قيلَ: سيذزفُ مرارةَ الغربة
مَن نشأَ في بلادٍ مكسورٌ جناحُها الإقتصاديّ
ومكسورٌ جناحُها الأمنيّ
مثلنا نحن المغتربين ذاقَ فقيدُنا
فقيدُ الكلمةِ والفكر
الدكتور عقيل الشيخ حسين
مرارةَ الغربة
ولأنّه أكثر عناداً، وربّما أكثر عشقاً
ذهبَ إلى الأقصى
إلى نبضِ حياته البكر
في عيترون ـ جنوب لبنان
عند الحدود مع فلسطين المحتلّة
حيثُ مرابع الذاكرةِ الأولى والتفتّح الأوّل
وحيث فارقَ هذا العالم.
**
عقيلُ الشيخ حسين، إبنُ جبل عامل
كثيراً عرفتْهُ عيترون جذراً فلاّحيّاً وطيراً مغرِّداً
تتلمذَ على حفيفِ أوراقِ الشجر
قضى سنوات مدرِّساً، ليحطَّ به تجوال
جامعيّاً في باريس
قبلَ العودةِ نهائيَّاً إلى أحضانِ الوطنِ الأمّ
وأينما حلَّ ظلَّ بعينَيه
أو بعينَي عقله، أو بعينَي قلبه
يرى إلى المهمَّشين والمقهورين
نصيراً على المستكبِرين والفاسدين
يرى إلى مزارعي التبغ، وإلى الحصّادين
ومَن يزرعون ولا يأكلون
شراراتٍ تُشعلُ هشيمَ الذين يحوزون
عقيلُ الشيخ حسين زمانُ مقتبلِ العمرِ الأجمل.
**
الفارسُ لا بدَّ أخيراً أن يترجَّل
الدكتور عقيل الشيخ حسين
يفتقدُه المحبُّون اعترافاً جميلاً
باختلافِه وصدقِه ويقينِه
أنّ الإيمان "عقدٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح"
كتبتْ له السيّدةُ ليلى خليفة تقول:
"يا راحلاً عنَّا وباقٍ فينا
ستبقى ما بقينا حيَّاً فينا"
وكتبَ الدكتور فوزي أيّوب:
"أيّها الجنوبيّ المتجلبب
بصخورِ جبلِ "كْحيل"
"يا فقيدَ الأحلامِ المُجهَضة"
وكتبَ الأستاذ عدنان غول:
"كان زاهداً في الدنيا التي لم تنصفْهُ
وقد كان فيها مُجاهِداً ومُتأمِّلاً"
الدكتور عقيلُ الشيخ حسين
عيترون الصخرة.
ـ يومَ ذكرى أسبوع الراحل د. عقيل الشيخ حسين.
Shawki1@optusnet.com.au
عرفتي بعقيل الشيخ حسين تعود إلى أيام الدراسة الإبتدائية ,إفترقنا بعدها لنعود ونلتقي كوننا نعمل في إطار سلك التعليم في وزارة التربية ,لنفترق من جديد وبعد عقد ونصف من الزمن إلتقينا في حقل التعليم ولكن هذه المرة في الجامعة اللبنانية ,كنا نتحاور أتفق معه وأختلف في الوقت ذاته ,وبظهور الفيسبوك جرت بيني وبينه حوارات حول بعض القضايا الوطنية والرؤية للخروج من الأزمة الإجتماعية ببعدها الإقتصادي ,فلم أكن أتفق معه فكانت رؤيته مختلفة عن رؤيتي ,لكن الحوار معه ممتع ومريح رغم الإختلاف في الرأي .يمكنني القول أن عقيل الشيخ حسين شخصية مميزة ومن الأشخاص الذين يتركون أثرا بعد رحيلهم عن هذه الدنيا .
ردحذف