بَرُّ الشامِ وبحرُ بيروت/ د. عدنان الظاهر




سلّمتُ الذِكرى

لمليكِ الشمسِ أصيلا

شاماً بَرّاً وشراعاً بيروتيّا

الأصلُ تمادى

يبحثُ عن جذرٍ فوقَ التُربةِ ردَّ جميلا

لا الردُّ يوافي لا الودُّ الصافي كافِ

الجو المجهولُ منايا تستقطبُ آفاتٍ وقضايا  

تُخرجُ من جوفِ الظُلمةِ  أطيافاً وكياناً سريّا

كونٌ لا يُشبهُ آخرَ كونا

لا أعرفُ قَدْراً فيهِ أو وزنا

وسلاماً في جُدُرِ البيتِ صحائفَ أقرأُها أُولى

تأتيني الأوهامُ تِباعاً مُوسىً حدّا

تحملُ في ظَنّي شيئاً من شمِّ الأهلِ

ضِدٌّ في الظُلمةِ لا ينفي ضِدّا

واللهفةُ مجزرةٌ وقتالٌ ضارِ

يتساوى فيها الناقلُ والمنقولُ

النافقُ والمنفوقُ

والزمنُ المطبوخُ بجرعاتِ الصبرِ المُرِّ

مهزلةٌ تتأرّجحُ في نفخِ الريحِ وفخِّ التبريحِ ..

أطرقتُ ولم أطرقْ في دربِ الوحشةِ بابا

غاصتْ بالغُبرةِ والطقسِ المُسودِّ خِضابا

أملٌ يمتدُّ ودرعٌ يشتدُّ وعهدٌ يرتدُّ جِهارا

الباقي محضُ نفاياتِ الركبِ الناضبِ إعياءَ

حيثُ الماشي موشومٌ بالخوفِ الضاربِ أطنابا

الصمتُ كلامُ

الهيبةُ في الموكبِ دوريّةُ خلعِ الأبوابِ

لا يجرأُ طيفُ اللَهَبِ الأعلى أنْ  يهبطَ أو أنْ يطفو

الطبعُ الأصلُ معارضُ تكسيرِ الأنفاسِ

الرهبةُ إبطالُ مصاريعِ الخُذلانِ

لا أملٌ يبرقُ نجماً دُريّاً مسكونا

اليأسُ شرودٌ منزوعُ الأسنانِ ويأسٌ مقصودُ

يعصى أو يندى

الآنَ أُحدّدُ مأوى حاجاتٍ تنفيني

وتُصفّي مَنْ علّقَ في الحائطِ مِسمارا

والساكنَ جُرحاً في مأوى أشداقِ الذيبِ

يا فَرَحاً يسقطُ كالنيزكِ محروقا.       


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق