الحب و"طائرُ الفينيق"/ مي سمعان

أَتَزورُني والشّيبُ زارَ غدائِري
 والوَهْنُ أطْفأَ شُعلتي ومنائِري

إنّي المقيمَةُ في هَياكِلِ غربتي
  ارعَى ظُنونِي في طُقُوسِ دَوَائِري

اسْتَل فَجْرا مِن هَشِيم ِ خَوَاطِري
واسبِّحُ الباري بفَيْضِ بَشائِري

وعلى ضِفافٍ منْ رَحيقِ مَشَاعري
ارْخِي يَقِينِي أو أعُدُّ خَسَائِري

وعَلى بُحُورٍ من صَنيعِ موَاهِبي
أطفُو واغرَقُ في مَتاهَةِ عَاثِرِ

وتلاطَمَت أمواجُها واستَملَحَت
خدّا اسِيلًا فيهِ جٌلُّ أَمَائِري

أطْفَأتُهُ روحًا جَميلا هائِمًا
وضَلَلْتُ اسْتَهْدي ببعْضِ شَعَائِري

وقَصَصْتُ اهْدابِي بِغَيرِ رَوِيّةٍ 
وَفقأتُ حُلمًا في سَنِيِّ جَزائِري

وأشَحْتُ عَن رَوْضٍ بَهِيٍّ ناضِرٍ
وجَنحْتُ اسْعَى وَسْطَ حَقْلٍ بائِرِ

وَكَمَنْ يسُوقُ النّارَ تُلْهِبُ ُروْحَهُ
احرَقْتُ شَمْسِي في جَحِيمِ بَصَائِري

وَطَفقْتُ أحبُو في رَمادِ جَريمَتي
واعُدُّ آثامِي وَكَمَّ كَبَائِري

خَوْفٌ جَنَى واخْتَرْتُ أنْ أعنُو لَهُ
ما كانَ طوْعًا ذا الخَيارُ بِصَائِرِ

يا حُبُّ لا تَعتَب على حُمْقٍ مَضَى
اعْبُرْ إلى نَبْضِي الرَّهِيفِ الخائِرِ

سَامِحْ فُؤادًا مَا دَرَى ماذا جَرَى
ما كانَ أهلًا بالنَّزيلِ الزّائِرِ

يا حُبُّ كَمْ سِحْرٍ عليَّ افَضْتَهُ
فتَدثَّرَتْ شُهْبي بِثَلجِ حَرَائِري

َهَلّا حَنَوْتَ عَلى فَراشٍ هائِمٍ
في رِقّةِ الحِلمِ  الشّرُودِ الحَائِرِ

يا حٌبّ زُرْنِي في رَمادِي واتّئِدْ
عندَ الرَّمادِ فرُبَّ يُبعَثُ طَائِري .

 ...لبنان

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق