الجمهورية الثانية يبزغ ضوؤها في الجزائر/ مدين غالم

   
أخيرا رضخ الرئيس  عبد العزيز بوتفليقة  ،الى مطالب الشعب  ،الذي ملء الشوارع  غضبا مطالبا  أياه بالتجديد
في سيرورة النظام و أبرزها ،رغبته   في عهدة خامسة في قصر المرادية ،انسحب من السباق الى رئاسة الجمهورية
تحت ضغط الشارع،وبالتالي أصبح  طموحه الى  الولاية الخامسة من الماضي .مثل ما تنبأنا في المقال السابق بعنوان بوتفليقة بدون غطاء ، وبأن الانفراج  في الأزمة السياسية التي تعصف بالجزائر سوف يكون قبل 13 آذار مارس،وان الانتخابات سوف تأجل ، وهو محصل مساء الإثنين  سويعات بعد عودة الرئيس من جنيف  التي كان يجري بها فحوصات طبية حسب بيان رئاسة الجمهورية .
يبدو أن المؤسسة العسكرية حسمت موقفها ،والذي ظهر جليا 
من خلال بياناتها التي كان  يقرأها رئيس أركان  الجيش. في شكل خطب كان يلقيها في كل مناسبة داخل مكونات المؤسسة العسكرية و ملحقاتها 
لقد استجابت  لإرادة الشعب الجزائري الذي انتفض ضد العهدة الخامسة للرئيس المنتهية ولايته ،ولقد تم التوصل إلى هذا الحل بعد الاجتماع الرباعي  الذي عقده أول أمس، قايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي ممثلا للمؤسسة العسكرية. و محمد مدين المدعو توفيق  رئيس جهاز المخابرات السابق و السعيد بوتفليقة أخ و مستشار الرئيس ، و الطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري ،لقد تم التوصل الى هذا  المخرج للنظام حفظا لماء الوجه  ، وضمان خروج مشرف للرئيس بعد وجد نفسه في ورطة الخامسة  بعد أن دخلت المؤسسة العسكرية  كا لاعب جديد في الحراك الشعبي و انحازت إلى إرادة الشعب ، الذي يبدو أنها لم تكن تتوقع هذا الزخم  المتصاعد في الشارع الجزائري ،والذي دفعها إلى تغيير نبرة. خطابها  في أقل من أربعة وعشرون ساعة ،فمن نعت الحراك و رواده بالمغرر بهم ،لكنها أدخلت  التهذيب في خطابها  الجديد،والذي يبدو أنه رسالة الى عربي العهدة الخامسة وزبانية محيط الرئيس ،ومن يدور في فلكهم ،لقد قرأت  هذا المنحى منذ البيان الثاني للمؤسسة العسكرية ،الذي إنقلب 360 درجة،من التهديد والوعيد إلى تبني مطلب الحراك بطريقة غير مباشرة. 
أمام هذا السيل الجارف من الأحداث تقول الأخبار من الجزائر  بأنها مقبلة على فترة انتقالية يتم من خلالها ترتيب البيت قبل تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية ،لكن يبقى هذا مرتبط بموقف الحراك الشعبي و كيف سوف يرد عليه
الجمعة القادمة، بحيث هناك من يرفض هذه الحلول ويرى أنها التفاف على مطالب الحراك الشعبي، هناك من يتبنى خط راديكالي داخل الحراك، وهو إقصاء كل الوجوه  التي عمرت في النظام واقتراح وجوه جديدة تسيير المرحلة الانتقالية  ،وإحداث مجلس تأسيسي. يؤسس للجمهورية الثانية ، من خلال دستور جديد يسير المرحلة الجديدة التي تتماشى و تركيبة  المجتمع الشبابي في الجزائر ،ومواكبة الطفرة  المحدثة في كينونة المجتمع. 
وتبقى الجزائر حبلى بالأحداث المتسارعة   

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق