وزير خارجية فرنسا جان لورديان يقول بان ما يسمى بصفقة القرن لم تعد مطروحة على الطاولة ..فالأحداث والتطورات الإقليمية والدولية والعربية تجاوزتها....صحيح كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني رفضتها وفشل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في " تطويع" القيادة الفلسطينية لقبولها...ولكن ما هو أصح بان الأحداث والتطورات تجاوزت القضية الفلسطينية نفسها بفعل الفلسطينيون أنفسهم والمشتبكون حول سلطة منزوعة الدسم والمتلهين بنزع الشرعية عن بعضهم البعض.
اما العرب فيسيرون في " تسونامي" تطبيعي مع دولة الإحتلال،القيادات الإسرائيلية والفرق الرياضية والفنية والبعثات التجارية والإقتصادية تسرح وتمرح في عواصمهم،وصوت النشيد "الوطني" الإسرائيلي،يصدح من عواصمهم، وكذلك هي الأعلام الإسرائيلية ترفرف في سماء تلك العواصم.
العرب يتخلون عن "صنمهم" المعبود ما يسمى بمبادرة السلام العربية دون أي التفات للقضية الفلسطينية او التشبث بمطلب اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967 .
بعد قرار الرئيس الأمريكي بسحب قوات إحتلاله من شمال شرق سوريا، وفشل العقوبات الأمريكية على طهران،بدى واضحاً،بان الأمور ذاهبة نحو التصعيد العسكري،فجون بولتون ومايك بومبيو صقور البيت الأبيض اتيا الى المنطقة من اجل تأكيد التزام امريكا بامن اسرائيل،ومن اجل التحشيد لمؤتمر وارسو ...ولذلك يستعجل بومبيو وزير الخارجية الأمريكي تشكيل ما يسمى بحلف الناتو العربي، والذي سيضم مشيخات الخليج الستة بالإضافة الى مصر والأردن يضاف له اسرائيل وطبعاً القوى الإستعمارية الغربية،لتشكيل تحالف ضد ايران والحركات العسكرية العربية المقاومة في العراق ولبنان واليمن وفلسطين ....دول الخليج عليها التمويل وربما يقع التنفيذ والمشاركة على مصر واسرائيل .....الحلف المتشكل سيكون على غرار الحلف الذي تشكل لإسقاط النظام السوري وتدمير سوريا وتفتيتها حلف ما سمي بأصدقاء سوريا،شكل في باريس من سبعين دولة،تولت مشيخات الخليج التمويل والتسليح والترويج له تحت يافطة وذريعة محاربة ما يسمى بالدولة الإسلامية " داعش" والإحتياط البشري الإرهابي ضخ عن طريق تركيا وعدة بلدان عربية...ولكن هذا الحلف سقط،كما سقط ما يسمى بحلف أصدقاء ليبيا قبله ....كل هذه الأحلاف عنوانها الأول امن اسرائيل وتفوقها العسكري في المنطقة ...ومنع انبعاث اي مشروع عربي - اسلامي مقاوم ...ولكن حلف وارسو والذي جرى الاختيار للمكان له بدقة من قبل أمريكا...كون وارسو توجد فيها الصواريخ النووية الأمريكية،ولأن بولندا كانت مقر حلف وارسو أيام الإتحاد السوفياتي المتفكك،ولذلك فهذا الحلف موجه ضد روسيا ايضاً.
بومبيو من على منصة الجامعة الأمريكية في القاهرة،قال بان سياسة امريكا مع طهران ستنتقل من الإحتواء الى المواجهة،وبانه لن يسمح بتحول سوريا الى لبنان جديد،وسيعمل على تخفيض ترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ الموجهة نحو اسرائيل،والتي تتطور كماً ونوعاً،وامن اسرائيل له الأولوية في الإستراتيجية الأمريكية.
واضح بان المنطقة يجري اعداد مناصاتها لحرب ربما تشنها امريكا ومعها مروحة حلفائها العرب والدوليين على طهران والأذرع العسكرية للمقاومة العربية والفلسطينية،والدلائل على ذلك كثيرة،فقبل عدة أيام وحسب موقع فوكس نيوز الأمريكي بلغ عدد السفن الأمريكية التي تم سحبها من بحر الصين أكثر من 63 قطعة بحرية من بوارج وفرقاطات وكثير من المدمرات وثلاث حاملات طائرات، كلها توجهت الى الخليج العربي وبحر عمان،وتم شحن اكثر من 60 بطارية صواريخ باتريوت من الجيل المتطور الذكي جداً الى السعودية من القاعدة الأمريكية في الكويت،ونصبت امريكا 19 بطارية باتريوت في الكويت و 10 في البحرين و 23 في الإمارات،وكل السفن الأمريكية أصبحت محملة بالمضادات الصاروخية الإعتراضية وحاملتا طائرات تمركزت قرب سواحل اسرائيل القريبة من لبنان،واثنتين في بحر عمان حمّلت بمنظومات باتريوت أيضاً،واسرائيل قبل عدة أيام نشرت 8 منظومات مضادات للصواريخ نوع ثاد في خارج كل مدينة و 4 في داخل كل مدينة. اما حدود اسرائيل فأصبحت عبارة عن جدار من القبة الحديدية فبين كل 10 كيلو متر نشروا بطاريات باتريوت،هل هي أم المعارك..؟؟ أم هي ( قيامة ايران)،بدورها اوعزت ايران لحزب الله بسحب كل مقاتليه من سوريا.ليتم نشرهم على الحدود مع اسرائيل،حزب الله والقول لفوكس نيوز نشر اكثر من 34 بطارية صواريخ ايرانية على طول الشريط الحدودي وحول مدنه.
اسرائيل بدورها نشرت فرقة قتالية في الجولان السوري المحتل،وسوريا في حالة استنفار كبير.
جولة بومبيو المستهدفة توفير الحشد العربي للحرب على طهران،نجحت في تحميل قطر كل تكاليف توسيع قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر،وسيسعى بومبيو الى إبعاد قطر عن ايران من خلال تحقيق المصالحات الخليجية ،وكذلك في زيارته للسعودية،سيسعى الى "استحلاب" اكبر قدر مالي.
لا أعتقد بان حظوظ مؤتمر وارسو ستكون اكثر من حظوظ حلف بغداد في الخمسينات وحلف ما يسمى بأصدقاء سوريا السبعين ولا حلف أصدقاء ليبيا..سوريا وايران وحزب الله ومعهم حركات التحرر والأذرع العسكرية العربية والفلسطينية تمرسوا في القتال ولديهم الكثير من الخبرات وترسانات السلاح والصواريخ الباليستية القادرة على الردع...والأيام القادمة ستكشف من بعد مؤتمر وارسو في 14 شباط القادم ،أين ستتجه الأمور ومتى ستكون الحرب القادمة للخروج من الأزمات.
0 comments:
إرسال تعليق