اني أجد نفسي مضطرا أن أقول بأن ما نعمله هو الحق, وان الحق لا بد ان ينتصر في النهاية.
نتيجة لهذا الصراع العنيف بين العقائد الدينية , وبين الفكر العلمي المتحرر , اتخذت الفلسفة اتجاهين مختلفين احداهما الاتجاه الروحي وألاخر الاتجاه المادي ,وتنضوي تحت هذين القسمين الرئيسيين مدارس متعددة من التكفير الفلسفي . أما الفلسفة التي جاء بها أنطون سعادة فهي الفلسفة القومية الاجتماعية التي هي الفلسفة المدرحية الحديثة .
في اوروبا نشبت حروب طائفية ذهب ضحيتها الملايين الى ان انتصر اصحاب الفكر العلمي المتحرر . والتاريخ الاسلامي المحمدي لا يختلف عن غيره في الحروب الدينية فهو مليئ بالذبح ودحرجة الرؤوس.
ان صراعنا يزداد مع تزايد المؤسسات الدينية المتطرفة . نحن نؤمن بأن الدين فلسفة روحية ثقافية وان الرسالة المحمدية رسالة محبة وسلام وليست رسالة شريرة , ولكن فلتان الامور والانقسامات والمؤامرات بين المسلمين المحمديين من اجل الخلافة والمناصب ادى الى ما نحن عليه ونعاني منه اليوم لان النبي محمد نفذ ما امره به الله ولكنه لم يستطيع ان ينتزع منهم الفكر القبلي والنزعات الفردية وخاصة في ارض الجزيرة العربية الصحراء حتى بات لكل عشرة مسلمين مسجد وامام يفتي بهم كما يحلو له وكل امام مسجد يحرض على امام المسجد ألاخر و كل طائفة تكفر الاخرى والامام ( رجل الدين) يحلل قتل الآخرين , واصبح الرجل الدين يعطي الحق لنفسه باسم الدين ان يتدخل في السياسة وشؤون الدولة , وقد تحول الرجل الدين من رجل يحمل فكر فلسفة روحية ثقافية الى سياسي وتاجر والسعي من اجل المنافع الخاصة الدنياوية وبدلا من ان يسلك طريق الجنة بدأ يسلك طريق البنك الامريكي الصهيوني والمتصهين . لقد صدرت فتاوي من رجال دين يحللوا التعامل مع العدو الاسرائيلي المحتل لفلسطين وبيت المقدس . ويكفروا من ليس معهم وقتل من هو من غير طائفة ومن غير دين وحللوا سبي النساء واغتصابهن , حللوا جهاد النكاح واللواط من ذكر لذكر اذ لم تتوفر الامراءة او النعجة اي البهيمة , نقلوا الدعارة الى الاخرة لعند الله بحجة ان لكل شهيد 70 فتاة من الحوري عين , وحور تعني العنب وعين تعني الصافي او النقي وليس النساء .
ان كل هذه الفتاوي والاحاديث قد نسبوها للنبي والنبي بريئ منهم ومن هذه الفتاوي . اعطوا لانفسهم الحق ان يحاسبوا العباد بدلا من الله و ان يحرموا على الناس ويحللوا لانفسهم باعتبار انهم أكفأ من الله وان الله عاجز على ان يسيطر على عباده فأحالوه على التقاعد
نحن دعاة فكر متحرر ونحترم الدين ولكن نفصله عن السياسة . مهمتنا ان نؤسس الدولة القومية التي تجمع بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن
طوائفهم . يقول سعادة في مقالة بعنوان : يفتون بالشقاق ويدعون الوطنية ما يلي : متى تحولت العقائد الدينية الخالصة الرامية الى تقوية نفسية الانسان وتقريبه الى عمل الخير لنفسه ولابناء مجتمعه ومن تحصل له علاقة وثيقة بهم , الى تعليم يزرع البغض بين ابناء الجنس والوطن وينمي الحقد ويرمي الى سيادة بعض ابناء الامة الاجتماعية على حساب عبودية البعض ألآخر من أبنائها فقد فسد الدين واختلطت العقائد واحتاج المجتمع الذي اصيب بهذه البلبلة الى هداية جديدة واصلاح نفسي واسع . لا يوجد في العصر الحاضر مجتمع من مجتمعات العالم المتمدن أشد نكبة بفساد الدين واختلال العقائد من المجتمع السوري الذي نهشت قلبه الاحقاد الدينية المتنوعة , وافسد دمه مكروب الافتاء المضلل , حتى عميت البصائر وذهبت الفضائل من الكرامة والوفاء والعز القومي , وحلت محلها الرزائل من المكر و الخديعة والغدر , فتمزقت العصبة السورية واستولى الاجانب على وطنها واكلوا حقوقها والمفتون الجهال لا يفتأون كلما نامت فتنة أيقظوا فتنة اخرى يرمون قومهم في نارها . تهلك من هذه الفئة تارة , وطورا تهلك من تلك الفئة . وكلما هلك فريق هلل الفريق الآخر أو كبر , وما يهللون او يكبرون الا لخراب وطنهم وذهاب عزمهم وتسلط الاجنبي عليهم . جاءت المسيحية بتعليم المحبة والتساهل وتقريب الانسان من اخيه الانسان , واقناع كل واحد اقناعا لا اكراه فيه, مع وجوب مجاهدة الذين يقاومون التعليم الجديد مجاهدة لا تبلغ حد الاكراه والاذلال, لان المسيحية نشأت والامة السورية في بيئة عريقة في التمدن والتحضر. كانت اليهودية تحاول وقف سيرها التمدني بتعاليمها وشرائعها الجامدة . وجاءت الرسالة المحمدية بتعليم القضاء على عبادة الاصنام , وبتشريع يرفع الناس من عادات الوحشية الجاهلية في حياة البدو في شبه الجزيرة العربية الى شعب يصنع لنفسه حياة حضارية تمدنية وبناء مجتمع راقي بعيدا عن النبذات القبلية والعادات الوحشية الجاهلية وبالدعوة الى الله واستعمال الاقناع مع اهل التمدن ( الذين وصفهم الله بأهل الكتاب ) الذين جاءت فيهم ألآية الكريمة وجادلهم بالتي هي أحسن من غير اكراه ولا اذلال , واما استعمال العنف والقوة كان مع اهل التوحش وعبدة الاصنام والاصنام ومع الذين أخذوا عادات التوحش في بيئة بعيدة عن التمدن وخصوصا اليهود الذين لم تصل تعاليم دينهم الى التمدن الصحيح , فقاموا ينافقون مع النبي محمد وعاملين على ابطال دعوته بالقوة الوحشية التي لاوازع لها من حق او شرع
في بداية نشؤ سعادة بطلته الشبابية في العقد الثاني من القرن العشرين وقبل تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حذر من الطائفية المذهبية التي حلت على الامة مع ويلات المؤامرات الخارجية التي تراكمت علينا من عام 1916 معاهدة سايكس بيكو و1917 وعد بلفور , كشف فيه حقيقة اطماع الدول الاستعمارية للامة السورية ووضع الخطة العملية لانقاذها ونهضتها فبدأ بتأسيس الحزب في 16 تشرين الثاني عام 1932 . وفي رسالة ارسلها سعادة من خلف قضبان سجن الرمل في عهد الاستعمار الفرنسي في 10 ديسمبر ( كانون الاول ) عام 1935 الى المحامي الاستاذ حميد فرنجية الذي كان احد المحاميين الذين تقدموا للدفاع عن الزعيم سعادة في الدعوة الاولى في المحكمة المختلطة , التي تعني المحكمة الفرنسية , يتحدث عن الاسباب التي دفعته لانشاء الحزب فيقول : كنت حدثا اي فتى ابن عشر سنوات , عندما نشبت الحرب الكبرى سنة 1914 ولكني كنت بدأت اشعر وادرك . وكان اول ما تبادر الى ذهني , وقد شاهدت وشعرت بما شعرت وذقت ما ذقت مما مني به شعبي , سألت نفسي ما الذي جلب على شعبي هذا الويل ؟ ومنذ وضعت الحرب اوزارها أخذت أبحث عن جواب لهذا السؤال وحل للمعضلة السياسية المزمنة التي تدفع شعبي من ضيق الى ضيق فلا تنقذه من جب الا لتوقعه في جب ( البئر) سافرت عام 1920 وقد بعثت الاحقاد المذهبية من مراقدها والامة لما تدفن اشلأها ولم تكن الحال في المهجر أحسن الا قليلا فقد فعلت الدعوات فعلها في المهاجرين فانقسموا شيعا شيعا اي طوائف .أليس كلام الفيلسوف المؤمن أنطون سعاده كأنه يقال الآن ؟ وهل نستمر في عصبياتنا الطائقية أم نستبدلها بفكر ونظام القومي الذي يدفعنا الى محبة جميع ابناء شعبنا والى العمل في سبيل تحقيق مصلحة امتنا ؟ ألا نتحمل نحن المهاجرين مسؤولية كبرى في احتضان بعضنا البعض لمساعدة وطننا وامتنا بكل ما لدينا من القوى ؟
ما اروع ما قاله المعلم سعاده في هذا المجال : ان كل أبناء الامة من سوري وسورية يغاران فعلا على شرف قوميتهما ومصلحة شعبهما ورفاهية وطنهما يجب ان يعلما أن امانيهما لخير امتهما ووطنهما لا تتحقق بالتفرقة والكسل واللامبالات ولا بمجرد التمني , بل بدرس القضية القومية الاجتماعية المقدسة درسا صحيحا في مبادئها التي نشأت عليها وبالقيام بالواجب نحو هذه القضية , وبمحاربة دجالي الوطنية والادب والطائفيين ومشعوذي العلم والفن والاعلام والسياسة الغوغائية . بهذه الطريقة يتم الوعي القومي وتخلص الامة من قضية الحزبيات الدينية التعصبية الملية ومن مظالم الاقطاعية , فتقف صفوفا واحدة مرتبة بين صفوف الامم الباقية وفي مقدمة هذه الامم جميعها بما لها من مثل عليا فائقة الجمال وفضل على الثقافة والتمدن الانسانيين . يا أبناء الوطن يا ابناء الامة السورية المقيمون والمهاجرون ارحموا أنفسكم وعيالكم وذريتكم يرحمكم الله والتاريخ . أنبذوا الذين يريدون بكم شقاقا , والتفوا حول الذين يريدون بكم وفاقا , وتعالوا الى كلمة تجمع شملنا وتعيد الينا وطننا واهلنا وقوميتنا وعزنا وكرامتنا وحقوقنا ومصالحنا القومية الاجتماعية التي هي رابطة كل سوري وسورية , ورابطة الاجيال السورية الماضية والحاضرة والمقبلة . ايها السوريون انصروا قوميتكم وتعصبوا لها فهى مبدأكم ومعادكم في الدنيا وبها تنتصرون وتنالون المجد والهناء وراحة البال والبدن في الدنيا الابدية ايضا .
الحزب السوري القومي الاجتماعي
مفوضية سيدني المستقلة : بمناسبة عيد اول آذار مولد المعلم والفيلسوف انطون سعاده
الرفيق موسى مرعي
نتيجة لهذا الصراع العنيف بين العقائد الدينية , وبين الفكر العلمي المتحرر , اتخذت الفلسفة اتجاهين مختلفين احداهما الاتجاه الروحي وألاخر الاتجاه المادي ,وتنضوي تحت هذين القسمين الرئيسيين مدارس متعددة من التكفير الفلسفي . أما الفلسفة التي جاء بها أنطون سعادة فهي الفلسفة القومية الاجتماعية التي هي الفلسفة المدرحية الحديثة .
في اوروبا نشبت حروب طائفية ذهب ضحيتها الملايين الى ان انتصر اصحاب الفكر العلمي المتحرر . والتاريخ الاسلامي المحمدي لا يختلف عن غيره في الحروب الدينية فهو مليئ بالذبح ودحرجة الرؤوس.
ان صراعنا يزداد مع تزايد المؤسسات الدينية المتطرفة . نحن نؤمن بأن الدين فلسفة روحية ثقافية وان الرسالة المحمدية رسالة محبة وسلام وليست رسالة شريرة , ولكن فلتان الامور والانقسامات والمؤامرات بين المسلمين المحمديين من اجل الخلافة والمناصب ادى الى ما نحن عليه ونعاني منه اليوم لان النبي محمد نفذ ما امره به الله ولكنه لم يستطيع ان ينتزع منهم الفكر القبلي والنزعات الفردية وخاصة في ارض الجزيرة العربية الصحراء حتى بات لكل عشرة مسلمين مسجد وامام يفتي بهم كما يحلو له وكل امام مسجد يحرض على امام المسجد ألاخر و كل طائفة تكفر الاخرى والامام ( رجل الدين) يحلل قتل الآخرين , واصبح الرجل الدين يعطي الحق لنفسه باسم الدين ان يتدخل في السياسة وشؤون الدولة , وقد تحول الرجل الدين من رجل يحمل فكر فلسفة روحية ثقافية الى سياسي وتاجر والسعي من اجل المنافع الخاصة الدنياوية وبدلا من ان يسلك طريق الجنة بدأ يسلك طريق البنك الامريكي الصهيوني والمتصهين . لقد صدرت فتاوي من رجال دين يحللوا التعامل مع العدو الاسرائيلي المحتل لفلسطين وبيت المقدس . ويكفروا من ليس معهم وقتل من هو من غير طائفة ومن غير دين وحللوا سبي النساء واغتصابهن , حللوا جهاد النكاح واللواط من ذكر لذكر اذ لم تتوفر الامراءة او النعجة اي البهيمة , نقلوا الدعارة الى الاخرة لعند الله بحجة ان لكل شهيد 70 فتاة من الحوري عين , وحور تعني العنب وعين تعني الصافي او النقي وليس النساء .
ان كل هذه الفتاوي والاحاديث قد نسبوها للنبي والنبي بريئ منهم ومن هذه الفتاوي . اعطوا لانفسهم الحق ان يحاسبوا العباد بدلا من الله و ان يحرموا على الناس ويحللوا لانفسهم باعتبار انهم أكفأ من الله وان الله عاجز على ان يسيطر على عباده فأحالوه على التقاعد
نحن دعاة فكر متحرر ونحترم الدين ولكن نفصله عن السياسة . مهمتنا ان نؤسس الدولة القومية التي تجمع بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن
طوائفهم . يقول سعادة في مقالة بعنوان : يفتون بالشقاق ويدعون الوطنية ما يلي : متى تحولت العقائد الدينية الخالصة الرامية الى تقوية نفسية الانسان وتقريبه الى عمل الخير لنفسه ولابناء مجتمعه ومن تحصل له علاقة وثيقة بهم , الى تعليم يزرع البغض بين ابناء الجنس والوطن وينمي الحقد ويرمي الى سيادة بعض ابناء الامة الاجتماعية على حساب عبودية البعض ألآخر من أبنائها فقد فسد الدين واختلطت العقائد واحتاج المجتمع الذي اصيب بهذه البلبلة الى هداية جديدة واصلاح نفسي واسع . لا يوجد في العصر الحاضر مجتمع من مجتمعات العالم المتمدن أشد نكبة بفساد الدين واختلال العقائد من المجتمع السوري الذي نهشت قلبه الاحقاد الدينية المتنوعة , وافسد دمه مكروب الافتاء المضلل , حتى عميت البصائر وذهبت الفضائل من الكرامة والوفاء والعز القومي , وحلت محلها الرزائل من المكر و الخديعة والغدر , فتمزقت العصبة السورية واستولى الاجانب على وطنها واكلوا حقوقها والمفتون الجهال لا يفتأون كلما نامت فتنة أيقظوا فتنة اخرى يرمون قومهم في نارها . تهلك من هذه الفئة تارة , وطورا تهلك من تلك الفئة . وكلما هلك فريق هلل الفريق الآخر أو كبر , وما يهللون او يكبرون الا لخراب وطنهم وذهاب عزمهم وتسلط الاجنبي عليهم . جاءت المسيحية بتعليم المحبة والتساهل وتقريب الانسان من اخيه الانسان , واقناع كل واحد اقناعا لا اكراه فيه, مع وجوب مجاهدة الذين يقاومون التعليم الجديد مجاهدة لا تبلغ حد الاكراه والاذلال, لان المسيحية نشأت والامة السورية في بيئة عريقة في التمدن والتحضر. كانت اليهودية تحاول وقف سيرها التمدني بتعاليمها وشرائعها الجامدة . وجاءت الرسالة المحمدية بتعليم القضاء على عبادة الاصنام , وبتشريع يرفع الناس من عادات الوحشية الجاهلية في حياة البدو في شبه الجزيرة العربية الى شعب يصنع لنفسه حياة حضارية تمدنية وبناء مجتمع راقي بعيدا عن النبذات القبلية والعادات الوحشية الجاهلية وبالدعوة الى الله واستعمال الاقناع مع اهل التمدن ( الذين وصفهم الله بأهل الكتاب ) الذين جاءت فيهم ألآية الكريمة وجادلهم بالتي هي أحسن من غير اكراه ولا اذلال , واما استعمال العنف والقوة كان مع اهل التوحش وعبدة الاصنام والاصنام ومع الذين أخذوا عادات التوحش في بيئة بعيدة عن التمدن وخصوصا اليهود الذين لم تصل تعاليم دينهم الى التمدن الصحيح , فقاموا ينافقون مع النبي محمد وعاملين على ابطال دعوته بالقوة الوحشية التي لاوازع لها من حق او شرع
في بداية نشؤ سعادة بطلته الشبابية في العقد الثاني من القرن العشرين وقبل تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حذر من الطائفية المذهبية التي حلت على الامة مع ويلات المؤامرات الخارجية التي تراكمت علينا من عام 1916 معاهدة سايكس بيكو و1917 وعد بلفور , كشف فيه حقيقة اطماع الدول الاستعمارية للامة السورية ووضع الخطة العملية لانقاذها ونهضتها فبدأ بتأسيس الحزب في 16 تشرين الثاني عام 1932 . وفي رسالة ارسلها سعادة من خلف قضبان سجن الرمل في عهد الاستعمار الفرنسي في 10 ديسمبر ( كانون الاول ) عام 1935 الى المحامي الاستاذ حميد فرنجية الذي كان احد المحاميين الذين تقدموا للدفاع عن الزعيم سعادة في الدعوة الاولى في المحكمة المختلطة , التي تعني المحكمة الفرنسية , يتحدث عن الاسباب التي دفعته لانشاء الحزب فيقول : كنت حدثا اي فتى ابن عشر سنوات , عندما نشبت الحرب الكبرى سنة 1914 ولكني كنت بدأت اشعر وادرك . وكان اول ما تبادر الى ذهني , وقد شاهدت وشعرت بما شعرت وذقت ما ذقت مما مني به شعبي , سألت نفسي ما الذي جلب على شعبي هذا الويل ؟ ومنذ وضعت الحرب اوزارها أخذت أبحث عن جواب لهذا السؤال وحل للمعضلة السياسية المزمنة التي تدفع شعبي من ضيق الى ضيق فلا تنقذه من جب الا لتوقعه في جب ( البئر) سافرت عام 1920 وقد بعثت الاحقاد المذهبية من مراقدها والامة لما تدفن اشلأها ولم تكن الحال في المهجر أحسن الا قليلا فقد فعلت الدعوات فعلها في المهاجرين فانقسموا شيعا شيعا اي طوائف .أليس كلام الفيلسوف المؤمن أنطون سعاده كأنه يقال الآن ؟ وهل نستمر في عصبياتنا الطائقية أم نستبدلها بفكر ونظام القومي الذي يدفعنا الى محبة جميع ابناء شعبنا والى العمل في سبيل تحقيق مصلحة امتنا ؟ ألا نتحمل نحن المهاجرين مسؤولية كبرى في احتضان بعضنا البعض لمساعدة وطننا وامتنا بكل ما لدينا من القوى ؟
ما اروع ما قاله المعلم سعاده في هذا المجال : ان كل أبناء الامة من سوري وسورية يغاران فعلا على شرف قوميتهما ومصلحة شعبهما ورفاهية وطنهما يجب ان يعلما أن امانيهما لخير امتهما ووطنهما لا تتحقق بالتفرقة والكسل واللامبالات ولا بمجرد التمني , بل بدرس القضية القومية الاجتماعية المقدسة درسا صحيحا في مبادئها التي نشأت عليها وبالقيام بالواجب نحو هذه القضية , وبمحاربة دجالي الوطنية والادب والطائفيين ومشعوذي العلم والفن والاعلام والسياسة الغوغائية . بهذه الطريقة يتم الوعي القومي وتخلص الامة من قضية الحزبيات الدينية التعصبية الملية ومن مظالم الاقطاعية , فتقف صفوفا واحدة مرتبة بين صفوف الامم الباقية وفي مقدمة هذه الامم جميعها بما لها من مثل عليا فائقة الجمال وفضل على الثقافة والتمدن الانسانيين . يا أبناء الوطن يا ابناء الامة السورية المقيمون والمهاجرون ارحموا أنفسكم وعيالكم وذريتكم يرحمكم الله والتاريخ . أنبذوا الذين يريدون بكم شقاقا , والتفوا حول الذين يريدون بكم وفاقا , وتعالوا الى كلمة تجمع شملنا وتعيد الينا وطننا واهلنا وقوميتنا وعزنا وكرامتنا وحقوقنا ومصالحنا القومية الاجتماعية التي هي رابطة كل سوري وسورية , ورابطة الاجيال السورية الماضية والحاضرة والمقبلة . ايها السوريون انصروا قوميتكم وتعصبوا لها فهى مبدأكم ومعادكم في الدنيا وبها تنتصرون وتنالون المجد والهناء وراحة البال والبدن في الدنيا الابدية ايضا .
الحزب السوري القومي الاجتماعي
مفوضية سيدني المستقلة : بمناسبة عيد اول آذار مولد المعلم والفيلسوف انطون سعاده
الرفيق موسى مرعي
0 comments:
إرسال تعليق