ليست الإشاعة نصف الحقيقة ، بل المدخل الخلفي للبحث عنها ثم الربط بين جزئياتها إن وُجِدَت بكل ما تتطلبه العملية من دقَّة ، وفق زمن محسوب دقيقة بدقيقة ، ومكان يفُْتَرَضُ الوصول إليه مهما كانت ظروف قلة أو انعدام الوسائل المادية – البشرية معيقة . وبقليل من الحظ والكثير من الدراية العلمية والتجارب السابقة ، في مجالٍ تَأَسَّسَ لتوجيه العناية الانسانية لما يجول في محيطها القريب أو عبر مساحات ساحقة ، لتكوين الاختيار المناسب القائم على المواقف المبدئية اللائقة .
... بهذه التوطئة المشحونة بخلاصة دراسة الموضوع وبتيك المعلومات المُلْحَقة ، يتبين أن المصالح "المخابراتية" لنطام "عمر البشير" لم تجد وما تحياه "السودان" إلا إطلاق "الإشاعات" كسلاح تتسرب أكاذيبه عبر المتلقين المكونين (إن صَدَّقواها) عَدْوَى انتشار فيروس التفرقة ، بين مجتمعات الشعب الواحد لتشجيع سيطرة الشكوك المنمَّقَة ، لِما هو واقع تحت إمرَةِ ثورة انطلقت على مراحل لتصل هذه السنة 2019 الذروة بالفصل بين الماضى كالحاضر والمستقبل ناطقة ، لكن المؤسسة ذاتها لم تطور أدواتها بل ظلت كلاسيكية لا تتجاوز في تحركها للأقصى العاصمة "الخرطوم"على اعتقاد أنها المحور القاضي بالحسم النهائي لمثل الحدث المترتب عنه نجاح الشعب في مَطْلَبِه العادل برحيل الحاكم الذي باتت كل التفاهمات والمفاوضات بينه والشعب عن آخرها مُدَمَّرة مسحوقة ، أو نجاج نفس الحاكم في بقائه بفرط استعماله قوى الشر وانتهاج سياسة الارض المحروقة .
... لن تَنِطَلِِيَ حيل الخديعة ببث سموم الإشاعات بتلك الكيفية الصبياتية العائدة بالدولة رئيسا وحكومة إلى خلف الخلف .. اللهم إن كانت مصلحة المخابرات تابعة لتنفيذ تعليمات "عمر البشير" مباشرة دون ممارسة فعلية لاختصاصها المعروفة قياساتها دوليا وهذا ما وقع بتحليل نوعية ومضمون تلك الاشاعات الصادرة عنها والمسؤولة عن مضمونها جملة وتفصيلا الثقيل منها وما خَفّ .
... الشعب السوداني ذكي لغاية الحصول على مراده و لا يخشى في ذلك طول مدة النضال الذي خاضة ولا زال على امتداد ثلاثين حولا ًمنسجماً مع البيئة التي اختارها عن طواعية ولزم حدودها دون تصدع أو ملل لثقة في نفسه وتشبث جدوره بالسودان ، مذ جمعها كيان، إلى الآن ، رَحْبٌ صدرهُ المسكون بالصبر لدرجة اشتكى من صبره الصبر ألي الصبر الحاكم لصالحه باستمرار الصبر ، أما "عمر البشير"، المدرك لا محالة انه يلعب بآخر ورقة في حياته العسكرية / السياسية التي سيمزقها بين يديه ما جاء به آخر مُخطّط اعتمد بدايته كوسطه عن خطا في التقدير، بكونه الحل لمشاكل نظامه مع حاضر ""السودان دولة وأمة .
... القضية في ابسط مفهومها مترتبة عن التقيُّد المقصود بحب الاستمرار في الحكم ، هذا في حد ذاته ليس عيبا إن كان الشعب راضياً موافقاً عن اقتناع و وإقناع ، لاسباب ما يحياه من رفاهية وازدهار ، وعيش رغيد وديمقراطية سائدة وسطه جاعلة حرية ابداء الرأي وافعا ملموساً ، وكل الخدمات العمومية متوفرة لدى الجميع ، وعدالة تحكم بالدلائل الملموسة المحسوسة الموثقة وفق قوانين لا يعلو عليها أحد ، وبنيات أساسية تمهد لجلب الاستثمارات الاهلية كالعالمية . أما أن يكون ويظل كاِئناً وراء سراب "المشير البشير" المزدحم حكمه بالأزمات ، المعلوم عهده بالحروب الداخلية الرهيبة البشعة ، المميز نظامه بالثرثرة الشفوية عن مشاريع اصلاحية وهمية ، والمعروف بما ارتكب من مجازر لا يستطيع الخوض في وحشيتها إلا من كان عدواً للإنسانية متعالياً عن ظلم واستبداد وجور على حقوق الغير في الحياة ، لهذا وذاك وتيك واجب على حاكم "السودان" الرحيل حاملا الكرسي المتربع فوقه ثلاثة عقود لبيته الشخصى وملازمته لغاية مواجهة مصيره مادامت محكمة العدل الدولية لم تقل كلمتها الاخيرة ، اما الشعب السوداني لكرمه لم يطالب حتى الساعة إلا بتنحيته سلمياً غدا ربما لن يقتصر على ذلك قيتعداه لاجراء شرعي قانوني آخر .
0 comments:
إرسال تعليق