شذرات منبعثة من بهاءِ السَّلامِ وجنونِ الحربِ: السَّلامُ والحربُ قطبانِ متنافرانِ لا يمكنُ الرُّكونُ إلى صراعِهما أبداً/ صبري يوسف



1

السَّلامُ محبَّةٌ وارفةٌ موشومةٌ على وجنةِ الصَّباح،

وئامٌ مَعَ الذَّاتِ ومَعَ اخضرارِ الكونِ!

  

الحربُ دربٌ مِنَ الجنونِ، عقمٌ في الرُّؤيةِ،

غوصٌ في دهاليزِ الظَّلامِ، بعيدٌ عَنْ نورِ الحياةِ!


2

السَّلامُ حالةُ سُمُوٍّ نحوَ زُرقةِ السَّماءِ،

لغةٌ مجنَّحةٌ نحوَ فضاءَاتِ الفَرحِ!


الحربُ انحدارٌ في لهيبِ النَّارِ، غرقٌ في أتونِ الدَّمارِ،

خروجٌ تامٌّ عَنْ آفاقِ الإنسانِ السَّويِّ!


3

السَّلامُ خيرٌ متهاطلٌ مثلَ رذاذاتِ المطرِ، 

عطاءٌ منبثقٌ مِنْ رؤيةٍ خلّاقةٍ!


الحربُ رؤيةٌ ظالمةٌ بينَ جميعِ المتحاربينَ،

فكلُّ الأطرافِ المتصارعةِ خاسرةٌ بطريقةٍ ما!


4

السَّلامُ بسمةُ طفلٍ في أوجِ تلهَّفِهِ 

إلى أحضانِ أمٍّ مكتَنَفةٍ بدِفءِ الحنانِ!


الحربُ تُخلخلُ أجنحةَ الطُّفولةِ، 

وتجرحُ آمالَ الأمَّهاتِ مِنْ دونِ رحمةٍ!

5

السَّلامُ رفرفاتُ أجنحةِ اليمامِ في قبَّةِ السَّماءِ 

على أنغامِ بهجةِ الرُّوحِ!


الحربُ دموعٌ مدرارةٌ على مدى اللَّيلِ والنّهارِ، 

حالةُ انشراخٍ وآهاتٌ لا تُطاقُ!

 

6

السَّلامُ رؤيةٌ مجدولةٌ بالفضيلةِ، سلوكٌ مجنَّحٌ 

نحوَ هِلالاتِ الفرحِ، يُحقِّقُ لنا السَّعادةَ والهناءَ!


الحربُ قرارُ الحمقى مِنَ البشرِ، سلوكٌ غيرُ سويٍّ

لا يقبلُهُ العقلُ الرّاجحُ لأنَّه يقودُنا إلى لهيبِ النّارِ!


7

السَّلامُ رسالةُ حبِّ مِنْ صَفاءِ السَّماءِ،

مطرٌ يتهاطلُ خيراً فوقَ مآقي البشرِ!


الحربُ نيرانٌ مشحونةٌ بالغضبِ،

تصبُّ سمومَها فوقَ فقراءِ ومساكينِ هذا العالمِ!


8

السَّلامُ زغاريدُ فرحٍ تزغردُها الأمّهاتُ بهجةً وحبوراً 

لنجاحِ البنينَ والبناتِ في محرابِ الحياةِ!


الحربُ حالةُ حزنٍ مفتوحٍ على مِساحاتِ كينونةِ الإنسانِ، 

أنينٌ مضرّجٌ بالجراحِ والعُقمِ الحضاريِّ!

 

9

السَّلامُ أغنيةٌ مبهجةٌ للروحِ، تغنّيها فيروز 

في صباحٍ معبَّقٍ برحيقِ السَّنابلِ!


الحربُ اشتعالٌ متواصلٌ لخيراتِ الأرضِ، 

بكاءٌ مفتوحٌ على مِساحاتِ المدى!

 

10

السَّلامُ تطلُّعاتٌ ساميةٌ نحوَ زرقةِ السَّماءِ،

تقودُ الكائناتِ إلى بوّاباتِ النّعيمِ!


الحربُ شهوةٌ بوهيميةٌ مخرومةُ الآفاقِ، 

تصبُّ في شفيرِ الجحيمِ،

لا تهتمُّ بدموعِ الأطفالِ والشُّبّانِ والشُّيوخِ!


11

السَّلامُ حلمٌ مكتنزٌ بأشهى مروجِ الحياةِ،

تطلعاتٌ مفتوحةٌ على أبهى رحابِ الدُّنيا!


الحربُ كابوسٌ مرصرصٌ فوقَ جماجمِ المتحاربينَ،

ضجرٌ مِنْ مذاقِ الانفلاقِ، 

يقودُنا دائماً إلى الموتِ الزُّؤامِ!


12

السَّلامُ إشراقةُ عشقٍ على وجهِ الدُّنيا، 

نورٌ يُضيءُ حياتَنا ألقاً ساطعاً، 

يرسمُ فرحاً على وجهِ الإنسانِ!


الحروبُ دهاليزُ مظلمةٌ، يهيمنُ على قلوبِ صنّاعِها 

فسادٌ مفخَّخٌ بالسُّمومِ والويلاتِ!


13

السَّلامُ هو مدى مدِّ الجسورِ بينَ البشرِ، 

وخلْقِ حالةٍ وئاميّةٍ كونيّةٍ بينَ البشرِ كلِّ البشرِ!


الحربُ حالةٌ غيرُ متوازنةٍ بينَ الإنسانِ وذاتِهِ، 

فيلجأ إلى كبحِ وقمعِ وإلغاءِ الآخرِ إلغاءً تامَّاً!


14

السَّلامُ ثقافةٌ إنسانيةٌ مجذّرةٌ في أعماقِ الإنسانِ، 

تهدفُ إلى بناءِ إنسانٍ مسالم!


الحربُ جنوحٌ بغيضٌ 

نحوَ كراهيّةِ الإنسانِ لأخيهِ الإنسانِ 

في هذا الزّمنِ المعتَّقِ بالغبارِ!


15

السَّلامُ صديقُ الطَّبيعةِ، 

تغريدُ الطّيورِ في صباحاتِ نيسانَ، 

هديلُ اليمامِ في كلِّ الفصولِ!


الحربُ شراهةٌ متعطِّشةٌ لهدرِ الدِّماءِ، 

شرارةٌ متطايرةٌ مِنْ عيونٍ مُتشرّبةٍ بالبغضِ والانتقامِ!



16

السَّلامُ حالةُ سموٍّ لصفاءِ الرُّوحِ، تقودُ الإنسانَ 

إلى حالةٍ تناغمٍ مَعَ الذَّاتِ ومَعَ الآخرينَ!


الحربُ انجرافٌ نحوَ النٌّفورِ مِنَ الآخرِ، 

غوصٌ في متاهاتِ الخلافاتِ 

والصِّراعاتِ وهدرِ الدِّماءِ!



17

السَّلامُ بحثٌ عَنْ عناقِ جوهرِ الحياةِ، 

وتجنُّبُ الصِّراعاتِ المريرةِ، المدمّرة لكلِّ الأطرافِ!


الحربُ ابتعادٌ عَنْ لبِّ الحياةِ، وتركيزٌ على قشورِ الحياةِ، 

وعلى أهدافٍ مادّيةٍ مغلَّفةٍ بالأنانيّةِ!


18

السَّلامُ حالةُ توازنٍ مَعَ أبجدياتِ الحياةِ بكلِّ ما فيها 

مِنْ مُتَعِ وسعادةِ الإنسانِ في كلِّ بقاعِ الكونِ!


الحربُ رؤيةٌ غارقةٌ في استغلالِ حقوقِ الآخرينَ، 

انحرافٌ عَنْ محبَّةِ الحياةِ وجمالِها الطَّبيعيِّ!


19

السَّلامُ تفكيرٌ سويٌّ قائمٌ على التَّعقُّلِ 

والتّفهُّمِ والفطرةِ والقناعةِ 

والجنوحِ نحوَ العيشِ بهدوءٍ وسكينةٍ وأمانٍ!


الحربُ رؤيةٌ فاسدةٌ تَنشُبُ بين أطرافٍ 

لا يتفهَّمون ولا يفهمونَ 

أهمّيةَ ومضمونَ السَّلامِ إلّا بعدَ فواتِ الأوانِ!


20

السَّلامُ قيمٌ أخلاقيّةٌ راقيةٌ، ترتكزُ على العدالةِ والمساواةِ 

والحرّيّةِ والخيرِ الوفيرِ، وإعطاءِ كلِّ ذي حقِّ حقَّهُ!


الحربُ قائمةٌ على القوّةِ والجبروتِ والعنفِ والتَّسلّطِ الهدَّامِ، 

وأقربُ مِنْ أنيابِ الغابِ مِنهُ إلى إنسانيّةِ الإنسانِ!


21

السَّلامُ لغةٌ حضاريّةٌ تحملُ بينَ ثناياها براءَةَ الأطفالِ، 

تَنشُدُ نشرَ الوئامِ والبهاءِ فوقَ كينونةِ الكونِ!


الحربُ لغةٌ وحشيّةٌ قائمةٌ على شراهةِ الافتراسِ، 

ينحو صُنّاعُها منحى الوحوشِ في وحشيتها وافتراسها!


22

السَّلامُ رفرفاتُ أجنحةِ اليمامِ، بسمةٌ وارفةٌ فوقَ وجوهِ الأطفالِ 

في صباحِ العيدِ، وئامُ الإنسانِ مَعَ الطَّبيعةِ!


الحربُ سيوفٌ غدّارةٌ، ورصاصٌ غدَّارٌ في صدرِ الإنسانِ، 

قباحةُ القباحاتِ أنْ يقتلَ الإنسانُ الإنسانَ!


23

السَّلامُ نورُ الطَّبيعةِ والأرضِ والسَّماءِ، 

هدفُ الإنسانِ المشبَّعِ بالمحبَّةِ 

والخيرِ وأشهى ما في سموِّ العطاءِ!


الحربُ هديرُ القُبحِ، صراعٌ مغموسٌ بالدِّماءِ، 

انزلاقٌ في لهيبِ النِّيرانِ!


24

السَّلامُ ضِياءُ الرُّوحِ، على أنغامِ هديلِ اليمامِ 

بينَ أحضانِ الرَّبيعِ!


الحروبُ رؤيةٌ مضرّجةٌ بالغباءِ منذ نشوبِ الحروب 

على وجهِ البسيطةِ حتى الآن!


ستوكهولم: 9. 11. 2023

صبري يوسف

أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق