د.فاطمة ابو واصل اغبارية
رحلة الضوء في عيون الاختفاءات
اميرة الحروف د. فاطمة محمود ابو واصل اغبارية هي ناشطة ثقافية ، ومبدعة حقيقية تغتسل بشمس القصيدة ، وندى الكلمة المضيئة الرقيقة ، وتحلق متألقة في شعرها المتنوع الملون بالوانه الزاهية من فرح وحزن واشجان ، وتنطلق من ثقافية شمولية واسعة معمقة ، وهي نموذج للمبدع الذي يعمل بصمت وتواضع بدون ضجيج وصراخ .
عرفت الدكتورة فاطمة محمود ابو واصل اغبارية قبل اكثر من اربعين عاماً ونيف ، في اواخر سبعينات القرن الماضي ، عندما كنا ننهل العلم واللغة ونتجرع القيم والاخلاق في مدرسة كفر قرع الثانوية . كانت يومها في عز شبابها واوج عطائها ، وطالبة مميزة تزهو باشعاعها العلمي والثقافي وروحها الشفافة الجميلة وحضورها البهي واخلاقها العظيمة . وكانت تهوى الادب وتعشق الثقافة ، تقرأ بنهم ما يقع تحت يديها من كتب منوعة كغذاء روحي وفكري وزاد ثقافي وحباً في المعرفة والغوص في ينابيع التراث الادبي العربي .
فاطمة اغبارية ، تلك الانسانة المثقفة الطموحة الحساسة ، صاحبة الروح الانسانية الهادئة الطيبة الرفيعة الرقيقة ، وجميلة الجميلات بقلمها وابداعها ولسانها ووعيها وشفافيتها ودفئها واخلاصها وتفانيها وثقافتها وعلمها النافع وفكرها الراقي وابداعها الجميل .
تعود اصول فاطمة ابو واصل اغبارية لقرية كفر قرع في فلسطين ، فيها ولدت ونشأت وترعرعت واتمت دراستها الابتدائية والثانوية ، ثم التحقت بالجامعة وانهت دراستها الاكاديمية في الموضوع الاقرب والأحب الى قلبها ، اللغة العربية . تزوجت فاطمة ابو واصل من عبد الحفيظ اغبارية من ام الفحم وسافرت الى الدانمارك حيث تقيم وتقطن ، وهناك عملت في مهنة التعليم ، وخلال عملها واصلت دراستها الاكاديمية ونالت شهادة الدكتوراة بموضوع " اللغة العربية والحفاظ عليها في المهجر " اوروبا" .
نشرت فاطمة اغبارية العديد من المقالات الالكترونية في ثقافة الأدب ، وبادرت الى تأسيس وانشاء مؤسسة " همسة الثقافية " في المهجر ، وذلك بهدف الحفاظ على الحفاظ على العربية في المهجر ، والتواصل بين ابناء الأمة العربية المغتربين ، والكشف عن مواهب وابداعات الطلبة العرب في الدول العربية والاجنبية لتبنيها وضمها الى الجمعية ، وكذلك التواصل مع ابداعات الطلبة في المدارس بالدنمارك والاردن وفلسطين ولبنان ثم القيام بمسابقات أدبية واختيار ابرز طلاب حازوا على اعجاب لجنة التحكيم ، ودعوتهم الى مهرجان همسة سماء الثقافة الدولي في الدنمارك، ويتضمن المهرجان امسيات شعرية ومحاضرات ومناظرات .
تكتب فاطمة الشعر خاصة الروحاني ، وتميل لكتابة الخواطر والهمسات التي تتحدث عن القيم والاخلاق والمبادئ والمثل العليا ، وفي رصيدها ٤٢ قصيدة موزونة ، وكتاباتها جاءت رداً على احداث ومواقف استفزتها .
ومن جميل قصائدها الانسانية قصيدة عن الأم ، حيث تقول :
لا زِلتُ أذكُرُ أمّي حينَ تَسألُني ..أيذهَبُ الودُّ من قَلبً ويَنساني
هي الثُّرَيا التي أحبَبتُها أفَلَت .. في ليلِ قَرٍّ وهذا الشّوقُ أضناني
البيتُ أقفَرَ والأيامُ موحِشَةٌ .... غيابُ نورِكِ يا أمّاهُ أشقاني
يا مَنبعَ الحُبِّ ما عادَت تُسامِرُني. ... أنغامُ صوتِكِ تُحييني بتَحنانِ
أعودُ للذِّكرى والصَّمتُ يأسِرُني ... لعل في الذّكرى سلوى لأشجاني
أمّاهُ بعدَكِ ما عادَت تُهَدهِدُني ... أصداءُ وُدِّ وقد عانَقتُ أحزاني
لِروحِكِ الوُدُّ موصولٌ بأشواقي ... مُذ غِبتِ أمّاهُ باتَ الشّوقُ عُنواني
عَظيمَةٌ أنتِ يا أمّي سَكَنتِ دَمي ... عَطشى وليسَ سوى ذكراكِ أرواني
يا حبة القلبِ باتَ الشّوقُ يعصِفُ بي ... يا روحَ روحِيَ هذا البُعدُ أذواني
أمّاهُ أبكي عليكِ أم عَلى ألمي ... والشوقُ بعدَكِ خَلّاني لأشجاني
والذّكريات كما الأنسامِ تعبرُني ... والشَّمسُ غائِبَةٌ نادضتُ: رحماني
يار رب أمِيَ فاجعَل قبرها روضًا ... في جنة الخُلدِ واجمَعها بعدنانِ
................... البحر البسيط ...................
تتسم نصوص فاطمة ابو واصل اغبارية بفلسفة فكرية عميقة تحمل خطاباً صالحاً ، ووجداناً خصباً ، يأتي كنتيجة لمعاناة حياتية وانكسارات نفسية متتالية ، نتيجة واقع البؤس والتردي ، وتراجع الاخلاق وانحسار القيم ، وتجعل من الماضي حاضراً في الذاكرة والوجدان ، لينبعث رؤى فكرية خصبة ، ولتجعل منه مبعث سمو اصيل ، وحياة متجددة .
فاطمة اغبارية بارعة وحاذقة وراقية ، تتغلغل في معبد العشق الصوفي والعالم الروحاني ، ومن اعماقها تصدح بما ترى ، واذا صوتها يتردد في اجواء المعبد ، ويمتزج بانغام المترنم المبدع حتى لا تكاد تفرق بينهما . انه نشيد جميل ورقيق فيه الكلمة الناعمة الدافئة والسحر المعلق بما فيها من غرابة ، وجزالة صيغ ، ونسج تعابير ، فهي ملكة الاحساس ، اما باللفظة التي لا تستطيع استيضاح كل ما يفرغ الذهن فيها واما بالصورة الجميلة الخاطفة التي لا تترك للاحرف مجال التجسيد الكلي ، واما الموسيقى واللحم والنغم الشجي ، الذي يلهب الحس والفكر ، على غير استقرار في الايقاع ، واما بمخيلة نسرية الاجنحة بقارورة عطر ، كالخلية تعج زاد النحل فيها ، لو تجردت من كل هذا ، لما بقي من شعرها غير اهلة نور .
ونصيحتي لما يقرأ نصوص فاطمة ان يقرأها على مسارح التخييل فقد يعينهم التمثيل على الاستيعاب.
الشعر يتفجر في طاقات النفس الموهوبة لدى فاطمة ابو واصل اغبارية ، فانغامها كما توقعت العنادل اناشيدها ، وكما ترسل الطبيعة اصواتها . فالينبوع غير فوضوي ، كذلك حنجرة الطائر ، وايضا ثورة البحر ، اقل هذا عن هبوب الريح وعن هطول المطر ، انغام كل هذه على انسجام مع صوت الحياة الشعري ، صوت فاطمة السحري الاخاذ الذي يطربنا .
وجل قصائدها مجامر رحلة في الحياة متشعبة الطريقة فريدة المشاهد ، تغرق في بحر الكلمات ، وانهار البوح ، وفي سفر بعيد تحمل اسئلة واجوبة ، تهتف للانسان ، وروح الانسان ،وتشدو للكلمة المنقذة على شفتي بطل نبي محرر .
اعتمدت فاطمة لغة الشعر وانشدت له وبصوته ، ورأت ان الشعر المكتنز يعبر بالايماء، فنذرت حياتها من اجل هذه الايماءة الشعرية ، ومن اجل هذه الايماءة والومضة المدهشة ، من اجل هذا الخطف وتلك المفاجأة ، تحاول ان تكتب قصائدها بلغة جديدة ، لغة الضوء ، والايماء والنبوة ، باللغة المصفاة من شوائب النثر وسرديته ، وروابطه ، وفواصله ، والتزاماته ، بلغة الشعر المتوهج ، الشعر الموزون ، ولغة الانسان المتحضر النابت في عصره شجرة سامقة تطل على واحة الابداع ، واذا انتفت هذه اللغة من الشعر صار عادياً مألوفاً .
والقصيدة ترتفع او تسافر في الاعماق اذا تصفت من الرواسب العتيقة ، وتمسي جوهرة فريدة تشع مضامين جذابة وخلابة رائعة ، وطالما فكرت فاطمة ، دعت في الشعر الى الاحساس الدافئ والعاطفة الجياشة ، والتعبير الجميل الراقي ، والكلمة المختارة الفريدة ، وتستوعب الفكرة المختارة الفريدة ، واهمية الشعر تكمن في غاياته ولغته البليغة وقدرته على دغدغة المشاعر ومعانقة القلوب والارواح .
ان افضل الشعراء هم الشعراء الصادقين ، العفويين ، التلقائيين الملهمين ، اصحاب الثقافة الواسعة ، التي تشمل الانسان في كل زمان ومكان ، يكتبون شعرهم بدم الشهداء وروح العشاق وعذاب الكادحين وعرق العمال ، الشعراء الذين ينشدون الشعر وكأنه يفيض من جوارحهم ، ويشاركون الانسانية في التعبير عن تجاربها ومصائرها ، هؤلاء هم الشعراء الشموليون ، الانسانيون المتحررون ، المتفردون ، الذين لا يجعلون من الشعر الاستعطاء او استعطاف او متاجرة واسترضاء وتزلف ، وشعر هؤلاء لا يطل عن شرفات عمارة المستقبل ، ومن ضمن هؤلاء شاعرتنا الدكتورة فاطمة ابو واصل اغبارية ، التي تتصف بالكثافة والاكتناز والوميض
فاطمة اغبارية تنطق شعراً في مواضع الشعر بلا قصد ، ولا سابق انذار ، فهي تخضع للموقف والحدث الانساني الذي تعيش في جنباته .
ان لغة الحب شعر ، ولغة الحنان والغفران شعر ، لغة التمزق واليأس والاحباط والوجع شعر ، الصلاة شعر ، والتجديف شعر ، اما الكلام المبثوث بصورة حرة فهو نثر ، بدون قيود .
لست مع الصناعة في الشعر ، اذا كانت تعني التكلف ، اي انها تقدم وتؤخر وتعادل ، ولكني مع الصورة التي هي عصب الشعر ودم شريانه ، دائماً يختلج الاحساس في الجذور ، خطوطاً ودوائر ، طولاً وعرضاً وعمقاً ، اي باشكال غريبة وصور مركبة ، هكذا تأتي الصورة امتداداً صادقاً لهذا الشعور والاحساس ، فالاحساس ، اذاً ، موجة ، ولا تكون الا كذلك ، والصورة موجة كلامية ، تنقل هذه الموجة الشعورية ، لذا فان الكلمة وحدها اعجز من ان تحمل هذه الشحنات العاطفية والتموجات الوجدانية اما الصورة فتستطيع ذلك .
فاطمة اغبارية تحلق في سماوات الكلمة والصورة ، وتتألق حروفها في ساحات الأدب والشعر ، هي تعشق المشكاة والنور ، بكل ما يرمز اليه من حب الحياة والعشق الانساني الوجداني الشمولي ، الحب الكبير ، حيث البذل والعطاء ، تسمع للشمس خشخشة ، عندما تداعب قامات الزهور ، وتسمع لها غناء عندما تنكسر خيوطها على خصر الصمت الناعس ، وتسمع للنجوم وشوشة ، وشهقات ، تغرق في مخمل الغيوم وتسبح في زرقتها ، حتى تعتقد ان للنور حناجر تغني ، وتحس ان علاقة عضوية حميمية بين اغنيات واناشيد النور واغنياتها ..!
تعتلج صور فاطمة اغبارية بروح شاعرة ثائرة متأججة بالغضب ازاء واقع البؤس وما يلف المجتمع من تراجع وانحسار في القيم والاخلاق ، فتصارع براثن الشقاء والالم ، فتعزف لقومها انشودة الامل والحياة ، انها شاعرة لا تسئم الناس بعويلها وشكواها ، بالرغم من تعبيرها عن معاناة مؤلمة وموجعة ، ولكنها ترفق بهم ، وتحملهم معها الى عالم آخر راق ، فيه نظافة يد ، وصدق ، ونكران ذات ، وعفوية ، وقلب طاهر ونقي ناصع كالثلج ، يرافق تجربتها ، ويجعل الورود تشع على جانبي طريقها الموحل . وهي تحاول ان تصور وتعبر عن شعورها بعدم الرضا من واقعنا وتدهور القيم الجمالية والانسانية في الحب والحياة والتعامل اليومي والعلاقات الانسانية ، اما الهزائم والانتكاسات والتراجعات هي التي حاكت من نسيجها قصائدها ، وهي عامل مهم في اثارة قريحتها ، بمعنى انها هزت اعماقها وطبعت نصوصها بلون معين ، بالوجع الانساني ، وجعلتها للبحث اكثر عن طريق الخلاص لابناء شعبها ، انها تحاول رفع المعنويات داخل النفوس، وخاصة معنويات المشردين والبؤساء والمطاردين والمتجولين في الشوارع وبين القبور ، الجياع ، الغلابى ، على الرغم من قبول لقمة الخبز ، من يد كانت لهم اياد طويلة ، اثمة في تشريدهم وفي بؤسهم وقهرهم ، وتنتصر للكرامة والحق والانسان ، بالرغم من الفقر والعوز والحرمان والحاجة ، وتمسك بجبال مصنوعة من الالم والنار ، واذا افلت منها وقعت في هوة سحيقة .
فاطمة اغبارية تأتينا في قصائدها بصور لفظية وايمائية باسلوب لغوي جميل ، وايحاءات بشكل لافت ، ولها نكهتها وعبقها الخاص . ان اسلوبها انيق مختار وجميل وذو معان كثيرة ، وابعاد شتى ، وتشد القراء وتدهشهم بقوة النص وموسيقاه . وهي صاحبة رؤية وكلمة صادقة وقوية وعفوية ، في معركة الحفاظ على الثقافة والانتماء ، تحفر في الصخر لتنبت شعراً جميلاً بليغاً ورقيقاً وانسيابياً يضاهي اشعار الكثير من عشاق الحرف والكلمة المعروفين .
فللدكتورة فاطمة ابو واصل اغبارية ، المبدعة والشاعرة والانسانة ، فاطمة الاصالة والنقاء والصفاء والجمال ، الف تحية ، على امل ان تواصل المشوار ، لتكتب بمداد قلمها وحبرها ميثاق الحرية وعهد الوفاء وسفر القيم الجميلة .
**
الشاعرة ميساء الصح مسكونة بالوطن الجريح!
ميساء الصح القادمة والراسخة في عمق تراب عرابة البطوف الجليلية ، من الاصوات الشعرية الجديدة التي اثبتت حضورها عن جدارة في المشهد الشعري والادبي في البلاد ، وشعرها يحمل عواطف انسانية صريحة ملتهبة وجياشة، تنم عن روح ووجدان شاعري مرهف.
عالمها ذو الوان متعددة مختلفة ، ولون الحب الوطني والانساني والوجداني يطغى على كل الالوان لديها ، وهي مسكونة حتى النخاع بالوطن الجريح وترابه وصخوره وجباله وانسانه.
ما يميز قصائدها تلك العذوبة والطلاوة والرقة وحرارة التجربة والصدق العفوي وأناقة التعبير .
ميساء الصح فكر متوقد ، وشاعرة رقيقة كسحابة طليلة ربيعية ماطرة ، وكل الجمال الانساني في روحها . وهي تعرف كيف تصوغ اشعارها وكيف تحبك وتسبك الكلمات بشكل متناغم مموسق فيكون لها جمال فني وسحر خاص ووقع مؤثر على معانقة التفوس والمشاعر والقلوب .
**
ميرا محمود مصالحة والكتابة بالحبر الاخضر
ميرا محمود مصالحة القادمة والناهضة من اعالي جبال الطور حيث ترقد قرية دبورية مسقط رأسها ، لتحط في قلب الناصرة ، التي تسكن فيها .
ميرا مبدعة بالحرف والكلمة ، تكتب الخواطر والهمسات والومضات ، التي تشبه الوجبات السريعة ، فتشبع من بداية الوجبة ، انها همسات مكثفة ، جميلة ، ودافئة ، تعانق اروحنا وتمس شغاف قلوبنا ، لما تحمله بين السطور من نبض وبوح وهتتاف وجمال وسلاسة ووجدانية .
ميرا مصالحة خصبة الخيال ، متوقدة الشعور والاحساس ، تتدفق حباً ووهجاً وعطاءً وشوقاً وحنيناً ورهافة .
تقول ميرا في نص لها :" أنا والليل قصة تحكي عن الروح والذات ، تنثر عطر الكلمات على جبين القمر فيبتسم القلب خجلاً ".
انها غادة السمان وحنان عواد ، فنصوصها صورة اخرى لكتباتهما .فهي ومضات مغلفة بالحب والعشق الانساني ، فينعكس على كل ما يحيط بها ، وهي ايضاً متفائلة تزرع الامل وتوزع المحبة ، ولا تريد ان ترى الكون كله الا جميلاً كازهار الربيع .
نقرأ كلماتها وسطورها وتعابيرها الشفافة الطلية فنحس اننا امام لوحة فنية خلابة مرسومة بماء الشعر ودم القلب ، وهذا هو الشعر بذاته.
انها تنساب انسياب النسغ في قلب النبات المزهر ، ومنبثقة من منابع الابداع وتصب في انهاره .
هي نصوص عميقة الدلالات ، تحفر بعيداً وعميقاً في اخدود الروح ، وفي كينونتنا ، فتلامس منابت الحس فينا طيلة الوقت .
لغتها لونية ، وردية ، ليلكية ، دافئة كدفء روحها المرهفة ، تستقر في وجداننا ، وتشدنا نحن فضاءاتها بيريق البلور وعطر الريحان .
لحبر ميرا مصالحة الأخضر نكهة وجماليات ومعان في بهاء كلماتها ، التي لاعبتها وصانعتها الى ان صاغتها في المشتهى .
وبالحبر الأخضر اعلنت انحيازها للكتابة النصية التي جعلتها طقساً من طقوسها اليومية .
ميرا محمود مصالحة كاتبة شمسية ، انيقة الحرف ، مرهفة الحس ، تجذبنا حروفها وكلماتها الايقاعية المتناغمة ، التي تثير فينا الحب للوطن والتمسك بالحياة .
باختصار يمكن القول ، نبضات ولافتات وومضات ميرا أنات قلوب حزينة تنشد الفرح بعد الشجن ، وصرخات افئدة عامرة بالحب تضيء العتمات الدفينة ، تغني وتشدو كالكنار للحب والحياة والطبيعة والجمال ، وتسعى لتحقيق حلم الانسان ، فينتصر حلمها الكبير بمستقبل ينتصر فيه الانسان على اعدائه ، والمحبة على الكراهية ، والسلم الاهلي على العنف .
فتحية لميرا محمود مصالحة التي حفرت اسمها على صخرة الكلمة الجميلة الندية ، على امل ان نلقاها باطلالتها الصباحية في ومضات ونصوص كلها اناقة والق ، تحمل في ثناياها عبق الجوري وشذى النرجس وأريج البيلسان ، ونحن دائماً في الانتظار .
**
الشاعرة ميساء الصح مسكونة بالوطن الجريح!
ميساء الصح القادمة والراسخة في عمق تراب عرابة البطوف الجليلية ، من الاصوات الشعرية الجديدة التي اثبتت حضورها عن جدارة في المشهد الشعري والادبي في البلاد ، وشعرها يحمل عواطف انسانية صريحة ملتهبة وجياشة، تنم عن روح ووجدان شاعري مرهف.
عالمها ذو الوان متعددة مختلفة ، ولون الحب الوطني والانساني والوجداني يطغى على كل الالوان لديها ، وهي مسكونة حتى النخاع بالوطن الجريح وترابه وصخوره وجباله وانسانه.
ما يميز قصائدها تلك العذوبة والطلاوة والرقة وحرارة التجربة والصدق العفوي وأناقة التعبير .
ميساء الصح فكر متوقد ، وشاعرة رقيقة كسحابة طليلة ربيعية ماطرة ، وكل الجمال الانساني في روحها . وهي تعرف كيف تصوغ اشعارها وكيف تحبك وتسبك الكلمات بشكل متناغم مموسق فيكون لها جمال فني وسحر خاص ووقع مؤثر على معانقة التفوس والمشاعر والقلوب .
**
ميرا محمود مصالحة والكتابة بالحبر الاخضر
ميرا محمود مصالحة القادمة والناهضة من اعالي جبال الطور حيث ترقد قرية دبورية مسقط رأسها ، لتحط في قلب الناصرة ، التي تسكن فيها .
ميرا مبدعة بالحرف والكلمة ، تكتب الخواطر والهمسات والومضات ، التي تشبه الوجبات السريعة ، فتشبع من بداية الوجبة ، انها همسات مكثفة ، جميلة ، ودافئة ، تعانق اروحنا وتمس شغاف قلوبنا ، لما تحمله بين السطور من نبض وبوح وهتتاف وجمال وسلاسة ووجدانية .
ميرا مصالحة خصبة الخيال ، متوقدة الشعور والاحساس ، تتدفق حباً ووهجاً وعطاءً وشوقاً وحنيناً ورهافة .
تقول ميرا في نص لها :" أنا والليل قصة تحكي عن الروح والذات ، تنثر عطر الكلمات على جبين القمر فيبتسم القلب خجلاً ".
انها غادة السمان وحنان عواد ، فنصوصها صورة اخرى لكتباتهما .فهي ومضات مغلفة بالحب والعشق الانساني ، فينعكس على كل ما يحيط بها ، وهي ايضاً متفائلة تزرع الامل وتوزع المحبة ، ولا تريد ان ترى الكون كله الا جميلاً كازهار الربيع .
نقرأ كلماتها وسطورها وتعابيرها الشفافة الطلية فنحس اننا امام لوحة فنية خلابة مرسومة بماء الشعر ودم القلب ، وهذا هو الشعر بذاته.
انها تنساب انسياب النسغ في قلب النبات المزهر ، ومنبثقة من منابع الابداع وتصب في انهاره .
هي نصوص عميقة الدلالات ، تحفر بعيداً وعميقاً في اخدود الروح ، وفي كينونتنا ، فتلامس منابت الحس فينا طيلة الوقت .
لغتها لونية ، وردية ، ليلكية ، دافئة كدفء روحها المرهفة ، تستقر في وجداننا ، وتشدنا نحن فضاءاتها بيريق البلور وعطر الريحان .
لحبر ميرا مصالحة الأخضر نكهة وجماليات ومعان في بهاء كلماتها ، التي لاعبتها وصانعتها الى ان صاغتها في المشتهى .
وبالحبر الأخضر اعلنت انحيازها للكتابة النصية التي جعلتها طقساً من طقوسها اليومية .
ميرا محمود مصالحة كاتبة شمسية ، انيقة الحرف ، مرهفة الحس ، تجذبنا حروفها وكلماتها الايقاعية المتناغمة ، التي تثير فينا الحب للوطن والتمسك بالحياة .
باختصار يمكن القول ، نبضات ولافتات وومضات ميرا أنات قلوب حزينة تنشد الفرح بعد الشجن ، وصرخات افئدة عامرة بالحب تضيء العتمات الدفينة ، تغني وتشدو كالكنار للحب والحياة والطبيعة والجمال ، وتسعى لتحقيق حلم الانسان ، فينتصر حلمها الكبير بمستقبل ينتصر فيه الانسان على اعدائه ، والمحبة على الكراهية ، والسلم الاهلي على العنف .
فتحية لميرا محمود مصالحة التي حفرت اسمها على صخرة الكلمة الجميلة الندية ، على امل ان نلقاها باطلالتها الصباحية في ومضات ونصوص كلها اناقة والق ، تحمل في ثناياها عبق الجوري وشذى النرجس وأريج البيلسان ، ونحن دائماً في الانتظار .
**
0 comments:
إرسال تعليق