( إلى مُحبّة الحُسين الكبيرة : والدتي )
1ـ أغرقتمْ غُصنَ الزيتونِ بدمعةِ عينِ النهرِ الجاري
ما جفّتْ إلاّ لتفجّرَ عيناً تتأجّجُ جْمرا
هذا المسرحُ يبقى مفتوحا
لمسيلِ دماءِ عيونٍ قرحى
تذوى فيها وَقْداتُ الحَدَقاتِ الحُمْرِ
الناسُ نيامُ
وجهٌ آخرُ للّونِ الأخضرِ في طبعةِ جذرِالزيتونِ
الأمّةُ أُمٌّ كُبرى
تتناسلُ بالنكبةِ جيلاً جيلاً
تتحكّمُ فيها أقمارٌ ساقطةٌ مَدّاً ـ جَزْرا
ما فيها إلاّ أنفاس ترابِ مقابرِ أهلي
شَمّاً شَمّا
تملآُ صدري بعويلٍ لا يَشفى
فيها ليلٌ يتساقطُ كِسفاً كِسفا
فيها جسدٌ يتمزّقُ أشلاءَ
ما زالَ يدقُّ جدارَ الصمتِ بكّفِ الموتِ المَكسورِ
ويُقدّمُ قُربانا
للماشي أميالا.
2ـ الكونُ الكوكبُ مُذْ أَزَلٍ
دوّارٌ بمصيرِ الإنسانِ صعوداً ونزولا
الأرضُ تدورُ بقدرةِ نزفِ الشريانٍ المشدوخِ
حيناً في رأسٍ محزوزِ
وتُحرّكُ رأساً يسعى للثارِ
سقطتْ أسنانُ الطاحونِ الثرثارِ
أسقطها طاغوتٌ جبّارُ ...
أتذكّرها
أتذكّرُ طقسَ هطولِ غيومِ الأحزانِ :
راياتٍ سُودا
وحصاناً يجري
يصهلُ يقدحُ بالحافرِ نارا
يبحثُ عن فارسهِ بين القتلى
وتشابيهَ مُدجّجةً وسيوفاً حُمْرا
تُنشِبُ في صدري رأسَيْ سهمٍ مسمومِ
رَحَلتْ في هذا الطقسِ العاشوري
لَفَظتْ أنفاسَ نِفاسي قبلي
شيّعها الناعونَ وكنتُ شهيدَ النعشِ المحمولِ
فارقتِ الدمعةُ نارَ أُمومةِ عينيها
حَمَلتْ معها رأساً محزوزا
آخرَ في " لالَشِ سِنْجارٍ " مقطوعا
ترفَعُهُ مِئذنةٌ في المَوْصِلِ حدْباءُ
يقرأُ قُرآناً عَرَبيّا
يصرخُ يا ويلَ طفوفِ بلاءِ الكرِّ
قتلوا فيهِ إيحاءَ الجَدِّ رسولا
قتلوهُ عليّاً وحُسينا
فاتّقَدَتْ أرضٌ في الطفِّ شموعا
...
الأرضُ الدوّارةُ أُمُّ ثكلى
تتغطّى بالحُزنِ الأسودِ أعلاما.
0 comments:
إرسال تعليق