فيينا
العلاقات الثنائية بين فرنسا و مستعمرتها السابقة الجزائر تزداد تأزما و تدهور, و ازمة دبلوماسية لم يسبق لها ان وصلت الى هذا المستوى من الانحدار الى الأسفل منذ ان استقلت الجزائر عن فرنسا ، هناك تصعيد مستمر في تدهور العلاقات وصلت الى مستويات غير مسبوقة من الانزلاق نحو الانحدار منذصعود خليفة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة الذي كانت العلاقة تحت حكمه في اوج العطاء بين الجزائر و فرنسا و التي في عهده استحوذت هذه الاخيرة على جل المشاريع الاقتصادية و التجارية بين البلدين حتى اصبحت وسيلة ضغط على السياسة الجزائرية ، ومنذ اعتلاء خليفة بوتفليقة ، الرئيس عبد المجيد تبون سدة الحكم في الجزائر أبدى امتعاض من مستوى العلاقات الجزائرية الفرنسية و افصح عن نيته في اعادة النظر في فحوى العلاقات الجزائرية الفرنسية على جميع المستويات ،وهذا مانجم عنه الغاء العديد من الاتفاقيات بين المؤسسات الاقتصادية و التجارية ،و وتمسكه بشرط اجراء تحول في مجال الذاكرة المشتركة بين البلدين ، وطلب الإعتراف الصريح من فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر على شاكلة اعتذار عن ماضيها المجبول بذاكرة دموية تأرخ لفترة الاحتلال قبل حصول الجزائر على الاستقلال في سنة 1962 ،هنا القطرة التي أفاضت الكأس العلاقات و بدأت بوادر التشنج في مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية تلوح في الأفق و أضحت تتسع مثل كورة الثلج الى الوصول الى نقطة الا عودة وبروز التراشق الاعلامي بعد دخول وسائل الاعلام في كلا البلدين على خط الازمة الناشئة بين البلدين و قيام الجزائر بسحب السفيرها في باريس و استدعاء السفير الفرنسي العديد من المرات الى مقر وزارة الخارجية الجزائرية لتوبيخ ، وقيام الجزائر بإعتبار 12 دبلوماسي فرنسي اشخاص غير مرغوب فيهم و امهلتهم 48 لمغادرة التراب الجزائري ،الاجراء الذي قبل من فرنسا بالمثل وهي سابقة في مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية لم تحدث من قبل ، ولم تشهد مثل هذا المستوى من التأزم حتى ايام
حصول التلاسن بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك و الرئيس الجزائري لمين زروال على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نييورك سنة 1996 حين أبدى الرئيس الفرنسي جاك شيراك رفض اخذ صورة له مع الرئيس الجزائري ليامين زروال على هامش اللقاء المرتقب بينهم في خضم الازمة الامنية التي عصفت بالجزائر في التسعينات القرن
الماضي بحجة ان رئيس ليامين زروال كان في خضم حملة انتخابية عندما اشترط الجانب الفرنسي اجراء المحادثات الثنائية بعيدا عن أعين الاعلام والصور التذكرية التي تأرخ للمناسبة ،الامر الذي جعل الطرف الجزائري في اوج السخط واعتبار الحادثة انتقاص والغاء اللقاء بين الرئيسيين
رغم فصول هذه الحادثة لم توصل العلاقة الى مثل هذا التشنج الحاصل الان الى ان عادت العلاقة الى اوج العطاء في ظل حكم عبد العزيز بوتفليقة رغم الحادثة التي سميت بأزمة سنة 2000 بين جاك شيراك و الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول من يقوم بزيارة أولا، الى الاخر الى ان حدث التصالح بين النظامين و اصبحت العلاقات الجزائرية الفرنسية سمن على عسل واصبحت المسيطرة على دوالب مفاصل الاقتصاد في الجزائر و حيازة جل الشركات الفرنسية على المشاريع الاقتصادية و التجارية، و أصبحت المستفيد من البحبوحة المالية وهناك تجلت مقولة عبد العزيز بوتفليقة في حواره مع اذاعة الشرق في باريس سنة 2000حين استشهد بالبيت الشعري لشاعر العربي عبد المالك الأصمعي
ومن الحب ما قتل
في حواره عن وصف العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي تعرف المد و الجزر في هذه الآونة و هي تزداد تأزما و الوصول الى تعليق بعض الاتفاقيات بين البلدين و ما يزيد في حدة التأزم هو نفخ اليمين المتطرف في فرنسا السموم و استغلال الفرصة لكسب المزيد من الاصوات في الانتخابات المقبلة.
0 comments:
إرسال تعليق