ثعلب ماكر/ بن يونس ماجن



الشاعر الذي دخل بيت الطاعة

وهويحمل شمعة حزينة

وعلى رأسه نار هادئة

وتحت ابطيه حفنة من قصائد رديئة

كان يأكل مع الغنم 

ويتعشى مع الذئاب

ويسهر الليالي مع البوم

تحت اوتاد خيمة

في مهب الريح


 انه ذلك الشاعر الذي يقول شيئا

ويفعل شيئا آخر

انه حقا ثعلب ماكر

يلقي حصاه في المياه الراكدة

ويلج جحر الضب

ثم يترأس جلسة تحضير الارواح

ويكتب قصائده عن فوبيا الانتحار

لم يكن يقرأ شعرا

عن غزة الجريحة المنكوبة

فهو مصاب بوباء العصر المزمن

الذي انتاب جل شعراء اليوم

ثم يتفرج ويتألم على طريقته البوهيمية

وينتظر معجزة  قد يتنبأ بها الزعيم العربي

ليمنحه قلادة النظم 

فيصبح رئيس بيت الشعر


يغزل خربشاته بسراب متطاير

ويغفو في هذيانه العميق

يتنصل من احلامه السوداء

ليعيش في بروجه العاجية

كل قصائده تصب في واد واحد

غالبا ما يغرد خارج السرب

وليس له قضية ولا مصداقية

ولا غاية ولا مسعى

وقاموسه لا يمتلك الا كلمات تافهة

عن الحب والغرام ونزوات لياليه الحمراء

نصوصه لا علاقة لها بالشعر ولا بالنثر

فهي مجرد خربشات تتهادى على حبل الغسيل

ولا تجد متسعا لكتابتها 

على ورق دفتر تلميد بليد


آه ياغزة 

حتى الشعراء تخلوا عنك

أزعجت الجميع وقاومت المعتدين بكل جسارتك 

وصرت شوكة في حلقهم

ودوخت العالم المتصهين المتعفن

فطوبى لك ولطوفان الأقصى المجيد

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق