على أعتاب الخمسين وقد حملتها وهنا على وهن
لا شيء في يدي غير الرماد
واندثر الطموح وتلاشت الأمجاد
وهان علي كل شيء
حتى الشرف والكفاح وسؤال الوجود
وضعف في كل شيء السمع والبصر والشم واللمس والذوق
والذاكرة والمخيلة والقدرة الحميمية
إلا قدرتي الرفضية فهي قوية
وأحمد الله عليها
فما جدوى الاحتفاظ بالحواس في هذه الأرض
التي غدت جراحا ومحنا ؟
لكنني رافض شريف وتعبت
أريد أن أطلق رصاصة على مكمن العفة مني
والحصانة والشرف والكدح البطولي والكبرياء
أريد أن أشنق ضميري وأغتال مروءتي
وأخون الرمانة وأهازيج الأفراح في قريتنا
وعويل النساء على “شريف” الذي قضى في سرداب
من أجل لقمة صغاره
وزوجته” قمرة” التي صارت وليمة على أريكة مسؤول المعاشات
فنحن في زمن تساوم فيه الحرة بشرفها من أجل منحة عائلية
وترشق فيه الأفخاذ الناعمة بمئات الألوف
على إيقاع براح وعربدة من مغن ثمل
أم أخون ظفائر حبيتي الصبية حين كنت أجدلها لها تحت الرمانة
وبسمة القمر وهو يغازل الياسمينة في مراح بيتنا؟
تعبت وأريد ان أتحول إلى نصاب كبير مثقف أو سياسي أو سمسار
لكني لا أعرف أين تباع هذه المسدسات
التي يغتالون بها الضمير
غير أني أعرف الرصاصات الثلاث
فخذ ناعمة، وصرة كبيرة وكرسي وثير
لكن ضميري كالكلب بسبع أرواح
لن تقتله الرصاصات الثلاث تصيبه بجراح بليغة ويندمل الجرح
وكأن شيئا لم يكن
***
جلت جراحي
من يشتري جرحا من جراحي؟
أو ليلة سهاد من ليالي عمري؟
من يقبل أن يفجر قنابل ذرية في وجدانه
من يأس وقلق وعذاب وتشاؤم؟
يا أيتها الأقدار السود
أعطني يوما أعيش كالبهيمة
أبول كالبهيمة وأعلف كالبهيمة
وأركب على البهيمة كالبهيمة
وأموت إن حان أجلي كالبهيمة
والمجد للمراعي وللقطعان.
0 comments:
إرسال تعليق