أصبح من الواضح جدا بعد أن تم الجهر من كل المسئولين بالأدارات الأمريكية حيث لاتوجد ادارة واحدة بالولايات المتحدة تتفرد بالحكم ، فهناك سبع مؤسسات حاكمة غير الأشخاص المتفردين بالقرار وعلى رأسهم الرئيس ونائبه ووزير القوات المسلحة والخارجية والأمن القومى والمخابرات العسكرية ، مما أدى الى التخبط والتناقض الكبيرين فى اتخاذ القرار ، فالذى يصدر عن أوباما صباحا يقول عكسه كيرى مساءا ، وهكذا أصبحنا نفقد المصداقية فى كل ما يصدر عن هذه الحكومات المتعددة والأشخاص المتفردين بالقرار .
عندما تعلن واشنطن بأنها تعود الى العراق بحجة محاربة داعش وهى التى جاءت بها ودربتها على الأراضى العربية ومولتها بالسلاح والأموال الخليجية ومررتها الى سوريا من الأردن وتركيا ولبنان منذ 2006 لتحفر الأنفاق وتزودها بكل انواع الأسلحة الحديثة والمتطورة لتفتيت سوريا وتخريب كل شبر فيها ونهب وسرقة المصانع والبترول وبيعها الى حكومة أنقرة بأبخس الأسعار ثم تمتد الى العراق وتتمركز فى الشمال التى تعده القاعدة الأقتصاية لها وتسيطر على الموصل وتفتك بالملايين من مختلف الأعراق لتفتتتها الى دويلات ثم تستولى على مقدراته وتأتى بما يزيد عن 1500 ضابط وجندى كخبراء لمساعدة القوات العراقية بحجة تدريب القوات المسلحة وقوات الأمن لمواجهة داعش لعلمنا أنها أكذوبة كبرى وسيناريومكرر ، فلو دققنا النظر فى الطلعات الجوية التى تقوم بها قوات الأتتلاف فى كل من العراق وسوريا لضرب المسلحين فى كل من الموصل وأربيل والأنبار وصلاح الدين وكوبانى (عين العرب ) فى سوريا لوجدنا أن عدد هذه الطلعات التى وصلت حتى الآن 450 طلعة جوية لم تقضى الا على مئات من مسلحي هذه الجماعة التى أطلقت عليها واشنطن " الدولة الأسلامية فى العراق وسوريا " فى نفس الوقت الذى نجد فيه القوات العراقية قضت على الآلاف من هذه الجماعة منفردة دون الأئتلاف الأمريكى الفاقد للمصداقية ، وهكذا فى سوريا، نجد كل الطلعات التى قام بها الجيش العربى السورى بعيدا عن هذا اللأئتلاف قضى على الآلاف من المسلحين وليس ما يعد بالعشرات والذى لايساوى قيمة هذه الطلعات الجوية التى أصبحت تكلفتها حتى الآن كما أعلنت الأدارة الأمريكية فى خلال أربعة أشهر ستة مليار دولار حتى هذه اللحظة .
ربما يخرج علينا وزير الحرب المستقيل بقرارات متناقضة تماما مع هذه المعطيات ، وربما يعلن لنا الأسباب التى أدت الى استقالته أو اقالته عكس ما أعلنه أوباما ، وربما تكون اقوال كيرى غير متوائمة مع كل منهما ، نقلت واشنطن بعض القوات الداعشية الى لبنان علما بأن النصرة فى لبنان منذ سنوات والرئيس اللبنانى السابق ورئيس الوزارء وفريق 14 آزار جميعهم على علم تام بذلك ، الا انهم كانوا وما زالوا يكذبون بأن النصرة ليس لها وجود فى أى مكان داخل لبنان حتى بعد أن قامت كل من النصرة وداعش بضرب الجيش وخطف ما يزيد عن ثلاثون جنديا ونصب الكمائن لفصائل الجيش ، لذلك فان فكرة التفتيت والتجزيئ تنتقل من بلد الى آخر، لقد تمت بمقدرة فائقة فى ليبيا و اليمن ، واليوم نرى الجنوب يطالب بالأنفصال عن الشمال متيمننا بالسودان الذى تم فصل جنوبه عن شماله والباقية تاتى، فهناك ثلاثة ولايات ترغب فى الأنفصال بعدما حدث ذلك فى الجنوب ، وهكذا الى ان وصلت العدوى الى مصر ، فلقد جاؤوا ببعض الجماعات منها القاعدة وبيت المقدس وغيرهما ، ثم عادت هذه الجماعات وأعلنت ولائها لداعش ، ولو سألنا ماذا تريد الولايات المتحدة من مصر ؟ سيكون الرد هو عكس ما بداخلها ، هى تريد لمصر الديمقراطية وتحقيق الحرية والعدالة والتخلص من الحكم الذى تصفه بالديكتاتورى ، هى تخشى على مصر من التفكك أو التجزئة أو اشاعة الفوضى ، كل ماتريده لمصر هو النهوض والتخلص من التبعية وبناء النهضة والتنمية السريعة وزيادة رقعة الأرض والأكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية ، وبناء القوات المسلحة التى تقلص عددها ابان الحكم السابق الى 350 ألف بأوامر من الكيان اليهودى والأمريكى ، تريد لمصر بناء عشرات المفاعل النووية التى تمتلكها اسرائيل منذ بناء هذا الكيان ، تريد لمصر اعادة ماتبقى من أرض سيناء التى وضعت اليهود يدها عليها منذ 1967 ، وليس لأستقطاع جزء منها لأقامة الدولة الفلسطينية عليها ، وتكون الولايات المتحدة قد حققت الأمن والأستقرار للكيان الأسرائيلى وتخلصت من المشكلة الأزلية بين العرب واسرائيل ، لقد استطاعت من قبل اقناع السادات بالتوقيع على الأتفاقية المشئومة بين مصر واسرائيل " كامب ديفيد " التى أدت الى خراب مصر وفقدان قوتها الناعمة على مدى هذه السنوات العجاف ابان فترة جكمه هو وخليفته من بعده ، ستتفرد واشنطن اذا استطاعت تحقيق هذا بالسياسة والدهاء ، او بالحرب اذا اضطرت لذلك، هى لاتريد خيرا لأى من بلدان الشرق الأوسط ، كل ماتريده هو تحقيق خارطة الشرق الأوسط الجديد حيث لاوجود فيه لدول بعينها ، منها دول عربية وخليجية لم يأتى الدور للقضاء عليها حتى الآن، لذلك هى آخذة فى تفكيك كل الدول العربية بلا استثناء وحرقها بهذه الجماعات التكفيرية التى كونتها من84 دولة شمالية وجنوبية من آسيا وأفريقية وأوروبا ، أما ما يخص افريقيا السوداء فهى واضعة فى اعتبارها القضاء عليها بالأوبئة الفتاكة ، قبل ذلك نشرت فيها الأيدز واليوم أتت بما هو أخطر منه وهو مرض الأبولا
ان الولايات المتحددة تتعلل بأن المجتمعات العربية مجتمعات سلطوية وليست مجتمعات تحررية ، مجتمعات ضبط اجتماعى وليست حراك اجتماعى ، ويبقى العيب فينا لأننا تصورنا أن الزمن قد توقف ، وان التاريخ أبدى فحولنا الأعراف الى شرائع والتقاليد الى سنن وعوضنا احساسنا بالعجز والتفنن فى فى تعظيم القدماء وتقديس الشريعة ، لذلك كانت الثنائية أو الأزدواجية التى تعمل بها واشنطن مثلها مثل العلاقة بين الرجل والمرأة ، فالقهر الذى يمارسه الرجل على المرأة مثله مثل القهر الذى تمارسه الأدارات الأمريكية على دول العالم النامى والثالث ، فهى الرجل الذى لايقهر ولكنه الرجل الذى يسلب وينهب الضعفاء والأغبياء بالضرورة
Dr_hamdy@hotmail.com
0 comments:
إرسال تعليق