ردي على مقال "الشعراء والمجوسية" للكاتب د. عدنان الظاهر: الزرادشتيون ليسوا عبدة النار!/ عادل محمد

​ أبلغ من العمر نحو 77 عام وقرأت مئات الكتب من التاريخ والأدب الفارسي والعالمي، ولم أقرأ أي موضوع عن أباحية الزرادشتيين.
إن الإيرانيين ولاسيما الزرادشتيين يرفضون هذه الإتهامات والأباطيل جملةً وتفصيلاً.

في بعض المواقع الإيرانية يردون على مقولة "هل كان يوجد زواج الأخ مع الأخت في ديانة الزرادشت؟" بـ"كلاّ"، لأن هذه الإشاعات والاتهامات الباطلة مصدرها جهلاء وأعداء التاريخ والحضارة الفارسية. والحقد والتعصب الأعمى وراء هذه الأكاذيب والإشاعات من أجل تشويه سمعة الفرس ومعتقداتهم  من باب كراهية النظام الحالي فيصبون جام غضبهم على حضارة إنسانية راقية أثرت في البشرية جمعاء . 

على سبيل المثال بعض المتعصبين والعنصريين يسعون إلى تشويه سمعة البطل القومي الفارسي "بابك خرّم دين" الذي دافع عن الأراضي الإيرانية ضد الغزاة .

ولم يتوقف الأمر عند كراهية الفرس كحضارة وشعب إنما تم تحريف وتشويه التاريخ وهذا مانجده جليًا في مقدمة الموضوع التالي:

القضاء على فتنة بابك الخرمي الإباحي بقتله وصلبه بمدينة سامرا

موقع مفكرة الإسلام

تتصف البلاد الفارسية من قديم الزمان بكثرة المذاهب والاعتقادات الدينية سواءاً في ذلك ما كان قبل البعثة المحمدية أو بعدها وكان أهل فارس من قديم الأزل يميلون لتقديس الأشخاص وتأليههم والاعتقاد في قادتهم وملوكهم , ومن أشهر تلك المذاهب والفرق التي وجدت أرضية خصبة في البلاد الفارسية هو المذهب الإباحي الذي يقوم على إباحة كل المحرمات وشيوع الأموال والأعراض بين الناس دون ضابط ويعتبر مؤسس هذا المذهب هو مزدك الفارسي والذي ظهر مذهبه وانتشر في عهد كسرى قباذ الفارسي حتى أصبح المذهب الرسمي للدولة الساسانية خلفاً لمذهب زرادشت الفلسفي والذي كان يحكم الفرس من قبل ذلك ولكن مذهب مزدك الإباحي سرعان ما تم القضاء عليه عندما تولى أمر فارس أنوشروان بن قباذ فقضى على مزدك وأتباعه وأعاد مذهب زرادشت للحكم.
هكذا كان حال الإباحيين الأولين أما الصنف الثاني منهم فقد ظهر في أيام الإسلام وبالتحديد سنة 201هـ في خلافة المأمون العباسي وذلك على يد رجل اسمه "بابك".
رسم خيالي من زرادشت (على اليسار) بريشة الفنان الإيطالي رافائيل، مكتبة أثينا، نحو 1510 ميلادي

الزرادشتية ديانة توحيدية بين الاسلام والمسيحية

موقع دنيا العرب - غزة

تعتبر الديانة الزراتشتية واحدة من الديانات القديمة التي حافظت على معتقداتها المبنية على تعاليم روحية تولي أهمية كبيرة للحياة الآخرة والايمان بالجنة والجحيم،وهي ذات التعاليم والرموز الموجودة في الديانتين المسيحية والاسلامية،وبسبب الارغام القسري على اعتناق الديانة الاسلامية والضغوط والمصاعب التي تعرض اتباع الديانة الزراتشتية تقلّص عددهم في ايران الى حوالي 60 ألف نسمة.
وقد أشاع المؤرخون العرب وبدوافع عنصرية الكثير من المفاهيم المغلوطة والتحريف المقصود لتشويه هذه الديانة التوحيدية، والتبرير للجرائم البشعة التي ارتكبها الغزاة العرب باسم الاسلام ضد اتباع النبي زراتشت. فقد أشاعوا كذبا ان المجوس هم من عبدة النار، وترسخت هذه الاشاعة في أذهان العرب حتى صار من الصعب اقناعهم بأن الديانة الزراتشتية هي ديانة توحيدية تؤمن بالله.
----------
​الزرادشتية هي ديانة إيرانية وفلسفة دينية قديمة. كانت الدين الرسمي للإمبراطوريات الأخمينية والساسانية. 

​نسبت الديانة إلى مؤسسها زرادشت، وتعد واحدة من أقدم الديانات التوحيدية في العالم، إذ ظهرت 

في بلاد فارس قبل نحو 3500 سنة. ظهرت الزرادشتية في المنطقة الشرقية من الإمبراطورية الأخمينية عندما قام الفيلسوف زرادشت بتبسيط مجمع الآلهة الفارسي القديم إلى مثنوية كونية: سبتامينو (العقلية التقدمية) وأنكرامينو (قوى الظلام أو الشر) تحت إله واحد وهو أهورامزدا (الحكمة المضيئة). هناك إعتقاد خاطئ ساد بين أتباع الأديان الإبراهيمية أنهم يعبدون النار، ولكنهم في الحقيقة يعتبرون النار والماء أدوات من طقوس الطهارة الروحية.

أمّا الناحية الأخلاقيّة في هذه الديانة، فتبرز في الدعوة إلى القول الحسن النّافع، وإلى العمل الصّالح، والتزام الفكر السّليم، فتعاليم زرادشت تقوم على أصول ثلاثة:

1- الفكر الحسن (پندار نيك)

 2- القول الحسن (گفتار نيك)

 3- العمل الصّالح (كردار نيك)

الصراط في العالم واحد وهو صراط الحقيقة

زرادشت رمز الفكر الحسن، كوروش رمز العمل الصالح، وفردوسي رمز القول الحسن

والبعض من علماء الأديان يقول بأنَّ الزّرادشتيَّة تؤكِّد أنَّ الصّراع بين الخير والشّرّ يحسم في نهاية الزّمن لصالح الخير، إذ تبدأ في نهاية الزّمن عمليّة الفصل بين الخير والشّرّ، وتنتهي بدحر الشّيطان وعودة العالم إلى ما كان عليه في البداية، ولقد ابتدأت مرحلة الفصل هذه بميلاد زرادشت، وسوف تنتهي بظهور مخلّص للعالم، فنهاية الزّمن وانتصار الخير على الشّرّ يعبّران عن معتقد البعث والحساب والحياة الأخرى عند الزرادشتيّة.

الزرادشتية واحدة من أهم ديانات الشرق القديمة وأكثرها شيوعًا وانتشارًا في الأزمان الغابرة. هي ديانة اخترعها العقلُ المشرقي في رحلة بحثه عن ماهية الحياة والموت والخير والشر؛ ديانة لا تزال تجد مَن يعتنقها ويخلص لها إلى الآن.

زرادشت (628-551 ق م)
الدكتور س.أ. كاپاديا S.A. Kapadia، مؤلِّف هذا الكتاب، الذي سعى إلى البحث في تعاليم زرادشت وتدوينها، هو طبيب ورجل قانون إنكليزي من أصل هندي يعتنق الزرادشتية – التي يختلف "زرادشتها" عن "زرادشت" نيتشه (السوپرمان)، بل هو على النقيض منه: إذ يُحكى أنه حين كان زرادشت (الپارثي، أي "الفارسي") جنينًا بعدُ، حلمت أمُّه التقية دُغدهوفا Dughdhova بعظمة وليدها القادم ومعراجه المرتقب إلى السماوات، حيث قُيِّضَ له أن يتلقى كتابَه المقدس: زند آفستا Zend-Avesta.

زرادشت هذا ولد مبتسمًا. وقبل أن يبلغ سنَّ الرجولة، مسَّتْ مشاعرُ الرَّوْع والمهابة قلوبَ جميع مَن كان على صلة به. وكما فعل البوذاBuddha، وريثُه الشهير الذي ظهر في عصر لاحق، فقد خرج من عزلته، وبدأ بالدعوة إلى اعتناق تعاليمه الدينية المتصلة بالتوحيد، مستنكرًا عبادة الأوثان.

ولقد ظهر زرادشت أول ما ظهر أمام قصر الملك فيشتاسْپا Vishtaspa، وبدأ ينشر رسالته الدينية عن طريق المحاججة والإقناع، فأعلن عن تفويض أهورا مزدا Ahuramazda (الرب) له، وذلك ليبعث الروحَ في معتقدات الآريين القديمة، وذلك لإعادتها إلى نقائها العقلي النبيل المتصل بمفهوم التوحيد.

البحرين

CONVERSATION

3 comments:

  1. الدكتور عدنان الظاهر4 فبراير 2019 في 8:21 م

    حضرة الأستاذ عادل محمد المحترم / تحية وشكر

    أحسنتَ في ردّك على مقالي ونوّرت القرّاء بسعة وطرافة هذا الرد وما فيه من أمور يجهلها كثرة من الناس حول الزرادشتية كدين وأنا أحدهم .
    أنا كما قرأتَ حضرتكم في مقالي نقلت ما قال بعض الشعراء وغير الشعراء عن المجوسية والمجوس وعرّجت على بعض مواضع ذكرهما كالإنجيل والقرآن وكان دوري محايداً لا غير.
    أحسنت في توضيحاتك ويكفي أنَّ الفيلسوف الألماني نيتشة نشر كتاباً شهيراً بعنوان " هكذا تكلم زرادشت " وأنصف فيه هذا الرجل وذكر ما ذكرتَ بشأن النور والظلمة والخير والشر وغير ذلك.
    لمقالي عن الشعراء والمجوسية فضل هبّتكم للرد والتوضيح والتنوير علماً أني تعرّضت في مقالي للفظة المجوس وقلّما جاء ذكر زرادشت سوى تعرضي لما قال الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي في قصيدة عنوانها " هكذا قال زرادشت " وقبلها ذكر كلمة المجوسي في قصيدة أخرى.
    أشكرك عزيزي أستاذ عادل محمد وأرجو المزيد من كتابتك حول هذا الموضوع وغيره من الموضوعات مثلاً : ما علاقة الزرادشتية بمانو والمانوية ومانو بابلي كما تعلمون ؟

    الدكتور عدنان الظاهر / ألمانيا

    ردحذف
  2. التحية والشكر الجزيل لك يا عزيزي د. عدنان الظاهر
    ألف شكر لرسالتك الجميلة وتواضعك
    أرجو أن تعذرني لعدم استطاعتي الكتابة عن الزرادشتية مرة ثانية بسبب أمراض الشيخوخة، ومعاناتي من ضغط العين وضعف البصر الشديد
    عادل محمد

    ردحذف
  3. درود بر رفيق كرامي ,بسيار زيبا و مفيد ,أميد دارم تندرس و بيروز باشيد فريدون

    ردحذف