بعث ولى العهد بن سلمان بهدايا وعطايا لبشار الأسد بعد نيل الموافقة من ترامب والمصادقة عليها ، وذلك بعد أن تأكدوا من هزيمتهم وسيطرة الجيش االعربى على تسعون % من الجغرافيا السورية ، خاصة بعد تحرير الجنوب بأكمله ثم اتخاذ القرار للأتجاه الى ادلب مجمع الأرهابين على مختلف تسمياتهم والتى اختاروها لتكون وباءا عليهم بعد ظهور الجولانى معلنا تهديداته للجيش العربى بأنها المعركة الفصل بينهم وبين الجيش العربى السورى .
لكنى أسأل هذا القائد الذى أعلن بصوت عال تهديداته ، الى أين سيذهب عندما تقصف المقاتلات السورية والروسية مخازن الأسلحة والمؤن الغذائية وما بها من أسلحة كيماوية معدة سلفا للضرب بها واتهام الجيش باستخدامها ، ؟ الى أى اتجاه سيولى هربا هذا القائد الفاشل الذى لايقرأ المشهد جيدا ، ألم يسمع بوتن وهو يعلن أن معركة ادلب هى معركة روسيا اذا ما انزلقت واشنطن ودخلت الحرب ؟ ألم يسمع وزير الدفاع الأمريكى وهو يحيد بلاده وينأى بها بعيدا عن هذه المعركة ؟ أو ربما لايسمع حياد أنقرة وعدم التورط فى الأشتباك خاصة بعد موافقة اردوغان على مد أنابيب الغاز من تركيا الى أوروبا بناءا على رغبة بوتن ؟ أى انه أصبح حليفا مع كل من طهران وموسكو ؟
اذن أين سيكون وجهته حتى اذا سلم سلاحه وطلب التسوية ، فهذه آخر التسويات ، فهم الذين اختاروا أن يسلموا سلاحهم فى معركة حلب ثم الغوطة ثم الجنوب وقبلها فى حمص واللاذقية وحماة ، اختاروا أن يتجمعوا فى ادلب ليكونوا وقود النار من الناس والحجارة التى أعدت لهم ، ماذا أمامه من اختيارت ، الا جهنم وبئس المصير هو ومن تحت قيادته بعد اعتقاله ل 500 قائد رفضوا الحرب لعلمهم بالمصير الأسود الذى ينتظرهم ، هذا المنتحر الشاذ المجنون مثله مثل البغدادى الذى أقدم على الموت ظننا منه انها الشهادة ، الشهادة التى لايحتسبها الله الا للعارفين به حق المعرفة ، والذين يجاهدون فى سبيله بالمال والنفس والعمل فى الخير ، لا للذين يقتلون ويذبحون الرجال والنساء المسلمين وغير المسلمين من الوريد للوريد ، ويأكلون التراث أكلا لما ، ويحبون المال حبا جما ، يفسدون فى الأرض ويقتلون العباد والشجر والنبات ويخربون المساجد والكنائس والأديرة .
نعود الى الهبات والعطايا التى قدمها ولى العهد محمد بن سلمان الى بشار الأسد الذى تعفف واحتقر وآثر عليها محور المقاومة ، حيث تم ذلك من شهرين ونصف أثناء معركة الجنوب التى حسمت فى أسرع مما كانت تتوقعه واشنطن والرياض وكل من يراقب على مهل ، كانت أول هبة هى أن يظل بشار رئيسا لسوريا مدى الحياة ، وغض الطرف عن جملة الأصلاحات المطلوبة منه ، واعادة اعمار سوريا لجميع محافظاتها ، ومئات الملاين من الدولارات لخزينة الدولة ، كل هذا واكثر مقابل فض الأشتباك بينه وبين طهران وحزب الله واخراجهم من سوريا لماذا ؟؟ هذا هو السؤال المهم الذى يشغل كل من الصهاينة فى الأرض المحتلة وواشنطن ، وقد طالبوا بهذا أكثر من مرة ، خاصة عندما سافر نتنياهو الى موسكو لمقابلة بوتين ثلاثة مرات متتاليات لنفس الطلب ، ووقتها طلب منه بوتين لكى تخرج ايران وحزب الله من سوريا ، عليكم اعادة الجولان دون أى شروط مسبقة لسوريا ، وعندها أضمن لك تنفيذ ذلك ، لكنه اختار العودة الى اتفاقية 1974 التى تسمح للجيش السورى بالأنتشار مابعد الحدود 200 كيلوا ، الا ان بشار أعلن أنه سيتوغل 600 كيلوا ولن يتخلى عن محور المقاومة ، هذا أولا ، أما ثانيا وهذا هو الأهم الذى دفع به ترامب ولى العهد لتقديم كل هذه الهبات ، لكى يمرر صفقة القرن بعد أن يتخلى بشار عن محور المقاومة التى تضم طهران وحزب الله والفصائل الفلسطينية التى أصيحت اليوم تملى بشروطها على قادة الأرض المحتلة ، وهذا ما أعلنه هنية من يومين بقرب انتهاء الحصار المفروض على غزة منذ 2009 وحتى الآن بدون اطلاق رصاصة واحدة وبدون التنازل عن أى بند من بنود الأتفاق الخاص بتمرير صفقة القرن . اذن لا غرابة فى أن يتكتم حزب الله عن هذه الصفقة المليئة بالعطايا والمقدمة لبشار حتى الأمس 22 / 8 / 2018 ليكشف عنها الموسوى فى لقاء تم بينه وبين برنامج حوار الساعة بقناة الميادين ، لماذا فى هذا الوقت وبعد مرور كل هذه المدة دون الكشف عنه .
ربما لقرب معركة ادلب التى تم التجهيزات والأستعداد لها من قبل الجيش العربى السورى ومحور المقاومة واعلان بوتن بأن هذه معركته ، ردا على تهديد الجولانى . وربما رسالة موجهة الى كل الفصائل المنتحرة قبل اتخاذ نقطة الصفر ببدأ المعركة من قبل غرفة عمليات المقاومة . وأخيرا ربما رسالة لسعد الحريرى رئيس وزراء لبنان الذى تم تكليفه بتشكيل الوزارة من قبل الرئيس عون بعد انتخابات مجلس الشعب والتى طال أمد تشكيلها لتدخل واشنطن والرياض فى الشأن اللبنانى ، كانت هذه الرسالة له ليستفيق ويعلم اذا كان لم يعلم من أقاربه رفض الهبات من قبل الأسد وايثار محور المقاومة عليها وقطع تمرير صفقة القرن التى أرادوا تمريرها ففشل كل من الملك وابنه وآخرون من حكام أسند اليهم مهام فشلوا فى اتمامها .
Dr_hamdy@hotmail.com
0 comments:
إرسال تعليق