”مركز لشراء الزوج“ قد افتتح مؤخرًا حيث يمكن لكلّ امرأة أن تختار الزوج من بين الكثير من الرجال. المركز المذكور مكوّن من خمسة طوابق، وعدد الرجال ذوي المواصفات الإيجابية يتزايد كلّما صعدت المشترية إلى الأعلى. وكان هنالك شرط: عندما تفتحين أيّتها السيّدة باب أيِّ طابق يُمكنك اختيار رجل من ذلك الطابق، ولكن إذا تابعتِ الصعود إلى طابق آخرَ، فلن تستطيعي النزول، إلّا للخروج من العمارة. وهكذا تذهب امرأة إلى المركز لتجد زوجا.
في الطابق الأوّل كُتبت يافطة تقول: الطابق الأوّل- لهؤلاء الرجال وظائف. تقرأ المرأة وتقول لنفسها: حسنًا، هذا أفضل من زوجي الأخير، ولكن يا تُرى ماذا يوجد فوق؟ إنّها تصعد.
في الطابق الثاني كُتبت يافطة تقول: الطابق الثاني - لهؤلاء الرجال وظائفُ ويُحبّون الأطفال. تسجِّل المرأة لنفسها: هذا عظيم، ولكنّ يا تُرى ماذا في الطابق التالي؟ إنّها تصعد.
في الطابق الثالث كُتبت يافطة تقول: الطابق الثالث - لهؤلاء الرجال وظائفُ ويُحبّون الأطفال وهم وِسام جدّا. يا سلام، قالت، ولكنّ يا تُرى ماذا في الطابق التالي؟
في الطابق الرابع كُتبت يافطة تقول: الطابق الرابع - لهؤلاء الرجال وظائفُ ويحبّون الأطفال وهم وِسام جدّا ويساعدون في أعمال المنزل. يا سلام، هتفتِ المرأة، الأمر مُغْرٍ جدّا، ولكن لا بدّ من المزيد في الطابق التالي، وتابعتِ الصعود.
في الطابق الخامس كُتبت يافطة تقول: الطابق الخامس - إنّك الزائرة رقم ٣٨٩، ٩٧٤، ١٢٣ لهذا الطابق. لا رجالَ هنا في هذا الطابق.
إنّ وجودَ هذا الطابق يُثبت أنّّه من المستحيل إرضاء النساء. شكرًا لكِ على زيارتك لهذا المركز، ونتمنّى لك يومًا جميلا.
**
شهادة من مصدر ثان
في ما يلي ترجمة لمقال بالعبرية نُشر في الثالث عشر من آب ٢٠١٨ في:
https://outlook.office.com/owa/?realm=ad.helsinki.fi&target=&id=271346
”إنّي أستضيف عددًا غير قليل من الناس ضمن برنامج ”تصفّح الأريكة/couchsurfing“ بالمجّان. جميع الضيوف من الذكور أو الإناث الذين باتوا عندي ولا سيّما كلّ شخص قدم بمفرده وعلى الأخصّ ذلك الذي زار دولة عربية وبشكل خاصّ كان قد زار مناطق السلطة الفلسطينية، فإنّه يحظى بـ ”معاملة خاصّة“ كتلك التي نالها پيتر باينرط (صحفي أمريكي يهودي أوقف في مطار اللد مؤخرًا للتحقيق ساعة، وقيل بعد ذلك: حصل خطأ إداري) عند الدخول وعند الخروج (إنّهم يُحتلونني عن أخبارهم بعد مغادرتهم البلاد). كلّ شخص يُبدي اهتمامًا بأمر غير ديني في مناطق السلطة الفلسطينية (على سبيل المثال مسيحي ورع في زيارة لبيت لحم) يُعلّم عليه من قِبَل سلطات أمننا المبجّلة.
تمادت سلطات الأمن حينما عرّت شابة ألمانية حتى الملابس الداخلية عند مغادرتها البلاد للعودة إلى ألمانيا. لم يكن ذلك لأنّها زارت المناطق المحتلّة فحسب بل أيضا لأنّها قالت سهوًا في استجوابها الضاغط أنّها في بلادها متطوّعة لمساعدة اللاجئين السوريين. أتلاحظون الخطر الفوري على الديمقراطية الإسرائيلية؟ لاجئون سوريون في ألمانيا! شابة أخرى من فرنسا أُخّرت مغادرتها البلاد لأنّها درست للماجستير في الأردن.
هذه التأخيرات والتحقيقات لم تعد منذ زمن مقتصرةً على العرب، مواطني إسرآئيل (لا مبرّر لذلك بالطبع أيضا)، بل طالت كلّ من يبدي اهتمامًا غير إعلامي حول ما يجري في المناطق المحتلّة. أحد متصفّحي الأريكة الذي استضفته أخبرني عن صديقته الهولندية الناشطة والمتظاهرة ضد الجدار فقد حذّرتها شرطة الحدود عدّة مرّات وفي النهاية منع دخولها لإسرائيل لبعض السنوات.
هذه الأمور تحدث منذ سنين، ولكن ولسبب ما لم تحظ بتغطية إعلامية (باستثناء، بعض الأحيان، عندما يدور الحديث حول العرب مواطني الدولة). والآن عندما بدأ الأمر يسيء بأشقائنا اليهود بدأنا برفع عقيرتنا. العاقبة عندنا.
في ما يلي ترجمة لمقال بالعبرية نُشر في الثالث عشر من آب ٢٠١٨ في:
https://outlook.office.com/owa/?realm=ad.helsinki.fi&target=&id=271346
”إنّي أستضيف عددًا غير قليل من الناس ضمن برنامج ”تصفّح الأريكة/couchsurfing“ بالمجّان. جميع الضيوف من الذكور أو الإناث الذين باتوا عندي ولا سيّما كلّ شخص قدم بمفرده وعلى الأخصّ ذلك الذي زار دولة عربية وبشكل خاصّ كان قد زار مناطق السلطة الفلسطينية، فإنّه يحظى بـ ”معاملة خاصّة“ كتلك التي نالها پيتر باينرط (صحفي أمريكي يهودي أوقف في مطار اللد مؤخرًا للتحقيق ساعة، وقيل بعد ذلك: حصل خطأ إداري) عند الدخول وعند الخروج (إنّهم يُحتلونني عن أخبارهم بعد مغادرتهم البلاد). كلّ شخص يُبدي اهتمامًا بأمر غير ديني في مناطق السلطة الفلسطينية (على سبيل المثال مسيحي ورع في زيارة لبيت لحم) يُعلّم عليه من قِبَل سلطات أمننا المبجّلة.
تمادت سلطات الأمن حينما عرّت شابة ألمانية حتى الملابس الداخلية عند مغادرتها البلاد للعودة إلى ألمانيا. لم يكن ذلك لأنّها زارت المناطق المحتلّة فحسب بل أيضا لأنّها قالت سهوًا في استجوابها الضاغط أنّها في بلادها متطوّعة لمساعدة اللاجئين السوريين. أتلاحظون الخطر الفوري على الديمقراطية الإسرائيلية؟ لاجئون سوريون في ألمانيا! شابة أخرى من فرنسا أُخّرت مغادرتها البلاد لأنّها درست للماجستير في الأردن.
هذه التأخيرات والتحقيقات لم تعد منذ زمن مقتصرةً على العرب، مواطني إسرآئيل (لا مبرّر لذلك بالطبع أيضا)، بل طالت كلّ من يبدي اهتمامًا غير إعلامي حول ما يجري في المناطق المحتلّة. أحد متصفّحي الأريكة الذي استضفته أخبرني عن صديقته الهولندية الناشطة والمتظاهرة ضد الجدار فقد حذّرتها شرطة الحدود عدّة مرّات وفي النهاية منع دخولها لإسرائيل لبعض السنوات.
هذه الأمور تحدث منذ سنين، ولكن ولسبب ما لم تحظ بتغطية إعلامية (باستثناء، بعض الأحيان، عندما يدور الحديث حول العرب مواطني الدولة). والآن عندما بدأ الأمر يسيء بأشقائنا اليهود بدأنا برفع عقيرتنا. العاقبة عندنا.
**
0 comments:
إرسال تعليق