هواجس/ جورج عازار



في أُذني طَنينٌ وعواصِفٌ

وفي عينيّ سحائبُ دُخان

في كَفيّ قوتُ يومي

  وتجاعيد وجراحات 

وكأسٌ مُتخمٌ بالأحزان

في شرايين دَمي

تنمو طحالبٌ من حنينٍ

وفي روحي توقٌ إلى إِبحار

يُلاعبني الموتُ بخيالاتٍ

وسُجلاتِ وفياتِ الأحلام

يلعقُ الشَّوقُ ما تبقَّى في قعرِ المَرايا

ويداعبُ ساحرُ الزَّمان كُرَةً زُّجاجيةِ

ويُردِّدُ التعاويذَ والتمائمَ

كي يوقفَ مَدَّ الإعصار

حافياً أسيرُ فوقَ لُججِ اليمِّ

أقطفُ زَبدَ البحرِ

وأبيعُ قصائدَي القديمة

 في شوارع الأَحياءِ الصامتةِ

أرسمُ صُورَ العابرين

وأزيّنُ وجوهَ السِّياحِ

بألوانٍ تخطفُ الأبصارَ

تُمطرُ فوق عيوني ذِّكْرى

وتنتحرُ فوقَ شِفاهي كَلِمة

بالأمسِ وُلِدتُ وقبلَهُ دُفِنتُ

وغداً ألقى حَتفي

غير مأسوفٍ على ما تبقَّى

في العُمر من أسْحَار

مركبي ينتظرُ والبحرُ مُغلَقٌ

وحبرُ وثائق السَّفرِ

يفتقدُ بَصمَةَ الإبهام

بالأمسِ كانوا هُنا

رقصوا حتى الثَّمالة

وذرفوا دموعاً مِن طينٍ ومِن رِمال

وناموا مع بزوغ الفجرِ

عُراةً مِثلِ ثِمَارٍ بَريَّة

تتناثرُ في خَريفِ العُمرِ

حولَ جُذوعِ الأشجار

كَنَسَتْ الشَّمُس المُتسلِّلةِ

 من خَلفِ الغَيمةِ

بقايا الحَكايا

وذابتْ طوابيرُ الثَّلج

فبانت شُعيرات

الِّلحى البيضاء

مثلَ وِصمِةِ عارٍ

أخفقت في سَترِ النَّقائصِ والسَوءات

وعلى عجلٍ أخذت كُلُّ السُّفنِ

تَمخرُ عُبابِ السَّماء

بأشرعةٍ غَنَمَتْها 

من جلودِ حِصانِ طُروادة

وريشاتٍ مِن طائِرِ العَنقاء

ومَضَتْ تصطادُ من كُلِّ الفضاءات

شموساً ونجوماً

وتأسرُ كُلَّ الأقمار 

وتُلِملِمُ الشُّهُبَ السَّكارى

والغافية في الدروب 

وعلى ناصيةِ الحَانات

فيصيرُ الفجرُ يتيماً

فتغادر أسراب اليمام

وتنسى البلابلُ الشَّدوَ 

وتغط الفراشات في السبات

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق