الشاعر اللبناني الصديق شوقي مسلماني متنوّع أدبياً بين الشعر والنثر والحكايا والطرائف في نتاج تسعة كتب بدءأ من ديوانه "أوراق العزلة" حتى هذا الكتاب "إسمي المزوّد بالزهور" الذي كان الدافع الأوّل له الإعجاب بـ "الديانة الفرعونية، أفكار المصريين القدماء ـ عن الحياة الأخرى" كما في كتاب الآثاري البريطاني السير "وَلسْ بَدْجْ". إذاً لن يلتزم هذا "الشعرالحرّ ـ النثر" بتجنيس محدّد، إنه تهاليل ذات طقس روحاني. منه: ".. جسده كالهواء \ السماء تستر روحه \ الأرضُ تسترُ صورتهُ \ العالمُ السفلّي يتغلّقُ عليه". وفي نصٍّ آخر: "أنواركَ الساطعة \ لا يمكن أن يبلغها القول \ تضعُ حدّاً لساعات الليل \ وتُعيدها \ تُنهيها بتوقيتك الخاص". وفي ما يلي مقاطع من المجموعة:
1 ـ "إذا صرتَ عظيماً وقد كنتَ لا شيء
إذا صرتَ ثريّاً وقد كُنتَ عديماً، إذا صرتَ حاكماً للمدينة
لا تكن غليظَ القلب بما أحرزتَهُ من تقدّم
لأنّك لم تصر غيرَ حارس للأشياءِ التي منحَها الربّ لك".
2 ـ المجدُ لك يا أوزيريس
يا ملك الأبديّة وسيّد الديمومة
يا من تقضي في وجودك ملايين السنين
ليطمئن قلبك، جلس على عرشك إبنك حوريس.
3 ـ "ابتهجَ
مجمعُ الآلهة
لمجيئ حوريس بن أوزيريس
ثابتُ الجنان ومنصور
إبن إيزيس وريث أوزيريس".
4 ـ "يا والدي المقدّس لكَ الإجلال
غدوتُ إليك فاجعلني أمتلك الهيمنة على أنفاسي
يا سيّدَ الرياحِ ثبّتْني وقوِّني، أدخلْني إلى أرضِ البقاء
يا مَن جسدُه لم يرَ التلف، يا مَن نفسُه لم ترَ التلف
إنّي ما فعلتُ ذاك الذي تكره بل نطقتُ بالإبتهالات
مع أولئك الذين أَحبُّوا روحَك
لا تدعْ جسدي يستحيل إلى ديدان
إنّي أضرعُ إليكَ لا تدعْني أسقط في التلف
عندما تراني الديدانُ وتعرفُني دعْها تسقط على بطونِها
واجعلِ الخوفَ منّي يُرعبُها
دعِ الحياةَ تبزغُ مِن الموت، لا تدعِ الإنحلالَ يصنع نهايةً لي
لا تدعِ المُتلِفات بأشكالِها المتعدّدة تأتي إليّ
بإمرتِكَ يا مولى الآلهة سوف أعيش
سوف أعيش، سوف أنبت، سوف أستيقظ بسلام
مُقلتي لن تُتلف، ملامحي لن تتلاشى، أُذناي لن تُصابا بالصمم
رأسي لن يُفصَل عن عُنُقي، لساني لن يؤخذ بعيداً منّي
شعرُ رأسي لن يُقصّ، حاجباي لن يتساقط شعرُهما
ما مِن شرٍّ سينال منّي".
5 ـ "ذراعُ الطفل تنامت وصارت قويّة
يغتبطُ مجمعُ الآلهة لمجيء حوريس بن أوزيريس
مبتهجون لمجيء حوريس بن أوزيريس
ثابتُ الجنان ومنصور إبن إيزيس".
0 comments:
إرسال تعليق