ظلمُ ذوي القربى/ شوقي مسلماني

 


"حين تكون معارضاً إحرص ألاّ تبدو مأجوراً". 

**

أمرٌ خطير أن يدعو "معارض عربي" جميعَ قوى المعارضة السوريّة، مرّة،  إلى "إغراء" الغرب من أجل التدخّل عسكرياً "لإزالة بشّار الأسد"، وليس هذا الإغراء سوى إعلان الإستعداد للتخلّي والتنازل عن الجولان!. وهو كتب غير متجّنين عليه: "إذا كان العنصر المُتعلّق بالجولان وكيفيّة إستعادته واحداً من الأسباب التي تُضعف "إغراء" العالم وجب على الثورة أن يكون لها قولها الصريح والواضح والمُطمئِن في أمر استعادة الجولان.. وطيّ صفحة الحروب"!. والمجلس الوطني السوري، وبلسان رئيسه السابق د. برهان غليون، صرّح علناً ومراراً أنّه "سيستعيد"  الجولان بالمفاوضات "فقط"، فلماذا كتب "المعارض العربي" أنّه "على الثورة أن يكون لها قولها الصريح والواضح والمُطمئِن في أمر استعادة الجولان".. و"طيّ صفحة الحروب"؟. لماذا يريد من المعارضة السوريّة أن تكون صريحة وواضحة ومطمئنة؟ وبأي شأن غير نسيان الجولان؟. وإلى اليوم، وبعد هزيمة مشروع التدمير الشامل، لا يزال ذاك "المعارض العربي" على حاله، ولكِ يا فلسطين، ولك يا جولان، ولكم يا أجيال العرب "ربّ" يحميكم. 

**

وبعض المعارضة السوريّة عاب في حينٍ على "النظام السوري" مفاوضاته الدبلوماسيّة لإسترجاع الجولان المحتلّ، وعليه لا بدّ أن يكون له كلام مغاير لكلام "المجلس الوطني السّوري" المعارض بتكراره بإستعادة الجولان ـ الأرض العربيّة ـ السوريّة المحتلّه من دولة الكيان الصهيوني ـ  بالدبلوماسيّة "فقط"، أي تمام ما سبق ورفضته المعارضة من النظام الذي لم يُسقط أصلاً مبدأ "إستعادة الجولان بالقوّة"، وإلى اليوم لم يقولوا: لحسْنا كلامْنا ونحن طلاّب سُلطهْ "فقط"!.   

**

كريمٌ، وأشرقتْ وجوهٌ وأظلمتْ وجوه. 

**

وكتب الأستاذ إبراهيم الأمين حول "قمّة النذالة": "لأن حال هؤلاء القذرين لم يتغيّر.. لا بأس من إسماعهم ما قال الشاعر مظفّر قبل نصف قرن: "أولاد القحبة، من باع فلسطين سوى قائمة الشحّاذين على عتبات الحكّام ومائدة الدول الكبرى؟، أولاد القحبة  لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم، أنّ حظيرة خنزير أطهر من أطهركم. الآن أعرّيكم في كلّ عواصم هذا الوطن العربيّ، قتلتم فرحي، في كلّ زقاق أجد الأزلام أمامي، أصبحت أحاذر حتى الهاتف، حتى الحيطان وحتى الأطفال. أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم.. يا شرفاء المهزومين ويا حكّام المهزومين.. ما أوسخنا، ما أوسخنا، ما أوسخنا،  ونكابر،  ما أوسخنا، لا أستثني أحدا. هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكيّة هذا وطن أم مبغى؟، ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام مشاريع السلم  وشرب الأنخاب مع السافل .. أصرخ فيكم إن كنتم عرباً، بشراً، حيوانات..  فالذئبة، حتى الذئبة، تحرس نطفتها، والكلبة تحرس نطفتها، والنملة تعتزّ بثقب الأرض. لن تتلقّح تلك الأرض بغير اللغة العربيّة.. يا أمراء الغزو فموتوا.. سيكون خراباً، سيكون خراباً، سيكون خراباً..". 

**

وترجمتُ للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قوله يومها: "من يملك الذهب يسنّ القوانين". 

**

ما شاهده وسمعه في برنامج "يوتيوبي" جعله يقول إنّ "إسرائيل"  تحتلّ فلسطين وتقتل وتشرِّد شعب فلسطين.. والرئيس الأميركي "الآدمي"، وكلّ رئيس أميركي عموماً "آدمي"، وإبن "آدمي"، نقلاً، ولكن ليس على ذمّته، يمتدح ديمقراطيّة ومدنيّة وإنسانيّة وعدالة وحضارة ومنارة "إسرائيل" ـ الواحة في صحراء المشرق وبلدان المنطقة ككلّ، وكذلك يفعل بعضُ جوقة عشّاق الكاز والغاز، فهم ليسوا أقلّ خجلاً.. ويا شعب فلسطين: "ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة" أيضاً فعلاً.  

**

وثائقي باللغة الإنكليزيّة يسلّط الضوء على  شخصيّة الرئيس العراقي السابق صدّام  حسين: منذ طفولته إلى إستلامه الحكم.. إلى الحرب على  إيران وغزو الكويت.. فإلى "عاصفة الصحراء" و"11 أيلول ـ سبتمبر"  و"أسلحة الدمار الشامل".. ثمّ إلى الغزو الأمريكي للعراق.. وإلقاء القبض على صدّام.. وسؤال بوش الإبن لمن يحيط به في البيت الأبيض عمّا يمكن أن يفعله بصدّام حسين الأسير؟، ليرفع أخيراً إبهام يمينه، شادّاً باقي الأصابع إلى كفّه.. على اقتراح بحكم الإعدام شنقاً ـ حكموا على صدّام حسين بالشنق في واشنطن لا في بغداد ـ وعدا طبعاً ألفاظ كلّ من شارك في هذا الوثائقي.. ومنها مثالاً لا حصراً: "المجرم صدّام"، "الديكتاتور صدّام"، "قاتل شعبه بالكيمياوي"، و"زير النساء"، فالوثائقي ينتهي بمشاهد رومانسيّة عن عودة الحياة الطبيعيّة الهانئة والحريّة والوئام والوفاق والسلام والأمان للعراق ولشعب العراق الذي بات يقصد الأسواق ـ والوثائقي يحرص على إظهار هذه الأسواق نظيفة وسياحيّة جدّاً ـ ويرتاد معارضِ الكتب والحريّة!. وإسم هذا الوثائقي ـ البروباغاندا بصراحة ـ لمن يريد أن يشاهد صناعة الكذب والدجل بالصوت والصورة  ـ هو: "Saddam" ـ صدّام. 

**

و"نشكر الله على نعمة الإسلام أم نشكره على لعنة الإسلام؟. نشكره على نعمة الإسلام، وألف ألف ألف لعنة على كلّ مَن يجعل الإسلام.. لعنة". 

"كلّ ما هو بين مزدوجين صغيرين مترجم أو منقول ومرّات بتصرّف".  

Shawkimoselmani1957@gmail.com 



CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق