أسعد الله أوقاتكم أيها الأحبّةُ ومباركٌ مباركٌ لكل المكرمين هذه الليلة..
لا أدري إنْ كانَ للشاعرِ رسالةٌ أبلغُ من كونهِ يُحافظُ على لغةِ أمتهِ وثقافتِها عبر قصائدهِ المتنوعةِ خلالَ حياته.
فالذي يكتبُ شيئًا شيّقاً، مختلفاً عمن سبقه، لا شكَ هو حاملٌ للواءٍ فريدٍ لا يُشبه أحدا، اسمه الابداع.
يُمتّعُ الناسَ بأفكارهِ وبِومَضَاتهِ الخلاّقة، أو يُلقي الضوءَ على وجعِ الناسِ، فيكونَ لسانهمُ الناطق، يكسِرُ قيدَ أيادِيهم المكبّلة.
دورُ الشاعرِ كدور أيّ مواطنٍ شريفٍ يعيش في بلدهِ أو في دولِ الاغتراب، وهو دورٌ كبيرٌ حساس.
فتراهُ يهتمُ بِقيمِ حضارتهِ وحريةِ وطنهِ وراحة شعبهِ وبسعادتِهم.
دورُهُ يظلُّ كالشمسِ التي تنيرُ وتُشرقُ لتكشفَ أيَّ فسادٍ، ويسلّطُ الضوءَ من خلالِ قصائدهِ على المنابرِ أو مقالاتهِ المكتوبة، يُخاطبنا بالحقائقِ والمفاهيمِ والأصولِ إن غابت.
ولا يكونُ ذلك إلّا بإلمامهِ بالحياةِ الاجتماعيةِ والسياسيةِ والاقتصاديةِ والثقافية، وإلّا لا يكونُ مثقفا، بل مُردداً لكلماتٍ حفِظَها أو ساكتاً على ظلمِ السلطانِ وجورِه.
لولا كلمةُ المثقفِ المسموعةُ والمرئيّةُ والمقروءةُ والخوفُ منها واحترامُها من عامةِ الناس، لَما سمِعنا بظلمِ السياسيين ولا عرَفنا ببطشِهم ولا بالشعوبِ المقهورةِ المسلوبةِ حقوقِهم.
وأزيدُ فأقول:
كلمةُ المثقفِ لا زالتْ وللهِ الحمدُ، مسموعةً ومحِلَ احترامٍ حتى في أيامنا هذه، وهذا من طبيعةِ الشعبِ العربي الذي لا زال يستأنسُ بالشعرِ وبالشعراءِ وبالمثقفينَ، ويراهمْ شعلاً من المحبةِ تُطفئُ نارَ الخائنينَ، وأيادي خيرٍ وغيثٍ لرفعِ مستوى وعي الأمم، فيساندُهم بحبهِ وإبداءِ الاحترامِ والتقديرِ لكلِّ أطيافِ المجتمع.
في الختام، أودُ أن أشكرَ معهد الأبجدية/ جبيل، ومؤسسها الراحل الدكتور عصام حداد والشكر الجزيل لشاعرَنا المبدعَ الناشطَ ثقافياً واجتماعياً ومَحبةً لكلِ الناسِ الأستاذ القدير شربل بعيني، وأشكرُ كلَّ منْ أسسَ وحضّرَ وسعى لإنجاحِ هذا الحفلِ العامرِ بالفرحِ والمُورِقِ بالمحبةِ والمودةِ والموشى بأريجِ حضورِكم النادر.
راجيةً من الله تعالى أن تجمعَنا لقاءاتٌ واحتفالاتٌ أخرى، دمتم أيها المبدعون والمبدعاتُ أبدا.
0 comments:
إرسال تعليق