(قصيدة للشاعر الراحل رامز عبيد المتوفي سنة 2001. قالها منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهي من كتاب: رامز عبيد شاعر من بلادي، اعداد جورج الهاشم، صدر سنة 2015. والملك هو كل حاكم عربي. أما الغول فهو ترامب لا شك بذلك وكل ترامب مماثل. واعيد نشرها اليوم لأنها الأبلغ في التعبير عن حالتنا الحاضرة – جورج الهاشم )
هَوْنيكْ... مَطْرحْ ما الوَطنْ مالو وجودْ
وحدود بخيال الغيوم معلّمي
تعاقدوا والليل طمَّشْ ها العقودْ
وعَ قبر "بو خالد" رثي حالو الخلودْ
وخلف الجبال البسّواد ملتّمي
تِمْشي الغيوم وخلفها تمشي الحدودْ
***
هونيك عَ بقوة حلم مَسْلولْ
عَ ارض صارت تِجْفَل من النّورْ
التَقْيوا سَوَا هاك الملك والغولْ
قاتل – وجايي يبوِّس المقتولْ
وفي صَكْ نَقّطْ من حروفو الزورْ
تحت الشتي مكتوب بالطبشورْ
وبالكاد حامِلْ ها الملك تاجو
الصار الصدي سياجو
ومنشان يرضي الغول ويطيعو
ومن لهفتو عَ القرش
جاب العَرْشْ والفَرْشْ
وجاب الوطن مَشلولْ تَ يبيعو
***
والبصمة اللي مْلّوَّتي بالرعبْ
عن يختصر فيها صريخ الشعبْ
والشعب ساكت بين صابيعو
***
صوت بعدو مخنَّق بليل الحَلَكْ
يوَشْوِشْ ملكنا: "هالارض منها إلك"
ماضيك مش فيها ولا مستقبلكْ
صوت؟... يمكن صوت! مش ناطر جَوابْ
وصوت الملك يبرق ويرعد بالخطاب
خطاب! واسع كل كلمه مقبره
رد الحرف والعلم والصدق لورى
والغول يهدر كم دمعه مزوره
ويضحك ملكنا بهيبتو القفرا
ومن ضحكتو تصير الدني صفرا
يا خجلة الايامْ
يا كَسْرِة الاحلامْ
جايي يصبّ دموع! تمساح السلام
عَ الضحكة اللي متمسحه بتم الملك
***
وتكوّموا التيجان
ال عَ الذلّ ما انسبقوا
ما همّن الانسان
وتَ يكرّموا ها الغول
وقفوا متل وَرْقَه بدرب ايلولْ
وتَ يْمَرّقوا جنون الهوا ويبقوا
ينقّصوا من سَخْطِة الغول الذَكي
مَمْلَكي توقَفْ... وتِرْكَعْ مملكي
***
وتنازلوا تَ رَفَعْ نِير العَتَبْ
وعَطيوه آخر يوم من عمر البلادْ
عطيوه أوَّلْ ليلْ من حلم الولادْ
وتاريخن اللي بغبرة الصحرا انكتب
عطيوه مجد محنّط بكذبة خيال
ما بيعرفوا التحنيط ممرق للزوال؟
***
والشعب عَ امرو انغلَبْ
من دون ما يغالب حدا
بعدو "مْسَرْدَنْ" بالعلَبْ
لا صوت عندو ولا صَدى
عطشان كاسو ما انسكب
جوعان... نايم تحت طاولة السمع
ياكل وجع... مش عادتو يقرا الوجع
ناسي عيونو بالرمال
***
ويشعل ملكنا بضحكتو المستعبدي
ضحكة حطب شاعل بقلب الموقدي
وبقفلة الصحرا انطفى حلم الجمال
وتبكي الرمال وفوقها تكبي الجمال
ويحكي الملك. ويهرّ من تاجو الصدي
***
وهَللي بعد بدّن يجوا بكرا نْ اجوا
ووقفوا عَ بَقْوِة هالوطن يتفرجوا
رَحْ يِسْأَلونا – " وَيْن كانوا حْدودنا ؟ "
رح يندهونا – " وين غفيوا جدودنا ؟"
ويمكن يشوفوا جرح ومخزَّنْ بِكِي
ويعاودوا يحبوا الحَكي
وبيجوز ما احكي ولا خبّر حدا
واسكت وخلّي الجرح يبكيلن صدى
شو بْخَبّرُنْ؟... شو بقول؟
حكاية ملك او غول؟
بقلن قضيتنا عروس مختيره
واحلامنا ارتاحوا
وجدودنا راحوا
بصمات عميا عَ صكوك مْزَوَّرَه
***
يا حامل بهالتاج نكبات الشعوب
مجدك فراغ مزنرينوا بالعيوب
عرشك رماد ونايمه تحتو العبادْ
كل ما ابتَسَمْتْ، بلادك بتلبس حْدادْ
كل ما بْصَمتْ... زَمِّتْ خريطة هالبلادْ
يل بايع البصمة بليلة خمر
ولادك يتامى من ليالي الحمر
حوَّلتْ شعبك جمرْ
بكرا الرماد بيدوب
وبيطلّ هاك الجمر من تحت الرمادْ
***
0 comments:
إرسال تعليق