الأم/ وفاء القناوى

 


..... نخرج للحياه ونحن نبكى لا نعلم إن كنا نبكى لدخول الأكسجين إلى الرئة أم نبكى على وجودنا فى حياة لا نعلم ما بها, ولا نعلم قدرنا فيها ولا نعلم نصيبنا منها, سواء سعادة أو شقاء ,نخرج ونحن نحفظ حروف إسم من كنا فى حالة بيات شتوى فى  رحمها , نحفظ همس صوتها ودقات نبضها ,وكلما هلّت مناسبة عيد الأم أوأتى  يلِح  سؤال هام وهو من هى الأم  التى وضِعت الجنة تحت أقدامها ؟ من هى التى بِرها هو طريقنا إلى رضا الله والجنة ؟ أم كل الأمهات فى ذلك سواسية؟ ولأننا أوصانا الله فى كل كتبه السماوية ببرالأم  نجده سبحانه لم يوصى الأم ببرأبناءها لأنه سبحانه أعلم بما خلق , فقد خلق الأم على الفطرة مؤهلة لما هى خلقت له وهو تربية وتنشئة أجيال تنشئة سليمة وصحيحة أساسها الحب والحنان والرحمة  ,ولأن لكل قاعدة استثناء سنتكلم هنا عن هذا الإستثناء فالكل يتكلم عن الأم وفضلها وفضل برها وماذا قدمت ويتغافلوا عن الأستثناء ولايذكر إلا فى حديث عارض أو فى موقف استدعى ذكرها وذكرمساوئها ,ولأنه من الأهمية لِما له من تأثيرفعال فى التركيب الفسيولوجى للإنسان وفى سلوكيات الكثيرين والتى تؤثر بدورها فى ما حولها ,سنتكلم عن الأم القاسية التى استبدلت قلبها الرقيق  بقطعة من الحجرالصوان ,الحجرالقاسى الذى تنكسرعليه كل المشاعر ,تلك الأم  التى لا  ننحنى تحت أقدامها لننال الجنة  وإنما لدهس الرؤس وطحن الرقاب بحذائها,تلك الأم التى خالفت الطبيعة التى خلقت عليها واختارت أن تكون القاسية المتسلطة الأنانية والتى تفضل نفسها عن أبناءها,ولا تجد اللهفة فى عينيها ولا الهلع والجزع على فلذة كبدها ,والتى بأفعالها تحكم على أولادها باليُتم وهى على قيد الحياة وتخرج جيل كله أمراض نفسية ومعوّق فكريا لايشعربالأمن ولا بالأمان لأنه فقد الحب والحنان ولم يشعربهم  وأصبح بدوره قاسى  القلب يسهم فى خروج آخرين معذبين مثله وأحيانا يُخرج لنا مجرمين صغار, ففى كثيرمن حالات الإجرام والحوادث التى تفاجئنا بين الفينة والأخرى  يتبين لنا أن قسوة الأم  كانت العامل الأساسى لتشكيل هذا المجرم ,ومع قضاء أغلب الأمهات على صفحات التواصل الإجتماعى وانشغالها عن أبناءها وفى بعض الأحيان إهمالها لهم  أصبح لدينا جيل غريب عن والديه يشعربالغربة والعزلة وهوبينهم , ولذلك وجب على  تلك الأمهات  أن تنتبه لأهمية التقارب مع الأبناء واحتواءهم وتشكيل لحظات تظل ذكريات جميلة محفورة فى ذاكرتهم  وتصبح وسائدهم التى يتوسدونها فى الليالى المؤرقة مهما مر الزمن  ولكى يكن جديرات بتلك المكانة المقدسة التى وضعهم الله  بها واقترن برهم  بعبادة الله سبحانة وتعالى , كل عام وكل أم حنونة كما خلقها الله عطوفة ومحبة كما هى بدون رتوش المؤثرات الحياتية التى طرأت على سطح حياتنا ,,,كل عام والجنة تحت أقدامها




CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق