الانتخابات في بيروت ولبنان - قررت ان لا انتخب/ رفيق البعيني

هذه بيروت 
‎هل هي أم الدنيا
‎أم أم ّ المعارك؟

‎هي سوق عكاظ التباهي باسمها والتغزّل بجمالها وبطولة وتميٌز ابناؤها البيروتيون

‎هي الجبهات التي منها تشن المعارك بالاسلحة  اللفظية والكتابية تتقدمها صور القادة الابطال على شاشات التلفزة وبوستات التواصل الاجتماعي وجدران الابنية واعمدة الكهرباء  في الشوارع والطرقات

‎هي برج بابل المهرجانات واللقاءات والزيارات والمواكب السيارة او المتنقلة سيراً على الاقدام تقطع الطرقات وتملأ الساحات وتسد المنافذ يتقدمها القادة الموعودون يتبارون بالخطابات الرنانة والوعود الارجوانية والشعارات الملفتة والالوان المميزة
‎وتعلو اساريرهم علامات الفرح والارتياح والثقة بضمان النجاح كلما ارتفعت ودوت لهم اصوات المؤيدين او هتافات التطبيل والتزمير  وبذل الروح والدم من المحتشدين او المحشودين تصم الآذان اكثرها كذباً ودجلاً

‎هي بيروت ومعها كل لبنان تخوض اليوم معاركها الانتخابية على اساس قانون نسبي جديد يترحم مشرعوه وكل الناس على القانون القديم بعد ان ادركوا بالبرهان القاطع انه :

‎- قانون الدكتاتورية الذي يسلب الناخب  حريته ويفرض عليه انتخاب لائحة معينة صبغوها بلون اختاروه وفرضوا عليه عدم شطب اسم واحد حتى ولو كان احد اعدائهم، او اضافة اسم آخر حتى ولو كان أخاً او صديقا مميزاً كفوءاً .

‎- انه القانون الذي خشيه الاحزاب والمرشحون  فجمع الاضداد وشذاذ الآفاق في لائحة واحدة   هدفها الربح وتفادي الخسارة،
‎فبات التيار الوطني الحر مثلاً مع الجماعة الاسلامية والقومي السوري مع نفس التيار، والاشتراكي مع القوات ، والقوات مع الكتائب الخ...
‎- قانون الانانية والخيانة والطعن بالظهر فبات المرشح جاداً لاحتكار ا لصوت التفضيلي ومستميتاً لحرمان رفيقه منه. كما سمح لرئيس اللائحة ان يشطب مرشحاً سبق ان وعد به رئيس هذا المرشح المتحالف معه واستبداله بآخر نزولاً عند رغبة حليف وتنكراً لحليف آخر.

‎- قانون الاستبداد والتسلط الذي منع اي مرشح من الانسحاب او مبادلة من خانه في اللائحه بالمثل وشطبه.

‎- القانون الذي نص على ما يسمى بالعدالة ومنع تدخلات المسؤولين والرشاوى الانتخابية  ولكن المسؤولين ابقوا في مناصبهم وهم مرشحون يبيحون لانصارهم كل ما هو غير قانوني مغدقين عليهم المنح والمكافآت وحارمين اخصامهم من حقوقهم ومبالغين في اضطهادهم.

‎- وحدث ولا حرج عن شراء المرشحين بالملايين والبذخ في شراء الاصوات

‎انه باختصار قانون العجائب والغرائب وعصفورية الترشيحات والمرشحين

‎وبعد الانتخاب 

‎سينفخت الدف ويتفرق العشاق 

‎وغداً سنرى مجلساً نيابياً يتغنى قادة احزابه ورؤساء كتله النيابية الفائزين بالشفافية ونزاهة الانتخاب  وعدالة التمثيل   

‎وغداً سيصحو الشعب الموعود بالمن والسلوى ويفيق وقد وجد الوعود قد اضحت اضغاث احلام، والاحلام قد تبخرت

‎وسنعود الى بادئ ذي بدء
‎دولة المحاسيب والازلام ، دولة الفقر والبطالة، دولة الفساد والنفايات، دولة الافلاس والتعتيم. واهم من كل ذلك  دولة التبعية والارتهان 
‎لما هو غير الوطن لبنان
‎عاش لبنان

‎وأخيراً 
‎لكل الاسباب التي ذكرت،   
‎واحتراماً لحقي وحرية قراري

‎قررت ان أنأى بنفسي عن المشاركة بالانتخاب 
‎ وان لا انتخب

٣-٤–٢٠١٨
‎رفيق البعيني

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق