البئرُ والسكرانُ/ الدكتور عدنان الظاهر



شُهُبٌ حُمْرٌ حُمْرٌ حُمْرُ

لا أثرٌ لسقوطِ النيزكِ ذي الجهدِ العالي

لا ذِكرَ لخُطّةِ طورِ اللوحةِ فيها

تركوني أسقطُ في ماءِ النهرِ الخابطِ صيفا  

لم أغرقْ وحدي

غَرِقتْ قبلي أختٌ صغرى  

أُفٍّ يا دُنيا !

السيّدُ فيها إخشيدٌ كافورُ.

....

رَكِبَ البحرَ وفي العينِ خُلاصةُ دمعِ حبيباتِ الرُمّانِ 

حُزنُ اللونِ الأسودِ يطغى مدّا ـ جَزرا  

الصاري في الساحلِ مُنقلِبٌ مكسورُ

خوفٌ ممّا يأتي 

خوفٌ ممّا يأتي يحملُ ما لا يأتي

خَدَرٌ في جوهرِ طبعِ الدُرِّ  

غَبَشٌ في شمسِ الكأسِ الماسي      

يتريثُ في الرشفةِ تلوَ الأخرى 

يفعلُ ما يفعلُ عُشّاقُ العنبرِ في حاناتِ المِسكِ  

 في المرأى صَخَبٌ يدنو ـ ينأى عينا  

سَفَرٌ في قلعِ الفُلكِ التائهِ في إخدودِ القصدِ  

يمخرُ في بحرِالماءِ الصاعدِ مِلحاً مُرّا     

عافَ حِراسة بوّاباتِ الجوفِ البحري     

تركَ الأُفُقَ الأعلى لمسافاتِ همومٍ أُخرى

قايضَ ما في الدُنيا بخسا

دقَّ الناقوسَ فصاحتْ جُدرانُ كنيسِ القسيسِ   

قامَ كما قامَ الموتى     

 يتقفّى آثارَ مجرِّ كعوبِ الأقدامِ

فُوضى فُوضى

قنواتُ هواءِ التنفيسِ عُطولُ  

الفَلَكُ المُهتزُّ الدوّارُ خُوارُ    

يمخرُ في لُجّةِ أمواهِ الملحِ الصخريِّ 

تيّاراتٌ أقوى من ضجّةِ ناموسِ الفُوضى  

تضربُ رأسَ العاصي  

في رأسِ قتيلٍ في المَوصلِ مفصولِ 

يبحثُ عن دارٍ أنقى 

لا جنةَ فيها لا داعشُ لا نارُ

لا يأكلُ فيها بشرٌ بعضا. 

....

طَرَقتْ سمعي خفقاتُ البابِ الخلفي   

قامتُ أطرافي قبلي 

مرَّ الصَرْصَرُ ينفخُ نارا 

في قَصَبِ الصُورِ الممرورِ  

 بَشَرٌ يتعثّرُ في إبريقِ مُدامِ السُكرِ 

يكرعُ جُرحَ البحرِ ويُثخِنُ إدمانا  

 البئرُ المسكونُ بقتلى أزهارِ الدفلى 

مُرٌّ مُرٌّ مُرُّ

سقطتْ فيهِ السلوى أُختاً صغرى.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق