أحجارُ العيون/ عدنان الظاهر

     

غامتْ أو صحّتْ

عيناكِ الضوءُ القادحُ في أحجارِ الليلِ

نجما شَجَنٍ يتقهقرُ إمّا طلَّ الفجرُ وضاءَ

طقَّ الجُنبُذُ فارتاحَ التاجُ وغنّى

ريحاً وعبيراً وحنانا

دسَّ الشيطانَ فمسَّ الجفنُ الكأسا

أخشى البوحَ إذا مرَّ على روحٍ ريحانُ

همزُكِ شاراتٌ عجفاءُ

لا مطرٌ ينزلُ منها لا طبٌّ فيها لا إسعافُ

أمضيتُ العمرَ لألقى مَن أهوى لكّني

( خفّفتُ الوطءَ ) على الآرضٍ الرخواءِ

يأساً من سَلَسِ الوعدِ الضاربِ أطنابا

أغلقتُ كتابي وسحبتُ الأوراقا ..

ما قالَ بنفسجُ عينيها للكنزِ الكامنِ في رُمّانِ القلبِ المحروقِ

ما قالَ الساحرُ في لُعبةِ قانونِ الأوتارِ

ما قالتْ لوسُئلتْ في كُحلةِ قُرّةِ عينيها

لا تثريبَ ولا شكوى من نجوى

عُرُسَ القنصِ السريِّ الساقطِ هَمْسا

لا أشتاقُ لغيرِ عبيرِ الشوقِ العالقِ طوقا

هزّي العرْشَ وشدّي العزما

ذَبُلتْ أجفانُ عيونِ الدِفلى شوقا

يا ساقيَ أعراقِ النعناعِ البرّي عفوا

لا ترفعْ في وجهِ المُدلجِ ليلاً راياتٍ سودا

الهمُّ ثقيلُ 

والليلُ إذا ما طالَ طويلُ

يا قاضي أَجَلاً مُستثنى لا تمضي أبعدَ من مرمىً أعمى

هل مِنْ حلِّ ؟

لا ترمِ الأحجارَ بعيدا

آهٍ من جسرٍ يهوي ..

أطلقتُ الصرخةَ بعدَ الأُخرى

أعياني جهلي

صيّرني خَلِقاً مخلوقاً مِسخا

يا دُرّةَ عينِ المشتاقِ وهبَّ الريحِ على الأوراقِ

أقدامكِ تمشي نحوي أمْ تمشي أشواقي

لا أرسمُ في حائطِ خطِّ النجوى أشباحا

حيثُ الملقى أهواءُ قصيرِ الأعناقِ

أنتِ الحُمّى في رأسِ الغارقِ بالإطراقِ

والآسي للساقطِ في لُجّةِ سِحر الأحداقِ

كوني مسَّ الرامي للمرمى

كوني أحجارَ الرامي.



CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق