صراع حضارات ام صراع ثقافات/ لطيف شاكر

نكذب علي انفسنا اذا قلنا ان مايحدث الان بين الاسلام الوهابي  والغرب  صراع حضارات, فالحضارة هي ماتقدمه من خدمات ورفاهية  للبشر  من ابداع  وعلوم متقدمة وفنون وانتاج وثقافة  وفكر .والقول  انه صراع حضارات يعنى وجود حضارات مختلفة متقاربة تمتلك القوة والأدوات التى تسمح لها بالصراع ولكن الواقع لا يقول هذا فليس هناك وجه للمقارنة بين الحضارة الغربية والاسلامية فنحن أمام حضارة غربية متفردة بكل تمظهراتها وحضورها ممتلكة كل وسائل القوة والإزدهار , وحضارة اخرى باهتة ليس لها أى حضور أو ملامح أو فعل لتقدر على المنازلة هذا إذا إعتبرنا الحضارات تتصارع وتنازل .. أين الصراع بين قطب يمتلك حضارة بكل مقوماتها ومفرداتها وحيويتها وزخمها وقطب آخر يعيش فى ظلال تلك الحضارة وإبتعاده عن تلك الظلال يعنى موته وإضمحلاله وإنقراضه .. قطب قوى ينتج ويبدع وقطب آخر يعيش على التطفل وإستهلاك منتجات الحضارة الغربية للدرجة إعتماده على رغيف خبزة حتي ملابسه الداخلية
يقول ابن خلدون (320 هجري) في هذا الصدد واصفا احوال قبائل البدو الغازية:" لم تكن لهم معرفة بالعلوم " لمقتضى احوال السذاجة والبداوة" ولان القوم عندئذ لم يعرفوا امر التعليم والتأليف والتدوي"، (المقدمة، طبعة بولاق، ص13-12). وبصدد الحالة الحضارية للعرب في ذلك الوقت فيقول:" العرب أمة وحشية، أهل نهب وعبث، وإذا تغلبوا على أوطان أسرع اليها الخراب، يهدمون الصروح والمباني ليأخذوا حجارتها أثافي للقدور، ويخربون السقوف ليعمروا بها خيامهم، وليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد، وأنهم أبعد الناس عن العلوم والصناعات".
وابن خلدون هو العملاق الذي لاحظ عدم وجود علاقة بين الاسلام والحضارة حيث يقول: " العقل معزول عن الشرع وانظاره" ( مقدمة ابن خلدون، دار الكتاب اللبناني، ص 892).
لكن  مجازا يمكن القول انه  صراع ثقافات   والثقافة طريقة ومنهج تفكير وسلوك وتعاطى الإنسان مع الحياة بمنظور فكرى والفرق بينهما ان الثقافة الغربية   تحوي الدين  وهو احدي روافده ومختلف الانشطة الفكرية والمادية  الاخري اما  الثقافة الاسلامية تعتبر الدين يشمل الثقافة  وكل العلوم  المختلفة والاختراعات حتي النووية وعلوم الفضاء  والتكنولوجية والعلوم المستقبلية
الثقافة الاسلامية  يتمسك بالنصوص المقدسة بالنسبة له  واقصاء الاخر وماينتج عنه من قتل وتخريب وتدمير فظل حكم شمولي ديكتاتوري والغرب يقكر ويبدع وبعمل ويقبل النقد والتعديل والتحسين من اجل الافضل في ظل حكم علماني  ليبرالي

فالمسلم الوهابي  يؤمن ان :
1-عقيدته نطقت بالحقيقة المطلقة الاولي والاخيرة
2-اعتقاده بان شريعته تقدم الاجوبة    والحلول لكل الاسئلة الشائكة والمشكلات المعاصرة  
3-نصوره بان كتابه ينطوي علي العلم بكل شئ بحيث لايبقي للخلف مايقوله ويدعي ان المعارف المنتجه من الجامعات الغربية لها اصول في القران
4-اعتقاد المسلم بان امته خير امة اخرجت للناس والباقون كفارلذا فهم محل اقصاء رمزي او جسد
الثقافة الاسلامية  تتمسك بالنصوص المقدسة مع اقصاء  الاخر وماينتج عنه من قتل وتخريب وتدمير في ظل حكم شمولي ديكتاتوري والغرب يقكر ويبدع وبعمل ويقبل النقد والتعديل والتحسين من اجل الافضل في ظل حكم علماني  ليبرالي
يقول د.سيار الجميل.
المشكلة في انهيار مستويات التمدن أمام شراسة ثقافة التخلف واستبداد شريعة الغاب، تحت مسميات جميلة.. فلقد سرقوا تلك "المسميات"، لكنهم مهما حاولوا الترقيع بمسميات حداثوية، فهم مساهمون في خلق العنف والغلو والتطرف، ناهيكم عن التسييس الطائفي ومحاربة العصر  
هذا التعريف يحمل المفهوم العلمانى للثقافة الذى يجعل الدين جزء من الثقافة العلمانية الجزئية بعكس الثقافة الاسلامية  التى تجعل الدين يشمل جميع شئون الحياة بما فيها مفاهيم الثقافة ومفاهيم الحضارة
وفى سنة1871م قام المفكر البريطانى ادوارد ب تيلور بوضع تعريفه المعروف الذى جعل الدين المسيحى جزء من الثقافة العلمانية فى أوربا حيث قال (الثقافة مركب معقد يشمل المعرفة والاعتقاد الدينى والفن والقانون والتعاليم الاخلاقية والعادات  واى مقدرات مكتسبة بواسطة الفرد بوصفه عضوا فى المجتمع)
ولم تجد الثفافة الاسلامية ابداعا او فكرا او ادني مقومات للثقافة الحديثة فألتجات الي الجهاد او هدم حضارات الغير (هدم تمثال بوذا من 2500 سنة ومحاولة هدم الاهرام وابو الهول والمجمع العلمي) 

و هنتجتون وصف الاسلام الارهابي او الوهابي وصفا دقيقا في كتابه صراع الحضارات المترجم الي 40 لغة
اولا:الإسلام يمجد القتال وقد انتشر بالسيف، ونبى الإسلام محمد كان مقاتلا وقائدا عسكريا ماهرا.
 ثانيا: تعاليم الإسلام تنادى بقتال غير المؤمنين، كما أن مفهوم اللاعنف غائب عن الفكر والممارسة الإسلامية، ومن الواضح جدا أن هناك صلة بين الإسلام وسياسة الاستعداد العسكري.
ثالثا:أنتشار الإسلام وضع المسلمين في احتكاك مباشر مع شعوب مختلفة، وظل ميراث هذه الاحتكاكات موجودا.
رابعا: عند المسلمين عدم القابلية لهضم غير المسلمين، وهي لها وجهان، الدول الإسلامية لها مشكلات مع الأقليات غير المسلمة، وكذلك الحال بالنسبة للأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية.
خامسا:الإسلام عقيدة مستبدة تمزح بين الدين والسياسة ويضع حدا فاصلا بين دار الإسلام ودار الحرب.
سادسا: الانفجار السكانى والفقر والفساد والاستبداد في الدول الإسلامية.
سابعا:عبر العالم الإسلامي، خاصة فيما بين العرب، يوجد احساس قوى من الحزن والاستياء والحسد والعدوانية تجاه الغرب وثروته وقوته وثقافته

والجهاد فريضة مثل الحج والصوم والصلاة  وهو متنوع  حسب  انظمة  ومناخ الدول الغربية ورغم تنوعه الا ان الهدف واحد  وانواعه:

-الجهاد العنيف هو مبدأ رئيسي في الإسلام. أكد نبي الإسلام مرارا وتكرارا أنه لا يوجد شيء أفضل وأنبل للمسلم من أن يشترك في حروب الجهاد (البخاري، الإيمان ؛ مسلم،). إدعى أن الانخراط في حروب الجهاد هو أفضل من الصلاة والصوم والحج. وحذر المسلمين الذين لم يشاركوا في حروب الجهاد من العقاب (أبو داود، الجنائز). وعلّم أن المسلمين الذين يقاتلون في معارك الجهاد سيكافؤون بمرتبة أعلى وأرفع في الجنة الإسلامية (النساء ؛ مسلم، الإمارة). 
-بالمال البترودلاري من السعودية وبلاد الخليج وبناء المراكز الاسلامية  وانشاء  اقسام وكراسي  في الجامعات الكبري والجوامع والمدارس والكليات لبث الاسلام الوهابي
-بالنصوص المسالمة والتفاسير الكاذبة والملفقة  من خلال التعليم في المدارس او الميديا ويقود هذه الحركة الازهر والمعاهد الدينية التابعة له

وهدف الجهاد الارهابي  هو تطبيق الشريعة  الاسلامية  والحدود  واسلمة  كل دول العالم واقامة دولة الخلافة الاسلامية 
و شعارهم  في سبيل الوصول الي ذلك  : الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا
ويقسموا العالم   الي دار اسلام ودار حرب ولايعترفوا بحدود الوطن الجغرافية فكل العالم مسجد طهور لابد التخلص من الكفار سكان البلاد التي تدخل ضمن دار الحرب
والجهاد صنفان  :داعيةيكفر ويهدد وجهادي يقتل ويدمر تطبيقا لفتوي الداعية ويمكن للبعض ان يكون الاثنان   
ان الفقهاء قادرون علي تبرير ابشع الجرائم الاخلاقية (بوركارت)
 "لا يفعل الرجال تمام الشر بابتهاج إلا عندما يفعلونه عن اعتقاد ديني ( باسكال )
لطيف شاكر
كيهك / ديسمبر .
يتبع


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق