ملاحظة: لـحَّنَ قصيدة "غريبة" الفنّان إدغار يازجي وغَـنَّتها الفنانة ريما الياس ووزّع مُوسيقاها الفنان مجدي بولس.
كَحِداءِ خَيّالٍ شَجِيٍّ تبدأ القصيدة بهذه الأهازيج الجميلة:
" غَريـبِه الْـمَطارِح غَريـبِه
وضِحكات الطّفُولِه أنِـيـن
يا شَمس الطّفُولِه لا تغِـيـبي
ضَوّي ... أنا لَـيـلِـي حَـزين"
مهارةُ شاعرنا في بناءِ الكَلمةِ، قدَّمت له الكثيرَ في مَوسَـقَـةِ "الأنين" في هذه الرباعية، حيناً كأنينِ أوتارِ الرّبابة، وأحياناً كـتأوُّهاتِ يتيم.
أما في قصيدة "تْرابْ عَمْ يِمشي" صِدقُ شربل الأدبيّ يَدعوه لِلبَوحِ بأنَّ الشاعرَ إيليا أبو شديد قد سبقه إلى هذه الفكرة، وبأنه يستعير بعضاً منه :
" مِـتلِ الصَّخر بتْـكُون يا إنْـسان
وْمِتْلِ الوَرَقْ بِتْـصيبَكْ الـرَّعشِه!!
كلّ الخَليقَه الــ خالِقا الـدّيان:
تْراب رِجْعِ تْـراب .... وتْـراب عَمْ يِمشي"
ثم يَسترسلُ :
" لا تِركَع تْصلِّي لْإله الكَونْ
ومِليان قَلبَك بِالحَقْـد عالنّاس
وظِلمَك ــــ إذا بتظلم ـــ يا ربّ الـعَونْ
بتِدبَح طفل مِنشانْ تِشرَب كاسْ".
ما أشبه اليوم بالبارحة، أليسَ في رباعيةِ شربل ما يُكادُ يُتوئمها مع مضمون قصيدة لشاعر آخر:
يا موطناً ما "أشحره"؟
أضحيت صنْوَ المقبره
ما أبشعَ غربانها
ما أوحش غيلانها
في الميمنه والميسره
عمرو ينفّ عفّةً
زيدُ يتفّ المسخره
والسلسله يا موطني
قيدٌ مديد معدني
بحص حبيس "الطنجره"
لن ينضجَ إلا إذا
صاحت صغارُ القُبّـره
الأحمرُ دون الرغيف
لا تقربوا للحنجره.
وإلى اللقاء في مقال قادم عن "دنيي غريبه".
محمود شباط
عيحا في 3/3/2023
0 comments:
إرسال تعليق