ألقيت في حفل تأبين الشاعر جوزيف الهاشم الملقب بزغلول الدامور الذي دعت اليه رئيسة جمعية انماء الشعر الدكتورة بهية ابو حمد مساء الاحد 11 شباط 2018
صرت من كتر اهتمامي فيك
اعرف بجنحك كم في ريشه
قبل أن أدخل المدرسة دخل شعره الى بيتنا. فالحق يقال انه ما كانت تخلو عزيمة أو جلسة او تزكة عندنا من ذكر اسمه وشعره، سواء من الوالد او من الضيوف والندامى.
الزغلول عتيق الشعر المعتق كنبيذ في خوابي الرهبان، وكبخور صوامع الاديرة.
ولدنا، تربينا وكبرنا على قصائده.
انتظرناه لنسمعه على الاذاعة والتلفزيون، ولحقنا به الصيفيات كلها، حيث كانت جوقته تقيم الحفلات في نوادينا وقرانا الجبلية.
هو الذي اطال الله بعمره كل هذه السنين فاستحق ان يكون شاعر اجدادنا، وآبائنا، مروراً بنا الى ابنائنا، واكاد اقول حتى الأحفاد ايضاً.
الزغلول الذي قال لعصفوره:
صرت من كتر اهتمامي فيك
اعرف بجنحك كم في ريشه
هذا الزغلول يكفيه هذا البيت من الشعر لنقول انه احد عمالقة الشعر في زمنه. الباقي وهو كثير كثير ما جئت استعرضه في هذه العجالة، فلا الوقت وقتها، ولا الوقت يسمح ان اطيل.
وعدا ان الزغلول شاعر خلاق، هو ايضا اداري فذ، عرف كيف يترأس جوقة ناجحة هي بحق اطول جوقات الزجل اللبناني عمراً.
من مآثره التي تدور على كل شفة ولسان، الى جانب "لما الربيع اخضر يا عصفور" افتتاحيته في قلعة بيت مري:
اعذريني يا حروف الأبجديه
اذا ما بعمل الواجب عليي
وتعرفون الباقي..
انا قلت افتتاحيته. لا لا عفوا، مطلع افتتاحيته، نظمه له أحد اركان جوقته وهو الشاعر ادوار حرب، رحمه الله، وألقاه الزغلول بصوته مع باقي القصيدة.
لا تعجبوا.. أنا هنا لا أذيع سراً، فقد سبقني الى البوح بهذا الزغلول نفسه.
انا اريد ان اشيد بشفافيته ومصداقيته، واقول ان هذا الغاطس في بحور الشعر بدون الحاجة الى مساعدة، ابى الا ان يعترف ان مطلع احدى روائع الافتتاحيات المنسوب اليه هو حقاً لرفيق دربه ادوار حرب.
والان، راجياً منكم الانتباه الى سبك العبارات او سكبها، لا فرق، انتقل لأقول:
هذا الزغلول بحر جهتما جئتموه جدتم ماء.
بدر هو متى ما لاح ضياء.
وهذا الزغلول سيف كيفما انهال مضاء.
الزغلول شاعر في المديح، في التحدي وفي الهجاء.
جبل هو، ترفع له الرفعة لواء.
اذا كان الشعر وطناً، لهذا الوطن الولاء.
يبدو انه انتهى الوقت المخصص لي، اعذروني، طيبون انتم كرماء.
فشكراً لهذا الاصغاء.
0 comments:
إرسال تعليق