أوهام/ محفوض جروج

إهداء الى : Shams Alfadi

جوفتني المعرفة .
قرأت كثيرا ،وكتبت كثيرا ،فعرفت ان ماؤها لايروي غلة ظمآن ،وخبزها لا يشبع جوعان .ولم احصد من حقول الكتب سوى الشوك والعوسج.
سافرت عيناي طويلا في بحور الأسطر والكلمات ،فإذا بي قوقعة مهملة فوق الشاطئ يملأها الرمل ويعشش في اركانها الخواء .ويجرفها التيار في دائرة لايبرحها الليل .
لهثت وراء الحكمة والمعرفة ،بحثت عنهما في كل طريق وزاوية.فقادتني الصفحات الى الصفحات،فوصلت الى نوافذ لاتعبرها الشمس ،ولا يداعب ستائرها الهواء.فوقفت مجهد الانفاس،وقد خارت قواي ونشفت مني الشفاه.
تنقلت من هامش الى هامش ،يحدوني شبق المغامرة ،في اكتشاف بعضي لبعضي .فإذا بي لازلت واقفا على الرصيف ابحث عن الطريق المؤدي الى النور.
حشوت رأسي بالكلمات الذهبية ،فامتدت فروعا ودوائر .وتوهجت سراجا نافذ الومضات ينير مسارب الذات .فإذا بها تكتبني موتا وتدعوني حياة.فتشت في بطون الموسوعات والمعاجم ،عن نبع من الإلهام يضيء هذا الليل الداجي.فذهب كتاب وجاء كتاب والمحطة فارغة.والجهل لازال يتنازعني ،وأنين المعرفة يفزعني ،ولفح الكتب يلذعني.ووحدي قابعا على شط هذا اليم وليس في حوزتي شيء.اطبق كفي وابسطها ،واحدق في يدي المرتعشة لا شيء يملأوها ،سوى الأوهام.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق