قطعوا رأسي ...
رفعوهُ رمحاً في أعلى بُنيانِ
كيما تأتيهِ الغربانُ جياعاً أسراباً أسرابا
أفأدعوها لتحطَّ على تاجٍ للموتِ تفرّدَ بين التيجانِ ؟
قطعوا الرأسَ بسكّينٍ صَدءٍ أعمى
قصّوا أضلاعي َ ضِلعاً ضِلعا
حفروا بئراً للعطشى في جوفِ الصدرِ
دقّوا مِسماراً في عُنُقي فتشبّهَ لي عيسى
قصّوا كفّي لكنْ
ما مُتُّ سأبقى حيّا.
تَعِبَ الجلاّدُ فلمْ يبترْ في الرأسِ لِساني
لم تفقأْ عينيَّ الغربانُ
شاهدتُ أهلّةَ أعيادِ الناسِ
قدّمتُ هدايا في الأعراسِ وأيامِ الميلادِ
عُدتُ المرضى
زُرتُ مساكنهم بيتاً بيتا
وتصدّقتُ على أرواحِ الموتى
الرأسُ المفصولُ يدورُ على مِحورِ إنسانِ
نوراً يتلألأُ في ظُلمةِ أحداقِ الربّانِ.
لو لمْ
يقطعْ جلاّدٌ كفّاً أو قدماً أو رأسا
لم يكسرْ ضِلعاً في صدرٍ أو أنفا
لم يحفرْ كهفاً ساديّاً في بيتٍ
لو دسَّ الرأسَ المقطوعَ خَفاءً في نهرِ
ما نطقتْ جُمجُمةٌ بالفصحى
أعلى من صوتِ الجزّارِ
ما شعّتْ عينانِ تسربلتا بالنورِ
ما أبصرَ ميناءً في العَتمةِ ربّانُ
ما ماتَ الجلاّدُ كما ماتَ ولم
يُدفنْ مِثلَ سواءِ الموتى في قبرِ.
0 comments:
إرسال تعليق