ما قبل وأثناء هذا الدمار المتواصل/ رحال لحسيني



خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لم يعد نفس الاهتمام بالقض.. ية الفل .. سط.. ينية ولا حتى التعبير عن الامتعاض من الجرا.. ئم المرتكبة في حق شعب يرزخ تحت احتلا.. ل استيطا.. ني همجي، متاح ومقبول، كما كان قبل "زمن اتفاقات ابرا.. هام" التي انضم إليها المغرب.

هل كان لا بد من كل هذا الدمار والقتل الذي يحدث الآن في غزة وخارجها حتى يعود الكثير من "التعاطف" مع القضية الفلسطنية.

قبل أيام فقط من بداية شهر "أكتوبر العظيم" شهر الإنتصارات والثورات ضد الظلم والطغيان والاحتلا.. ل والطبقية المؤلمة، أصبح التبرم والتذمر من مجرد ذكر هذه القضية فظيعا لدرجة المس بكل الحس الوطني والإنساني والروحي الذي سكن وجدان المغاربة عبر التاريخ (بشكل مشابه أو مخالف لشعور بعض "الشعوب العربية" الأخرى التي تغيرت سياسات دولها مما يطلق عليه في مستوى رسمي معين مصطلح "الصراع العربي الإسرا.. ئي.. لي").

بعد المرور شبه السلس للتطبيع الرسمي (المستعاد) مع دولة الاحتلال والذي تم ربطه هذه المرة بقضية الصحراء. نظرا للترويج المدروس الذي تم لذلك، والتعاطف المضاد المتنامي ثم المتصاعد، الذي ضخ في روحه البئيسة المزيد من التطبيل والتضليل الإعلامي، ضجت به كذلك وسائط ومواقع التواصل الاجتماعي ببلادنا وغيره. 

فخيمت إثر ذلك بعض الضبابية والسوء على واجهة الموقف الإيجابي لعموم المغاربة من هذه القضية (الوطنية أو القومية أو الدينية أو الإنسانية أو المركزية، كل حسب تصنيفه لها من موقعه الاجتماعي الشعبي أو السياسي والاديولوجي) التي كانت محط إجماع شبه تام لمختلف مكونات الشعب المغربي العرقية والعقائدية، التي قدم العديد من المغاربة أرواحهم فداء لها، سواء بانخراطهم في صفوف الجيوش التاريخية خلال خقبة ما يطلق عليه "الحروب الصليبية" ولا زالت ذريتهم وأملاكهم هناك.

أو في صفوف المقامومة الفلسطينة التي انطلقت قبل النكبة (1948) واستمرت بعد النكسة (1967) وبعد النصر أكتوبر المجيد (1973) للجيش المصري من الجنوب (والجيش السوري من الشمال) هذه الحرب التي كان للجنود المغاربة نصيبهم من الدماء التي أرهقت في معمعانها على الجبهة السورية أساسا على مشارف فلسطين المحتلة.

حتى وإن لم يتم خلال هذا النصر الكبير استعادة كل الأراضي العر.. بية المحتلة خارج فلسطين، عبر السلاح، حيث دخلت مصر في "مفاوضات سلام" توجت باتفاقية كامب ديفيد (1978) لاستعادة بعض أراضيها من سيطرة العدو، رغم السيادة المنقوصة على بعض أشرطة سيناء، مقابل تشبث عموم الشعب المصري بنصرة القضية الفلسطينة وتخندقه المستمر ضد التطبيع إلى اليوم. فيما لا زال الجولان السوري محتلا.

(ناهيك عن مناطق متنازع عنها في جنوب لبنان).

* * *

قبل أيام من الجرائم الجديدة التي ترتكب يوميا في حق الشعب الفلسطيني في غزة والحصار  والتجويع وقطع الماء والكهرباء على ملايين البشر داخلها.

قبل هذا المعطى المأساوي، تم تحويل اتجاهات عريضة من الرأي العام الوطني إلى النقيض من الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطنية، بداعي "بيع" الأرض من طرف أهلها ثارة، واصطفاف البعض منهم إلى جانب الطرف الآخر في نزاع الصحراء، ثارة أخرى. ليتم إطلاق يد الترحيب المفرط بالصهاينة للدخول في البرامج المتنوعة والزيارات المشتركة (الأمر هنا لا يتعلق بموقف من اليهود كبشر، ولا من اليهودية كديانة في حد ذاتها، بل بالحركة العنصر .. ية الفاشية التي تستعمل الديانة لتحقيق أهداف استعمارية عنصرية مقيتة، الشيء الذي لا يقبل به حتى يهود أفراد ومجموعات دينية عبر العالم تصطف بدورها ضد دولة إسرائيل، سواء في هذه الحرب أو في مسألة وجودها أصلا)؛ جراء سعي اللوبي الص.. هيوني المتنامي ببلادنا لإدماج المشروع الصهيوني في عدد من المجالات والقطاعات الحيوية والاستراتيجية وعدد من الواجهات، وسعيه لوضع القضية الفلسطنية في الطرف النقيض، متجاهلين بذلك حتى الموقف الرسمي الذي يؤكد على عدم تعارض العلاقة (المشينة) مع الكيان المحتل مع دعم المغرب لهذه القضية العادلة. 

وتواصل ذلك بشكل تصاعدي، حتى أصبح الحديث عن قضية فلسطين غير مستساغ، وغير مرحب به، كذلك الأمر بخصوص رفض التطبيع أو الحذر من الإنغراس الشعبي فيه (كحد أدني ). في تنكر واضح للموقف الأصيل والمتأصل للشعب المغربي ولاستمراره في الدعم المادي والسياسي (الرسمي والشعبي) للقضية الفلسطينية ، داخليا وفي مختلف المحافل الدولية، فضلا عن التحاق العديد من أبناء الشعب المغربي بصفوف المقاومة، فضلا عن مواصلة فئات واسعة من المغاربة دعم هذه القضية، ورفضهم للتطبيع، سواء عبر بعض تنظيماتهم وتياراتهم وفعاليتهم المجتمعية، او افراد، ولا زالوا. 

وأدى العديد منهم ثمن مواقفهم ونضالاتهم في سبيلها من حريتهم، فضلا عن أرواح بعضهم.

مبدئيا، لا يمكن الترحيب أو الإشادة بقتل المدنيين وتحت أي مبرر، لكن أغلبية ما يسمى بمواطني الكيان المحتل ليسوا كذلك، ومعظمهم جنود احتياط، باستثناء الأطفال طبعا، غير أن الدعاية الصهيونية والغربية الإمبريالية المضللة قد تفننت في الترويج لأكاذيب دبح الأطفال ودون تقديم دليل على الفظاعات المزعومة التي يتم تقديمها للرأي العام الدولي لكسب تعاطف أكبر، لضمان دعمهم أو سكوتهم على جرائمهم الحقيقية ضد أطفال غزة والنساء والشيوخ والمدنيين، في كل تراب فلسطين المحتلة.

"يتبع"

**

مجرد احتمال 


قال رجل بترت أطراف رفاقه في ساحات القتا ... ل: 

- الطريق الرابطة بين الجرح والألم، أطول من خليلتها المؤدية إلى موت الجمال.


قالت ممرضة تعمل في إسعاف الوقت، وضخ بعض الآمال: 

- الجرحى بالمئات، والمغادرين آلاف النساء والرضع والرجال. لا شيء يشبه هذا الق ... تل المباح في صمت وقح الخصال.


استراح صحفي أجنبي يرقص بين تلال وركام الأطلال، وقال: 

- الصباح لم يعد جميلا هنا. الليل مضيئ أكثر من شاشات "هوليود" ورقصات بارعات "بوليود".

نجوم طائرات تسابق زخات أحلام قانطين قرب "وكالات غوت" الخيال.


قالت سيدة تعشق إطلاق زغاريد عودة أقمصة أبنائها الأبطال: 

- طوبى لأنهار الخلد الموعودة في قلوب المؤمنين بنصر "جبال لا تهزها رياح" ولا يهدأ لها بال، تجعل الرحيل الأعلى أحلى بقذائف الغزاة. تدفع شباب عراة إلا من أرواحهم نحو بهائها المحتمل، في كل حين يخامره المحال.


قال طفل ينتظر حتفه في الحال: 

- ذلك ما يجعلني أحتمل سفري اليومي، البارد النقي كالماء الزلال، .. في كل الأجيال.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق