المسيح قام حقا قام ونحن شهود على ذلك/ ريتا شرفان


في هذه العبارة يعايد المسيحيون بعضهم بعضا في عيد قيامة المسيح.

ولكن هل يَعي الجميع معناها في العمق او انها اصبحت مجرد كلمات نرددها كتحية ..

ما هي قيامة المسيح؟ وما معنى ان تكون شاهدًا عليها؟

القبر فارغ بالرغم من وجود حراس ..

كيف؟ لقد صُلب ودُفن أمام رؤساء الهيكل وأمام حكام روما وشعب يصرخ أصلبوه

وامام تلاميذ كانوا شهود مع مريم أمه والمريمات الأخريات على صلبه ودفنه..

المسيح مات؟! حقا مات!! ونحن شهود على ذلك

هذا التعبير اﻷصح. نعم مات وكانوا شهود على ذلك

بالحزن والبكاء ودعوه وعادوا ... بالخيبة والمرارة عادوا... 

بالامعنى وعدم الرجاء عادوا ... الى الخوف وعدم الطمأنينة عادوا ... 

الى عدم الامان والاضطهاد عادوا ...

 عادوا الى الموت والموت ثم الموت...

ما أصعب الموت!!. 

وفي اليوم الثالث ذهبن الى الميت ليكمّلن مراسيم الدفن وكما قالت مرتا اخت العازر للمسيح "أخي له أربعة أيام في القبر لقد إنْتَّن وفاحت رائحة الموت الكريهة" من المؤكد أنّهنّ فكرنّ بنفس الطريقة في داخلهن. فالموت له رائحة نتنة.

ولكن يا للعجب وصلن القبر وبالرغم من الحراسة المشددة كان فارغ ورائحة العذوبة تفوح منه..

"لقد قام.." هكذا قال لهن الملاك

"مريم..إذهبي وقولي ﻹخوتي انني قمت وسألقاهم في الجليل ...."  هذا ما قاله لها المسيح

كُنّ اولى الشاهدات...

بالفرح عدّنَ..

وتوال الشهود على قيامته

"انظروا يدي ورجلي.. ﻻ تخافوا انا هو.."

خرافة؟!! قد يقول البعض .. مجرد رواية جَرَتْ، وجَرَّتْ ورائها ملايين من البشر

ربما.. ولكن أية رواية جعلت من أناس يقدمون ارواحهم حبًا بالقائم لأجل خلاص قاتليهم..

أية خرافة ... تجعلك تقوم كل يوم وتسامح وتغفر لمن يسيئ إليك حبًا به وبالقائم من الموت...

جميعنا نموت لأجل الحقيقة ونضّحي ﻷجلها... لا احد يموت لاجل قصة او خرافة..

لا أحد يموت وهو يُسَّبح ويرنم ويشكر ويصلي لقاتله من أجل مجرد رواية قائم من الموت ..

إذا لماذا ؟؟؟..... 

ﻷنه بكل بساطة حقا قام ولمَسْنا في حياتنا وبالعمق فرح قيامته..

لذلك نحن شهود على ذلك..

لا يمكن أن تكون مسيحي وشاهد على قيامته بالحزن وعدم الرجاء واليأس وباللامعنى..

"المسيح قام"، صرخة أعلنت في العالم أجمع 

"حقا قام"،  استشهد لأجلها ألوف من الشهداء

"ونحن شهود على ذلك"، كرَّسَتْ قديسين على مذبح الرب

لذلك هي ليست مجرد عبارة وتحية..

هي الحقيقية الصارخة في البرية ... التي تسبر الى الاعماق .. ولا تقف عند حدود..

لذلك اليوم نجرؤ ونقول في العلن :

"المسيح قام حقا قام ونحن شهود على ذلك...



CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق