أديب وناقد وصحافي ودبلوماسي متألق بالكلمة.
كتاباته وأعماله الأدبية خرقت حدود العالم العربي، فاختير من قِبل منظمة الأونيسكو في لائحة الكتّاب العالميين الأكثر تمثيلاً لعصرهم وأوصت بترجمة آثاره إلى سائر اللغات.
مؤمناً بلبنان الرسالة ومدافعاً عن استقلاله ومتأصلاً بأرضه حتى الشهادة.
أستذكر معطفه الأسود وقبعته الكلاسيكية الشكل وسيارته المرسيدس السوداء يوم كان ينفض عنها غبار الأيام.
أستذكر نظراته العابقة بالرصانة وبسمة الأمل عند الصباح.
أستذكر مشيته الهادئة وكلماته القليلة.
أستذكر صوته الجبلي المشبّع بالرياح البحرصافية.
أستذكر مكتبته وكتبه الموقعة بخط أدبه.
أستذكره..في دنيا الأدب والفكر والصحافة..والأخلاق.
فلتنحن الأشجار، وتسكت العصافير، وليتوجه الناظر إلى مصدر الخلود.. ها قد جاء حاضن الصبي الأعرج وحائك قميص الصوف وصانع الرغيف وفارس الكلام والسائح والترجمان ومنشد قوافل الزمان ومنشىء طواحين بيروت ومدير مطار الصقيع...ها قد جاء الأديب الخطيب مع العذارى في الزورق قرب المنارة وفي زمن حصاد العمر...
ها قد جاء، فلا مجال للترف هنا، ولا مكان للهو... والطبيعة الجبارة مترامية كئيبة، تنشد تهاليل الحب. والأزهار الهشة تنتظر السفير لتنام على لحده البهيج.
تقتله أيادي الغدر في الزمن البغيض. ونسمع صوت الحالم، قابعاً إلى جوار أرزه، متفحصاً كالغريب: أي عصر نعيش؟!
توفيق يوسف عوّاد.. عطره الأدبي لن يغيب وحبره اللبناني لن ينضب ولن يستغيث.
شكرًا شادي لمقالتك والجميلة عن جدي ، فيها الاعجاب و الحنين له. مؤثرًا.
ردحذف