهم ملائكة مطهرين منزهين عن الأخطاء ولا تجدهم يترددون عن تحميل الآخر مسؤولية أخطائهم وأوزارهم والتفنن في تصميم شماعات لكل موقف هان عليه مجهود الآخر وسمعته.هذا الأخير الملائكي المنزه عن الخطأ ॥ يرى نفسه وحيد دهره وفريد زمانه، فقيهاً وناقداً وعالماً ومحللاً ومستشاراً وتربوياٌ، ولا يتردد عن الإفتاء في كل موضوع. ويمتد علمه باعتقاده أنه قادر على معرفة ما يفكر به الآخر وما الذي سيفعله في المستقبل القريب!!
السؤال في العامة معلّق بلا إجابة لماذا تقدّم الغرب وتأخّرنا نحن ؟ وكيف السبيل للخروج بالناس من كهف الضلالة الفكرية والحضارية والمعرفيّة .لا أحد يجيب فالجميع مشغولين بالطابور للوصول الى الحقيقة المزيفة
فما أكثر الأيام التي حملها ويحملها الزمان وسيعلمون أنهم ليس سوى أصفاراً محطمة، فبمقدار نفسك يكون حجم نقدك وترقب خطواتك .. ، ولن يسقط الجالس على الأرض أبداً . فقد قال الشاعر:
" وإذ الفتى بلغ السماء بمجده كانت كأعداد النجوم عداهُ
ورموه عن قوسِ بكل عظمتةٍ لا يبالون بما جَنوه مداهُ
فكفنا إدعاءات كاذبة. لقد قامت الثورة لتغيير الأنظمة الفاسدة وكانت أولى خطوات التغير ان نتغير ولانترك هؤلاء الإنتهازيين من ركب تيار الوطنية إلى أن يصلوا في يوما ما إلى كراسي مسؤولين ستكون على عاتقهم ثقافة أجيال .
0 comments:
إرسال تعليق