بعد التهديد والوعيد والحصار الجائر الذي فرضته واشنطن على الدول وخاصة ايران التى تجاهلت ما أدلى به ترامب من تهديد ووعيد وقررت فك الحصار بارسالها خمس ناقلات نفط منها ثلاثة الى فانزويلا واثنتين الى الصين بعد أن أدلت بتصريحها المدوى لكل الدول التى ستعترض هذه الناقلات أو تقوم بايقافها حيث ستقوم بالرد الفورى عليها
لكن ما خططت له ايران وكانت متئكدة من تنفيذه هو الذى حدث بالفعل حيث تجاهلت الدول التى طلب منها ترامب باحتجاز هذه الناقلات عند مرورها عليها وتمت الرحلة ووصلت بحمولتها سالمة الى كل من كراكاس وبكين ، ومن هنا أصبحت الولايات المتحدة فى أصعب مواجهة مع ايران وحلفائها الذين قرروا مساتدة ايران اذا وقع عليها أى ضربة من واشنطن حتى لو دى ذلك الى اشتعال الحرب بينهم وبين واشنطن والدليل على ذلك تحليق الطيران الفنزويلى فوق الناقلات الأيرانية لحمايتها من أى عدوان عليعا رغم الفارق المهول بين القوات الأمريكية الجوية والحربية وبين القوات الجوية الفنزويلية.
لقد فقدت واشنطن هيبتها ومكانتها بين دول العالم مما أدى بكارتر الرئيس السايق للولايات المتحدة بالأجتماع مع ترامب للحوار معه وتلقينه الدرس عندما سأله لماذا فقدت واشنطن مكانتها وهيبتها قى العالم ؟ وكان عليه أن يجيب هو قائلا له لأنك ومن سيقك من الرؤساء ممن جاؤا بعدى قررتم التدخل فى شئون الدول الأفريقية منها والآسيوية بخلع وتنصيب ممن ترغبون فى تنصيبهم من الرؤساء لهذه الدول ليكونوا مطية لكم، وصرفتم على ذلك حتى الآن ما يقارب من ال450 مليار كان من الأولى أن تصرق هذه المليارات على البحث العلمى والصحة والتربية والتعليم ثم تسألون أنفسكم ماعو سبب تقدم الصين ودول أخرى عليكم ؟ والجواب بمنتهى البساطة أن هذه الدول كرست ميزانيتها وأموالها لخدمة مؤسساتها الصحية والعلمية والبحثية مما أدى الى ازدهارها وتقدمها ولم نحاول التدخل فى شئون الدول الأخرى .
بالفعل صبح ترامب مترنحا متأزما فى ماهو عليه الآن ، فهو من جهة فى وضع سيئ للغاية بما لايحققه من نجاح مع فيرس كرونا حيث أصبحت الولايات المتحدة هى أكثر الدول فى العالم من عدد الوفيات والأصابات بهذا الفيرس وذلك لعدم اهتمامه بالمؤسسة الصحية وتجاهل الفيرس من بداية انتشاره والأستهانة به ، وثانيا أنه يحارب فى جبهة ثانية وهى الحملة الأنتخابية التى أصبحت على الأبواب فى شعر 11 حيث أن شعبيته فى تدنى مستمر لدرجة أن جنرالات اسرائيل أصبحوا يغضوا النظر عته ويتحدثوا عن بيدن وما بقى له غير الصهاينة الذين هم بقربه بالبيت الأبيض ، وثالثا وهو الأهم الأقتصاد المتدنى جدا الى درجة أصبح من الصعب التغلب علي هذه الأزمة خاصة بعد الضربة القوية التى تلقتها من حليغها الأكبر فىى العالم من قبل الرياض التى قامت هى والأمارات بزيادة الأنتاج من البترول الى درجة وصل فيها سعر البرميل الى عشرون دولارا ووصل سعر البرميل من النفط الصخرى الأمريكى الى خمسة دولارات مما ساعد فى انهيار الأقتصاد بسرعة هائلة ، لذلك أصبح من غير الممكن عودة الأقتصاد الى ما كان عليه قبل عشرات السنوات فقد هزم أمام الاقتصاد الصينى الذى أصبح الأقتصاد الأول فى العالم ، وسيليه بعد سنوات الأقتصاد الهندى ليأتى الأقتصاد الأمريكى فى المرتبة الثالثة ، هذا اذ لم تنشب حرب مفتعلة بين واشنطن وبكين بعد القضاءعلى قيرس كرونا فى حالة فوز ترامب بولاية ثانية وهذا مستبعد حتى الآن .
نعود مرة أخرى للمأزق الكبير الذى وقع فيه ترامب مع ايران ، نسأل ماذا سيكون نوع الرد من ترامب على ماقامت به ايران من تحد لفك الحصار الجائر عليها وعلى كل الدول المستضعفة ؟ أم انه سيتجاهل ماحدث متحججا بانشغاله بفيرس كرونا وبحملته الأنتخابية وهذا ما شجع ايران للقيام بضربتعا وهى متأكدة من عدم قدرته على الرد فى هذا الوقت الأكثر تأزما بالنسبة له ! سنترك الأجابة على عذه الأسئلة للأيام القادمة فربما نجد لها اجابة بالسلب أو الأيجاب فلا ننسى أن الضربة التى وجهتها الرياض الى واشنطن لم تمر مر الكرام ، فقد قام ترامب بسحب جنوده الخبراء من الرياض وكذلك منظومات صواريخ الدفاع الجوى فى خدوء تام ودون سابق انذار ، فربما بعد ان تمتص واسنطن الضربة بهدوء اغصاب تكون قد قررت كيف ترد على أى من خضومها الضربة ، وربما تبتلعها لوقت طويل .
أعتقد أن بعد هذا الذى قامت به طهران ، تكون قد كسرت بها شوكة واشنطن أمام خصومها الأمر الذى سيؤدى بالضرورة لتوحيه ضربات أخرى متتالية قبل أن تبرد البضربة الأولى وعلى مأظن أن فرصة سوريا أن تتقدم نحو تحرير ماتبقى من ادلب خاصة بعد أن سخبت أنقرة آلاف الأرهابين من النصرة وغيرها الى ليبيا ، كذلك أصبحت الفرصة متاحة امام الأدارة الفنزويلية أن تقوم بمحاكمة رئيس المعارضة التى وجهت اليه تهمة الأرهاب هو ومن يسانده ، أما بالنسية لبكين وموسكوا فعم فى تخالفدائم مع طهران فالخوف كل الخوف أن تتأزم الأمور أكثر مع ترامب ويجد الزريعة التى ينشب بها الحرب مع أى من هذه الدول خاصة الصين التى تم مقاطعته معها تجاريا مما اضرتبكين ان تأخذ حذرها الكامل فأصبحت على أهبة الأستعداد .
Dr_hamdy@hotmail.com
لا ادري لماذا يصدق البعض العداء الأمريكي الإيراني والوقائع تؤكد تواطأ كبيرا من امريكا تجاه العبث الإيراني. الذي هو في الأسباب يحقق اهم أهداف السياسة الأمريكية الشرق أوسطية المتمثلة في الاستقرار والأوسع الإسرائيلي.
ردحذف