الكنغارو العربي/ شوقي مسلماني

 


(القطب الجنوبي) 

ردّة فعله الأولى، منها عرفت "مستواه"، على رغم أنّه جامعي. فخلال حديث عن أستراليا أطلعته أن حجم شبه القارّة الأستراليّة قد تضاعف، تقريباً، بين ليلة وضحاها، عندما ثبّتوا لأستراليا أكثر من 5 مليون كلم مربّع من مساحة القارّة القطبيّة ـ الجليديّة الجنوبيّة. ابتسم بلا مسؤوليّة وقال: "وشو الإفاده ما كلّها تلج"!. 


(أستراليا أم فلسطين؟) 

"أم علي"، شقيقتي "أشواق مسلماني حمّود" لا تحتمل أن يطول شعر رأسي،  وإذا أنا في زيارة لها، ورأت بي ما لا يجدر، قولوا أوامرها ملكيّة. تحضر الكرسي، و"يتكتك" المقصّ أو "تجلخه" بالمشط الأسود الصغير. وأنا أطيع. ولدى "أم علي" أخبار، وستقصّها عليّ، وأنا تحت رحمتها. كلّ كم "قَصّة" قصّة، وكلّ "خبرياتها" صادقة وحرفيّة، فما على لسانها هو عين ما في قلبها الطاهر وعقلها النزيه وتجرّدها التامّ، حتى تحيّرني أهي طيّبة أم حكيمة؟. وإذا كفلت روحاً قدّمتها على روحها، مثلما تفعل، مثالاً لا حصراً،  مع هرّة "بارجيان كات"، جلبتها قبل سنتين بعد حادث مؤسف أودى بحياة "عينطورا" القطّ ـ الجمل: لضخامته، وكان كلّ أهل البيت في خدمته. و"خلّفت" الهرّة، وأفردت لها "أم علي" غرفة، وزوّدتها بكلّ ما يُسرّ حتى تمنّيت لو ذاتي إبن شقيقتي، عساني أحظى بمثل هذا الحبّ. ولكن أحياناً، ولشأن خاصّ جدّاً، لا بدّ للهرّة أن تقف قرب الباب لتخرج ثمّ تعود، ولا أحد يعرف كيف تجد طريقاً إلى الحديقة الخلفيّة لبيت الجيران، الذي يفصله عن بيت "أم علي" حاجز معدني "كولاربوند" جميل، وقد شيّدته أم علي بمال بيتها الخاصّ، علماً أن القانون الأسترالي يقضي أن تكون كلفته مناصفة مع الجار، والجار ذاته رجل يهودي محترم، تقول "أم علي" أنّه أستاذ علم نفس، ولكنّ زوجته، قولوا، من في الأرض يمكن أن يحتملها غيره؟. تجنّ إذا رأت الهرّة في حديقة منزلها، وهي التي أصلاً نظّفتها لها من الفئران. حتى رجعت "أم علي" إلى البيت بعد الظهر لتجد عمّالاً يشيدون جداراً حجريّاً بين البيتين "يغمّ على القلب"، كما قالت، وأعلى بمتر من حاجز "الكولاربوند"، وطبعاً من دون فائدة قالت لها أم علي بالإنكليزيّة: "أيّتها السيّدة، نحن هنا في أستراليا ولسنا في فلسطين" ـ إشارة إلى الجدار العازل الذي شيّده الصهاينة في فلسطين المحتلّة ـ وقال زوج الجارة، ومن دون أي قدرة على تغيير واقع الحال ورغبة زوجته أيضاً: "أينما أذهب، يا إلهي، لا بدّ أن تحرجني وتختلق لي كلّ مشاكل الأرض"!. 

 

(تيتي تيتي) 

ونحن في حديث عن لبنان قصّ ما هو معروف، وقد في الإعادة إفادة، قال: "أسرة عميان دعوا أن يرزقهم الله "مفتّحاً"  فرزقهم، وهنّأهم الناس. فرحُ الأسرة بالمولود المفتّح لم يعدله فرح، حتى كلّ منهم يجب أن يحتضنه، ويوميّاً، وكانوا "يبقبشوا عليه" و"بالبقبشه فقروا عينيه"!.  


(الجريمة الكاملة)  

زوجتُه وأولادُه في زيارةٍ للوطن الأمّ سوريّة، وهو بمفرده في منزله، يشاهد التلفاز، وأمامه فاكهة، مكسّرات، بيرة ويدخّن. رنّ الجرس، قام إلى الباب متمهّلاً كأنّما هو يعرف من القادم، وهو يهمّ بفتح الباب خطرت له خاطرة ابتسم لها. فتح الباب، أبدى قلقاً. سأله صديقه اللبناني الأصل، وهما في غرفة الإستقبال، إذا شيئ ما ليس على ما يرام؟. قال، حريصاً أن يبدو كاذباً: "كلّه تمام"!. واقترب من فوره، بإهتمام، من الهاتف المعلّق على الحائط ورفع السمّاعة، واصطنع أنه يضغط أرقاماً، وأصغى. وأعاد السمّاعة إلى موضعها متأفّفاً وجلس وقال: "الخطوط لا تزال مشغولة". وقدّم الفاكهة صوب صديقه، وقال بصوت من يريد كذباً صريحاً أيضاً وأيضاً: "لا تشغل بالك، سأجلب لك تنكة بيرة"!.  

صديقه يعرف ألاعيبه، ولكن ما لعبته هذه المرّة؟. قال له: "خير، تبدو مهموماً جدّاً"؟!. قال، كأنّما لا بدّ أن يعترف: "أحاول منذ ساعتن الإتصال بإسرائيل عبثاً، كلّ الخطوط مشغولة"!. وتأكّد الصديق أنّه أمام  لعبة، فماذا أن يتّصل صديقه بالعدوّ إسرائيل؟!. ولكن سيُجاريه وصولاً للخاتمة. قال: "تخابر إسرائيل"؟!. قال: "زوجتي وأولادي في سوريّة، هاتفتني قبل ساعتين تريد الذهاب مع أمّها إلى محلّ ملابس نسائيّة في حمص، أنا أعرفه حقّ المعرفة، وقالت أنّها ستترك الأولاد برعاية أمّي وأبي، ولن تتأخّر أكثر من ساعتين". قال الصديق، وقد رآه يصمت فجأة ثمّ ينظر بعيداً كأنّه في مشهد مسرحي: "وما علاقة ما تقول بالتلفون لإسرائيل"؟!. قال: "أنت تعرف كيف حزب الله يقصف إسرائيل يوميّاً بمئات الصورايخ، وتعرف أنّ إسرائيل تكاد تجنّ، فهي تريد أن تعرف  موقع مخزن صواريخ حزب الله بأي ثمن". قال له ليحثّه على الإفصاح أكثر، بعدما صمت فجأة أيضاً: "ثمّ ماذا"!. قال: "ماذا لو إسرائيل علمت بمكان مخزن صواريخ حزب الله"؟. قال: "ستقتلعه بالطائرات من جذوره". قال فرِحاً: "أحلّفك بربّك، أليست هذه جريمه كاملة"؟!.  

قال متشكّكاً: "بعدُ لم أفهم"!. قال: "انقضت الساعتان، كنت أتّصل بإسرائيل لكي تعرف موقع مخزن صواريخ حزب الله، إنّه تحت محلّ الألبسة النسائيه إيّاه، في حمص، ولكن للأسف، وزوجتي حتماً الآن تركت المحلّ ورجعت إلى الأولاد"!. قال الصديق، وقد وضح الأمر: "ويعلم الله وحده كم عدد العرب، من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر، الذين يشغّلون الآن الخطوط الإسرائيليّة جميعاً"؟. وشربا بصخب. 


(رحلة سافاري) 

صديق عراقي إسمه "ليث"، وأعتقدُ أنّه من أسرة "لبيب"، وكان البغدادي الوحيد في سيدني، اختفى، لم أره، ولم أسمع منه أو عنه، بعد، منذ أكثر من 30 سنة، وقد حدّثني مرّة، وقال. "كان العنصريّون البيض يقومون بتجارب على الأفارقة، وهي تجارب من نوع قدرة الإنسان على إحتمال ألم ما خلال عمليّة طبيّة بلا "بنج" ـ مخدِّر، وكانوا ينظّمون رحلات صيد "سفاري" ـ صيد الوحوش ـ ولكنّهم عوضاً كانوا يطلقون حريّة مجموعة من العبيد، في غابة وهضاب، نصفَ ساعة، بعد عرضهم على الكلاب، وتبدأ المطاردة بالخيول والرصاص". 


(أدولف هتلر) 

سمعته يشتم "أدولف هتلر"، وسألته فقال: "أينما ذهب هتلر، كان "يطهِّر"، فلماذا لم يشرّف إلى بلادنا الأم؟!. 


(بالسلامة) 

غادر بالسلامة أبو إبراهيم مدينة سيدني في زيارة إلى الوطن الأمّ لبنان، وسرعان ما طيّر أخباراً عن "مشاكل" بينه وبين هذا وذاك وذيّاك، وهو في بيروت كما وهو في قريته ـ جنوب لبنان ـ لا يكره مثلما يكره النصب والإحتيال، وردّة فعله، آنئذ، تحت تأثير "ضغط الدمّ"  و"السكّري"، عين ثالثة الأثافي. وغالباً، لسذاجة متداخلة مع ثقة نفس، يتورّط بمشاكل، على ما يبدو لن يتحرّر ممّا هو فيه يوماً. وتكرّرت زياراته إلى الوطن الأم، وتكرّرت أخبار مشاكله، وأخيراً سأل صديقٌ صديقه، في سيدني، عنه، قال أنّه في لبنان، وسأله غامزاً: "أيّة أخبار جديدة"؟!. قال، وهو ينظر إلى ساعة يده: "للتوّ يكون قد وصل والدنيا بعد ليل، سيطلع النهار وستأتي أخبار"، وأردف أن: "إبنه أخبرني أنّه غادر سيدني ومشكلة جاهزة لديه بينه وبين آدم إبن مختار ضيعته"، وختم أنّ آدم هذا "نصب عليه ألف دولار ويريد الألف منه حالاً وفوراً"!. 


(بشرفك؟) 

والحياة ذكريات، كما يُقال، أو الحياة حكايات. ويومها، وكان ذلك سنة 2015، أي قبل وفاته، وكانت الساعة  الثانية صباحاً تقريباً. قال الراحل فضل عبد الحي، رحمه الله، وهو يمدّ يديه الطويلتين صوب الموقد، تدفئة أكثر لهما، وهو ينظر في الجمر، بهدوء، أو كأنّه يتحدّث إلى روحه: "سأعرض عليك ما آمل أن ننفّذه معاً"، قلت له: "هات". قال: "بشرفك"؟. قلت: "هات"!، مرّة ثانية، وقلت: "بحسب"!. وقلت: "إذا ممكن، وإذا قادر"!. قال: "نعم، نحن معاً قادران عليه". قلت له: "تفضّل"!. قال: "بشرفك"؟، أيضاً. قلت له: "ما دمت  أنا قادر عليه وأنت قادر عليه.. تفضّل، اعتبر انّ الأمر قد صار"!. قال: "أينما تكون، وأينما أنا أكون، و24 ساعة على 24 ساعة، في البيت والشارع، مع العيال ومع الأصدقاء، وكلِّ من يتكلّم بالعربيّة في أستراليا، وطبعاً دائماً عندما نكون معاً، ولا كلمة ينطقها اللّسان إلاّ باللّغة العربيّة الفصحى". ضحكت لهذا الذي يجري في رأسه وهو ابتسم. واستهولت الأمر لإستحالته. ويومها، رحمة الله عليه، قلت له: "إذا ذهبت غداً إلى بيت أهلي، وكان الصباح، أقول لأمّي وأبي "عمتما صباحاً"؟. أمّي ستعتقد أنّي أتعلّم لغة جديدة، وأنّي أجرّبها بهما. وإذا أنا في منزل أخي شعلان وواعدته في أي ساعة نلتقي للذهاب إلى صيد السمك أقول له "ننطلقُ تمامَ الثانيةَ عشرةَ ظهراً"؟ هكذا؟ بالفتحة والضمّة.. إلى آخره؟. أعتقد جازماً أنّه سيرمقني خفية. أمّي تقول "صباح الخير"، و"عمتما"، بالنسبة لها، "كلام مسرحي"، وصباحاً "فزلكة"، و"ننطلق، و"تمام الثانية".. إلخ، فتكلّف بالنسبة لأخي شعلان". قال: "ولكنّك حلفت بشرفك"!. وعرفت أنّي وقعت في فخّ "الله ما بيشيلني منّه". وثاني يوم بلغني أنّه كان يتحدّث بالعاميّة، وبالصدفة، التقيت بالصديق المشترك، وذلك في "بيميش ستريت ـ كامبسي ـ ضاحية من ضواحي سيدني، وقال لي فرِحاً أنّ يومه جميل. سألته فقال أنّه قبل ساعتين التقى الصديق فضل عبد الحي، وأنّهما تحادثا عن متى سيقدّم فضل عرضاً جديداً على مسرح "كوميدي ستاند أب ـ في "نيو تاون" ـ المحلّة الملاصقة لقلب المدينة ـ سيدني. سألته بأي لغة كان يحادثك؟. قال متفاجئاً: "بالعربي طبعاً! ما القصّة"؟. قلت أنّ قصدي بالعاميّة أم بالفصحى؟. قال مستغرباً سؤالي: "بالعاميّة طبعاً. شو عامل بهالأيام، وأيمتن بدّك؟.. وهيك"!. وأنا نجوت بشرفي ما دام هو نقض العهد، أي معاً لا نتكلّم إلاّ بالفصحى، ولكنّه لم يحلف بشرفه. ومات صديقي الحبيب فضل عبد الحي وأنا أتذكّره وأتذكّر هذه الواقعة وأهجس أن أنفّذ رغبته، وقد أعملها لفترة وفاءً وأن أعرف ما لم أسأله في حينه، أو سألته وهو أجاب وأنا لم أكن أسمع: ما الذي أيقظه إلى هذه النزعة أو الرغبة؟. 


(Stop) 

ومن الطرائف ادّعاؤه أنّ حرف "الحاء" في اللّغة العربيّة دليل همّة أهلها العالية، وأمّا اللّغات التي ليس فيها حرف "حاء" فهي لأمم فيها رخاوة.  وقال: قلْ "مستحيل"، قلت: "مستحيل"، قال: قلْ "مستهيل"، قلت:  "مستهيل"، قال: ألم تشعر بنفخة الصدر وصلابة الرقبة عندما قلت "مستحيل"؟، قلت له: "حصل"، قال، وعندما قلت "مستهيل" ألم تشعر كأنّك عجلة، دولاب، إطار، أو أي شيئ يحتاج إلى الهواء لينتفخ ويفقد الهواء من ثقب أحدثه مسمار؟، قلت: "حصل"، وسألته عن حرف "الضاد"، قال: الشيئ ذاته، قلْ: "الأرض"، قلت: "الأرض"، قال: قلْ "الأَرد"، قلت: "الأَرد"، قال: ألم تشعر، وأنت تقول "الأرض"، بالعزّة والكرامة؟، قلت: "حصل"، قال: وعندما قلت "الأَرد" ماذا كانت النتيجة؟، كأنّك بالون هواء تتقاذفك نفخة هواء من هنا ونفخة هواء من هناك، قلت: قلْ: STOP، قال: "ستوب"، قلت له: ألم تلاحظ العزم في STOP، قال: "حصل"، قلت له: وأنت تقول "ستوب" ألم تشعر برخاوة بشفتيك؟، قال: "حصل"، قلت له: قلْ VIVIAN، قال: "فيفيان"، قلت: ألم تشعر، وأنت تقول  VIVIAN، بالرومانسيّة والغرام؟، قال: "حصل"،  قلت: وعندما قلت "فيفيان" ألم تشعر أنّك حائر لا تدري ما تقول؟، قال:  "حصل". وأخيراً التقيته وقال لي: واللهِ إنّك، يا شوقي، عبقري، لا يفهمني بالكون أحد غيرك!. 


(دخان)    

حدّثني أنّه في سوق بانكستاون ـ سيدني، يقف مع زميل، وغير بعيد منهما تقف فتاتان، قالت إحداهما لزميلتها وهي تنظر صوبه: "أنظري إليه كيف ينظر إليّ مثل حمار وحشي جائع"!، وأنّه في آن كان يقول لزميله: "أنظر إليها كم هي رقيقة مثل أختي"!. 


(أندونيسيا في تايلاند) 

"قلتلاّ بدّي روح على تايلاند، زِعلتْ وقالتلي: "بدّكْ تروح  تتزعرن"!، وأنا ما بحبّ زعِّل إمّي، وبعد جمعه أنا مسافر، رايح على تايلاند ـ مشهورة عالميّاً بلياليها "الحمراء" ليلاً نهاراً ـ بدّي قلّها رايح على أندونيسيا، وأندونيسيا أكبر دولة مسلمه وفيها جوامع ويمكن أتعرّف على مسلمه بتصوم وبتصلّي، وبس إرجع أكيد إمّي رح تسألني، ولازم بيّن قدّامها إنّي كنت فعلاً بأندونيسيا. بدّي شي كتاب أقرأ فيه وأنا راجع بالطيّارة يكون عن أندونيسيا، ويكون فيه صور وأسماء جوامع، بلاقي عندك كتاب تعيرني ياه"؟. 


(الحبّ!) 

انكسرتْ يدُه وتمنّعتْ زوجته أن تفرك له ظهره، قال، وهي تعلم أنّ سيدني تعجّ بعيادات طبّ الحيوانات: "اسمعيني مليح وإلك الأمر، رح أتّصل بعيادة طبّ الحيوانات وقول: دخيييلكن، أنا مخلوق بسيط انكسرتْ إيدي وبدّي مين يحمّمني ويلبّسني، وراح يبعتولي، واللّي أخلقك، ممرّضه ـ ملكة جمال، وْرَحِ تحمّمني وتفركلي ظهري وتنشّفني وتجيب كولونيا وتعطّرني و.."، وقبل أن يتمّ كلامه قاطعته، وقد أهرعت تحمل الصابونة واللّيفة، وهي تشهق وتقول وأعمار الجميع تطول: "جايي يا نور عينيّ"!. 


(31 سنة) 

سنة 1990 سألتني زوجتي حنان الفنج الأستراليّة النشأة، اللبنانيّة الأصل والطرابلسيّة القلب وتكره إسرائيل أنّها لا تفهم العربيّة الفصحى،  ولماذا لا أكتب لها "غزل بالمحكيّة"؟!. وأنا من زمان هجرت المحكيّة، وليس لي في الغزل. شئت ألاّ أكسر الخاطر وقلت: "اعطيني نصّ  ساعه"، وخرجت من مكتبي ، وقرأت لها، "ولا حلفان"، حفِظتْ غيباً ما قرأته لها من المرّة الأولى أو الثانية، لم أعد أتذكّر، ولا تزال هي تحفظها وتتباهى بها أمام صديقاتها حين يسألنها إذا أقول فيها "شعراً"؟. 

"نجمه \ نسيها الليل \ غطّتْ عَ شبّاكي \ قالت: صباح الخير \ يا عاشق وباكي \ وترغل العصفور بالقفص \ عالحيط \ شهْقِ الحبق \ طار العطر \ بالبيت \ حِلمْ يمّا عِلمْ \ حقّ يمّا ليتْ \ معقولْ نجمه نسيها الليل \ غطّت ع شبّاكي؟ \ كان العمر عتمه \ وشنتة سفر بالإيد \ وصوره معلّقه \ وغيّاب راحوا بعيد \ عجقة حدا \ وما في حدا \ وتهتزّ شجرة الملّول \ معقول نجمه نسيها الليل \ غطّت ع شبّاكي؟ \ يا صباح الخير \ بالنجمه التايهه \ متل وشوشه \ بدينة الحبيب \ متل نسمه \ من كلّ شجره طيب \ معقول  نجمه نسيها الليل \ غطّت ع شبّاكي"؟.  

وذكّرتني بها زوجتي حنان أخيراً، باعتبار أن يوم الأحد ذكرى 31 سنة على زواجنا وطلبتُ منها أن تعيدها عليّ، وأنا "أطبع أو أصفّ". 

Shawkimoslemani1957@gmail.com 


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق