ضحك وقال : - ما تصفه اشاهده يومياً !...وعشرات المرات ، وما أسمعه أضعاف ذلك ، وما قرأته من أعذب القصص وأجمل الاشعار الرومانسية ...
والأفلام المصرية أو الأجنبية... والوطنية ... والمسلسلات الحزينة المبكية!يتزوج العاشقان. وينجبان الأطفال...ويبدأ الشجار من أجل النقود وديكور الصالون ، وعطلة نهاية الاسبوع ووجبات العشاء ، وميزانية المنزل ، ودعوة الأقارب وتسمية الأولاد ! ويتبدل الكلام العذب والهمس الحلو الى صراخ وجدال هادر!
صمتُ ولم أقل شيئا ، ولما همَ بوعلام بقول شيئ أشار اليه بأن يسكت ، ثم واصل حديثه:
- ما تريد قوله أعرفه ، وما تحفظه حفظته قبل !... حتى عبارة " حبيبتي تختلف عن باقي النساء " ، قلناها جميعاً...لكن بعد الزواج سرعان ما نكتشف ان زوجاتنا نساء عاديات ! غداً تفيق ... لكن هذا لا يمنع من ان الحب حلم جميل ، والحياة أيضا كفاح رائع! غدا ستستيقظ... وما اقوله لك الآن سوف تقوله بمعناه ومبناه للآخرين ...
قلت أنا : - وبرغم ذلك الحب بهي ! قهقه بأعلى صوته :
- أنت على وجه الخصوص ... حبيبتك تطل عليك يوميا ً من شرفة منزلها ، تتبادلان الابتسامات والقبلات الطائرة ! لكن تأكد أن الجيران سيسمعون صراخها يوما من شرفة منزلك!
- غير ممكن ! انها تحبني ... وحتى و إن تجادلنا وتخاصمنا فإننا نجعل من ذلك الخلاف حبا... ليس الحب دائما هو الوفاق !
في طريق العودة قال صديقي بوعلام :
- ما نطق به حسين صحيح ، فهو أكبر منا سناً وله تجربة في الحب والزواج والأولاد ! أعرف الكثير من المتحابين تخاصموا ،تعاركوا ووصلوا الى المحاكم والطلاق وتشريد الأطفال ... حتى أني لم أصر أؤمن بالحب لكثرة ما سمعت من أن نسبة الطلاق أكثر ما تكون بين اولئك الذين أقاموا علاقات قبل الزواج... أني أتعجب من مساني ... أنت تعرفه ... أحبها لمدة تجاوزت الستة سنين ، وطلقها بعد شهر من الزواج!....شهر أي شهر العسل لم يتمه!
- الخطأ ... يا صديقي ..أننا نجعل للحب عمراً واحداً... الحب مثل القمر مراحل ، ولكل مرحلة ميزتها وفائدتها ومتعتها الحسية والعاطفية ، والفشل لما نجعل للحب لونا واحدا حب العشاق قبل الزواج... اذ هيمن هذا اللون على حياتنا نفشل ونغضب ونُسيء الفهم... هناك حب العشاق ، حب الشريك ، حب الزواج ، حب الأبوة ، حب الكهولة ، حب الترقية ، حب ولد واحد ، وولدين ، حب البيت الجديد ، حب البيت القديم ، حب الشيخوخة ، حب فقدان الأب أو الأم ....حب شراء سيارة...
نظر الي وابتسم مغتبطاً فهو عريس جديد لم يمضي على زاوجه الا أربعة أشهر ، وزوجته مثل حبيبتي كانت تطل عليه من شرفة الفيللا بحي الورود البرية....
الجزائر
0 comments:
إرسال تعليق