الآنَ أُكشّرُ عن وجهِ السفّانِ
ينشرُ في رملِ البيدِ شراعا
وينُادي مهلَكَ يا ربّانُ
الموعدُ لم يأزفْ بعدُ
والبحرُ وحوشٌ تتكاسرُ أنيابا
الليلُ رخيمٌ يا صاري
والنجمةُ في الموجةِ تضربُ آناً في آنِ
والراحلُ يطوي الرملةَ والوادي
يعلو يهبطُ يمضي سَهْماً ضوئيّا
داعيهِ كافورٌ إخشيدي
طاشَ فكسّرَ ألواحَ الطينِ المطحونِ
ومضى لا يألو جهدا
المتنبئُ يسألُ عن أهلٍ أو كأسِ (*)
أو سَكَنٍ خاطتهُ الريحُ شراعاً برديّا
عُدْ يا مُتنبئُ غابَ السجّانُ
لا حَوبةَ في الكوفةِ لا حوباءُ
[ عَربْ وينْ طنبورة وينْ ]
أكتبُ أشجاني بالفصحى
زُريابُ يُغني لربيعِ الحُبِّ وأكمامِ الأزهارِ
داويتُ الشقَ الفاصلَ بيني والثاني في مِزمارِ الحُبِّ
الحبُ هواءٌ خاوٍ مكسورُ العينِ
لا يرفعُ للأعلى هُدْبا
لا يحضرُ حفلةَ عُرسٍ صيفيٍّ
حيثُ الجوُّ ملاعبُ غزلانِ
تختلطُ الألوانُ فأنسى ما قالوا بالأمسِ
ناءَ المصباحُ بعبءالضوءِ الصدّاحِ
وتهتّكَ إشعاعاً فوّارا
فأنارَ ظلامَ العُسرةِ واليُسرِ
ليتَ المتنبئَ لمْ يحملْ رُمحاً أو سيفا
لم يركبْ أفراسا
لم يكتبْ في حَلَبٍ أشعارا
ليتَ الكوفةَ أبقتهُ حيّا ...
( بِمَ التعلّلُ لا أهلٌ ولا وطنٌ / ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سَكَنُ ... / المتنبي ).
/ ألمانيا
0 comments:
إرسال تعليق