لوحةُ الحياة/ د. عدنان الظاهر

 


[ صورة في إطار ]

( وشبيهٌ صوتُ النعيِّ إذا قي / سَ بصوتِ البشيرِ في كلِّ نادِ :// أبو العلاء المِعرّي ) 

تاقتْ أشواقُ الإشراقِ

لمحطّةِ جَوزِ الأنفاقِ

حيثُ المِحنةُ أطواقُ جهالةِ حفرِ الأنفاقِ

دربُ التوّاقِ مضيقُ

ويظلُّ إلى ما شاءَ طريقا

صَرِّفْ نياتِ مشيئةِ حالِ المُشتاقِ

ماذا يأتيكَ وأنتَ بعيدُ ؟

أهلٌ رحلوا أهلٌ ماتوا صُحبٌ شتّوا

إبقَ الصائفَ والشاتي

إبقَ الرافضَ والراضي

بيتُكَ مهزومٌ مأزومٌ يتفسّخُ لونا

عيناكَ الحنظلُ مفتوتا

هيّا مركوبُكَ تُفّاحةُ حواّءِ

عاجِلْها قبلَ فواتِ أوانِ هطولِ الأمطارِ

رَكْبٌ آخرُ لا يأتي 

فتأهّبْ واركبْ فورا

لا تتركْ بَعدكَ عنوانا

آثارُ الماشينَ على الأقدامِ حرامُ

سَفَرٌ يؤذيكَ، نعمْ

سَفَرٌ يُرديكَ، نعمْ

فتأقلمْ وأعِدَّ ليومِ رحيلِكَ ميدانا

[ إبكِ طويلا ] ...

تبكي مَنْ ؟

قَرْقعةٌ وضجيجُ

أصواتٌ تتكاثرُ تدريجا

وبُكاءُ الزمنِ الأسودِ تصعيدُ

تبكي مَنْ ؟ تشكو مَن ؟ .. الشكوى تهريجُ

 أَكَلتكَ العِثّةُ والنهجُ المتعرِّجُ فجٌّ مفلوجُ

دربُ الماشينَ جِراحاً منضودُ 

فارصدْ صَقْراً يتصيّدُ زنديقا

الرَهْبةُ فُوضى والجُنْدُ الأوباشُ رعاديدُ

حاشا أنْ تأبى حاشا أن تتأبّى

ميدانُكَ مفتوحُ الأجواءِ خصيبُ

وخراطيمُ النارِ حِبالُ أفاعٍ سودِ

ماءٌ يغلي في ظلِّ السدِّ

قامتْ من تحت الأرضِ بقايا دودِ

تنهشُ أحشاءَ الموتى نَهْشا

أنْ قوموا طُوفانُ الرعدِ بوعدٍ يأتي

سدّوا الأبوابَ أصيخوا السمْعا

الماءُ المخنوقُ يُدمّرُ إنْ شذَّ وفاقا

السدُّ يُعالجُ ما خلفَ السدِّ

والدنيا أحجارُ حظوظِ اللُعْبةِ في لوحِ النردِ

إلعبْ قامرْ وتَحَمّلْ ردَّ الندِّ ...

[ إبكِ طويلاً ]

الصبرُ الجمُّ جميلُ

إنْ طالَ تَحَوّلَ حالا

وحلولاً تُخفي ما تُخفي

الصبرُ عنيدٌ جبّارُ

القاتلُ والعاصي مقتولُ

[ إبكِ طويلا ]

تركيبٌ مُستعصٍ لا يوصفُ  لا يوصي

وخيالٌ من صُنعِ وساويسِ الشيطانِ

يأسفُ لا يكبرُ لا يُصغي

لا يتحمّلُ شيئاً من سَوْطِ النقدِ

إقْفلْ ميدانَ الصبرِ المُرِّ بحفنةِ رَمْلِ

الرملُ حُثالةُ عهدِ الذُلِّ

إحملْ ساعةَ صرفِ الوقتِ

آنَ الآنُ وضاقَ الشقُّ

دَقِقْ في شقِّ اللوحةِ وافرضْ فَرْضا

لونُ الصورةِ حالٌ تحويلُ

وغريبٌ يبحثُ عن ظلٍّ في رسمِ الأهلِ

[ إبكِ طويلا ]

الصورةُ في اللوحةِ حالٌ يمحو حالا

( ودوامُ الحالِ مُحالٌ ) .. قالوا

لونٌ يُخفي لونا

سمتٌ يخصِفُ سَمْتا

شُهُبٌ تحرقُ أهداباً لا تُخفي أهدافا

يا سارقَ برقِ الأحداقِ تَمَهلْ

عينٌ تتضايقُ من حرقِ الدمعةِ في ليفِ النخلِ

صُوَرٌ تتبارى لا يكفيها جَدْحُ النارِ

اللوحةُ تبقى ميدانَ قتالٍ ضارِ

القاتلُ فيها مقتولُ

[ إبكِ طويلا ] !؟

 


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق