وطني،
أُعاتِبُكَ عتاب المُحب للأحْباب
فكلّما نظرتُ إلى حقيبتي
رأيتها مكتظة بالاسفار
فبأيّ أرضٍ
سيكون قبري وختام الترحال؟
....
آه...لو تعلم يا وطني
كم مرّةٍ في قارب الشوق
تكسرت مجاذيف قلبي
شغفًا وشوقًا للقياك
وكم رصفتُ أضلعي سُلّمًا
للوصول إلى المتنبي
الذي كان عراب هوانا،
فماذا دهاك يا وطني
يوم عدتُ بعد طولِ غياب
وجدتكُ حزينًا
في ثيابِ الحداد
توصَدُ في وجهي
جميع الأبواب؟!
....
سأصمتُ لعدة أسباب
وفي صمتي إدانة لك وعتاب
لأنك جعلت دموعي
نهرًا لسفينة ترحالي!
ولا تسأل عن سرِّ بكائي
فهل يُسألُ الطين
عن دموع التراب؟!
.....
وطني
كم من مرّةٍ
تلوتُ صلاة النسيان
ورتلتُ ترانيم الغفران
لابرأ من ذنب عشقك
وإذا بقلبي لا يعرف التوبة!
فأي حبٍّ أنا أحُبّك
حتّى الحُبّ
تعجب من حُبي؟!
لذا لن أبيعك
في سوقِ الاوطان
ولن أرمي عليك
يمين الفراق
أو قَسَم النسيان
فالوَيْلُ لي
إن متُّ على حبٍّ
غير حُبِّ العراق..
إذ في داخلي شيء
ما زال يَشُدّني إليك
لستُ أعرفُ ما هو
وإلى أين مُنتهاه!.
- هولندا
0 comments:
إرسال تعليق