بَابَا الرَّافِدَيْنِ وَالإِنْسانِيَّة/ الأب يوسف جزراوي



حَدَّقَ فِي السَّمَاءِ 

فاِلتَقَطَ غُصْنَ الزَّيْتونِ

وَحَلَّقَ بِهِ كَحَمامَةِ سَلامٍ

إلى بَلدٍ ضاقَت بخُيُوطِ أيَّامِهِ

 إبرةُ الْوُجُودِ

لِيَكْسُوهُ بِكُسْوَةِ الْفَرَحِ

وَيُعيدَ لَهُ نَضَارَةَ الْحَيَاةِ

فَاِستَقبَلهُ أهْلُ المَكارِمِ وَالكَرَمِ

حِينًا بِالزَّغَارِيدِ وَالتَرْاتَّيلِ

وحِينًا بِالأناشِيدِ وَالدَّبْكَاتِ

بَيْنَما أورُ الْكَلْدَانِيِّينَ 

تزيَّنت بنُورٍ مُضِيءٍ

بَعْدَ طوفانٍ مِنْ الحُرُوبِ 

وَعتَمَةِ الصِّراعَاتِ وَالْإِرْهَابِ.

.................

لَمْ تُخِفْهُ الصّواريخُ

وَلَمْ يَمْنَعْهُ الوَبَاءُ

فشَدَّ الرِّحَالَ إلَى بِلدٍ

ضَاقَ صَدْرُهُ بِالهُمِّ

بَعدَ أن لَعِبَتِ الدُّنْيَا

عَلَى طَاوِلَةِ وَحْدَةِ شِعْبَهِ وَتَارِيخهِ

حَتَّى ضَاقَ بِهِمْ وَطَنهم

رغم اِتّسَاعِ خَيْرَاتهِ

فاختَفت عَنْهُمُ الحِيَلُ

وَأختَنقَ فِيهِمُ الأمَلُ

لِتضلَّ بِهِمُ السّبُلُ

فَحَمَلَ الْبَابَا حَقِيبَةَ الرَّجَاءِ بِنَفْسِهِ

كَبُشرَى خَيرٍ 

اِسْتَبْشَرَ بِها الْعِراقِيِّون

كَمَا فَعَلَ مُعلِّمهُ الْمَسيحُ ( لَهُ المَجْدُ)

الَّذي حَمَلَ أحْمَالَ النَّاسِ جَمِيعًا

فِي قلْبهِ الوَدِّيعِ المُتواضَعِ

فَحَطَّ رَسُولَ سَلامٍ

ليُشَارِكَ إِخْوَتهُ الْعِراقِيِّين

الأُخوَّةَ الإِنْسَانِيَّةَ

وزِيارَةَ الأَماكِن الْمُقَدَّسَة

فَيَسِيرَ مَعَهُمْ 

فِي دُرُوبِ آلَامِهمِ وَمَنَاكِبِهمِ 

فَالْمَحَبَّةُ لَا تَتَأَخَّرُ فِي النَّكْبَاتِ.

..............................................

شُكْرًا لَكَ يَا قَدَاسَةَ الْبَابَا

لأنَّكَ مَسَحتَ القُنوطَ 

عَنْ وَجهِ العِراق

وتمكّنتَ من إِضْفاءِ البَهْجَةِ الرّوحيّةِ

وَرفعِ الرُّوح المعنويَّة...

-شُكْرًا يَا أَيُّهَا الْحَبْرُ الأَعْظَمُ

لأنَّكَ أتَيْتَنَا حَاجًّا

فَتَبارَكَت بِأوَرِ الْعِراقِيِّين

وَصَلَّيْتَ صَلَاةً 

فِي كَنَائِسِ أَوَّلِ الأوْطَانِ

وعانَقَت  نَجَفَ التَّسَامُحِ

فِي مِحْرَابِ عَلِيٍّ.

-وَالْعِرْفَانُ لِقَدَاستك

مِنْ الموصلِ الحدباءِ 

وَالقُرَى المُتَاخِمةِ لَهَا

لإنصاتِكَ لِوَجِعِ الأبْنِيَةِ

 المُتخَمَةِ بِالحُطامِ وَالرُّكامِ....

-أَجَلْ يَا صَاحِبَ الْقَدَاسَةِ

شُكْرًا وَأَلْفُ شُكرٍ

فالحمائِمُ عَادَتْ 

تعشِّشُ فَوْقَ القِبَابِ.

...................................

إِنَّهُ الْبَابَا فرنسيس 

الذَّي مَنَّى نَفْسَهُ بِالحَجِّ للعِراق

وَبأن يبلِّلَ شَفَتيه 

مِنْ مَاءِ الرَّافِدَيْنِ

وَلَبَنِ أَرْبِيل

فَرَدَّدَ الْعِراقِيِّون أحْفَادُ إبراهيم:

" أهلاً بيك شعب العراق يحييك". 

وَإِذَا بِهِ قد فتحَ بابًا عالَميًّا 

فِي وجَهِ بِلَادِ مَا بَيْنَ النَّهْرِين

وَمْسَحَ لَنَا دَمعةً مُعلَّقةً

 مَا بَيْنَ صَليبٍ وَهِلاَلٍ ومندي (مَعبَدُ الصابئةِ)

فإنِّنا لَكَ لَشَاكِرون.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق