حينما أطرقُ بابَكِ
يستقبِلُني الصَّمتُ
جائِعٌ أنا إلى خُبزِ عينيكِ
وظامئٌ إلى بَراكينِ شِتاءَاتِكِ
أخمراً كان ذاكَ
الَّذي ارتَشَفتُ أم دَماً
صارَ طَعمُهُ سِياطاً
تَجلِدُ من العمرِ أسفارَ النِّهاياتِ؟
أخمراً كان ذاك الَّذي سُكِبَ
فصارَ طَحالبَ حَنينٍ
في مَعارِجِ الرُّوحِ؟
ما كنتُ أرغَبُ أن أثمُلَ مُبكراً
حتى لا يفِرُّ مني الحُلُمُ
فأبحثُ عنه في بيداءَ
مِثلَ غَريبٍ
أعياهُ السُّؤالُ
باخوسُ لا ينفكُّ يَملأُ لي
كؤوساً مُترَعَةً
وبوسيدون يُغري مَراكبي
للتوغُّلِ أكثرَ في الأعماقِ
تائهٌ أنا في ثالوثِ الخَياراتِ
ولَدَتْني الأرضُ ذاتَ صُدفةٍ
ووهبتني نُسْغَ الحياةِ
ذاتَ عُمرٍ
وإلى رحمِها
على حينِ غَفلةٍ
من جديدٍ ضَمَّتني
كأنَّني ما بدأتُ حينما وَلَدَتْني
وما عِشتُ حينما أحيَتني
وما استرجَعَتْني رَميماً
عندما أضَعتُ بداياتي
أعمارٌ تَنفَدُ وأبوابٌ تَنتحِبُ
كلَّمَا بدَّدتُ سَطراً في كِتابٍ
تمتلئ بأسفارٍ
وتُعرِّشُ كالُّلبْلِابِ
فوق تِلالِ الرُّوحِ
ذاكرتي
جئتُ إليهم زائِراً
ورحلتُ غَريباً
فلا هُم عَرَفوني
ولا أنا وَجدتُ ذاتي
بِلا وَداعٍ مَضيتُ
في رُوحي نَّوَاحٌ ورَمادٌ
وفي جَسدي هَسهسةُ حَريقٍ
أصواتٌ تغتالُ ألوانَ الذِّكرى
وأنا بلا حِراكٍ
أعاينُ من نافِذةِ السَّماءِ
غُرباناً تلتَهِمُ
من فتافيتِ عُمري
كُلَّ ما تَبَقَّى
ستوكهولم السويد
0 comments:
إرسال تعليق