الشاعر غيلان أيضاً/ شوقي مسلماني



أتجاسر وأؤكّد أن الراحل الشاعر غيلان كان وسْط جاليتنا العراقيّة والعربيّة والشرق أوسطيّة في أستراليا.. نسيج وحده، بدءاً من إسمه وليس انتهاء بجنوحه إلى ما يعتقد، فإذا الفراشة هو وإذا الصقر هو، فإذا النسائم هو وإذا العاصفة هو، فإذا العاطفة النبيلة هو وإذا الحدّية والمشاكسة والتحدّي الذي لا يعرف الهوادة هو. الراحل الشاعر غيلان "أبو نهار" هو العراق ما آل إليه بلياليه الطويلة وأقمارها، إنّما الأسيرة، وإنّما المثخنة بجراح، وإنّما الشهيدة على مذبح الضوء ذاته، الأسير أيضاً ذاته، المكسّر أيضاً، وذاته المغدور فلا يأتي منتصراً. الراحل الشاعر غيلان هو العراق المدمّى بأنحاء جسمه كافّة، بمكوّناته كافّة التي تفرح وتبكي في آن حتى وهي تغنّي، وأتجرّأ وأقول حتى هو عالمنا المتشظّي ولا يلتئم، ويتوه ولا يهتدي. 

والتقينا في مركب الغربة الطويلة، وسمعته وقرأته شاعراً يحتفي باللّغة والنبرة والعنفوان والجرأة، مثقّفاً وسياسيّاً لا يُهادن، وهو في أدواره جميعاً غيلان المناضل في سبيل الإنسان المقهور أينما كان في أربع أرجاء المعمورة، هو الوطني والأممي، هو المحارب من أجل الكرامة الإنسانيّة وهو المشير بإصبع الإتّهام إلى رأس الشرّ ومرتع مصّاصي الدماء، أليس هو القائل في أعماله الشعريّة "تراتيل السومري": "أميركا \ يا صانعة الجُذام والندم \ يا فيروس الخراب \ يا حشرة الكراهية"؟. 

Shawkimoselmani1957@gmail.com


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق