كل شعب لا يحكمه الا من يستحقه/ زهير نجاح

هل فعلا نستحق هذه الانظمة المتخلفة  باحزابها الفاسده ومنظماتها المهترئة بنخبها المنتهية الصلاحية، أو ان الوعي الجمعي لم يعد قادرا على فرض القيم والاخلاق التي انسلخت منها القيادات المتعفنة الضمير والفاقدة للرؤيا 
ام انه شعور وطن برمته عليه أن يتحسس طريقه ويسعى  اليه  ومن تم يعمل على تحقيقه!!!!
لن يفيذنا النقد الداتي مهما كان مسيجا بالانتماء للدين والوطن اذا بقي محصورا لتبرير الذات اومجرد اتهام للاخرين وإدانة لمن لا يوافقوننا الرأي ، بل المطلوب ان يسمو النقذ الى مستوى التقييم الموضوعي و بواقعية يغلب عليها العقل والتبصر بغرض تقويم اعوجاج الفكر وفساد التصور بحيث لا يجعلنا نجنح لدرجة جعل من الجلاد هو الضحية وفي نفس الوقت لا نبرر للضحية خنوعها وجبنها وان نعيد النظر في كثير من القيود سواء التي فرضت على مجتمعنا او فرضناها على أنفسنا  ارضاءا لغرورنا بتحسين عيوبنا وتضخيم محاسنا  متوجسين من الفتنة او خوفا من التفرقة مما يجعله اي النقذ يغرق في التبرير و يحيد عن دوره في التغيير 
وهذا ما يفسر موقف النخب التبريري حول أسباب تخلف الامة التي تعود أسبابه كما يتصوره اغلب مثقفي ومفكري العصر الى انعدام الحرية وغياب الديموقراطية وتردي مستوى التعليم ،
 في الوقت الذي نرى تعايش مابين الدول القمعية الديكتاتورية ومجتمعات غير مؤهلة لتلقي أفكار تلك النخب يكون مطلب التغيير مستعصيا ان لم يكن مستحيلا
فعوض استنهاض الهمم وقيادة المجتمعات وتوحيدها على مشروع نهضوي لانعناقها من ظلام الجهل والجبن  واجتثاتها من مستنقع التخلف والفقر وتحريرها من قيود العبودية والانتصار لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والحقوق الكونية ، اختارت هذه النخب "التي تخلت عن مسؤولياتها الأخلاقية اتجاه الوطن والمجتمع" المسلك السهل الا وهو نقد المجتمعات" الضحية " والتخلي عنها  والارتماء في حضن الحاكم "الجلاد " بخطاب مفعم بالاستسلام والذل والجبن والإرتهان وبحجة تلبية حاجات المجتمع الراهنة لينتهي بها الامر الى التبعية التامة للحاكم المستبد او تبرير تقاعسها ملقية اللوم على هذه الشعوب الغير مؤهلة لأفكارها وليست مهيئة من حيث بنيتها الثقافية والاجتماعية للتفاعل معها ولا تستحق ان تنعم بالحرية والديموقراطية
لكن في حقيقة الأمر ان ما تخفي هذه التبريرات من عدم أهلية ونضج المجتمعات لتقبل أفكارها التقدمية و الحديثة ماهو سوى تعبير عن عجز النخب عن تفعيل الشعار الى ممارسة والأفكار الى أفعال
 مما يفرض علينا جميعا اعادة صياغة خطابنا ليكون اكثر تعبيراعن ذواتنا ومنسجما مع ما يطرح من قضايا ومستجدات العصر الذي يلفظ من يصر على دخوله بلغة قديمة انتهى زمنها وتقادمت مصطلحاتها وتعابيرها 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق